الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ليس كل ما يقال في «المقهى» ثرثرة!

ليس كل ما يقال في «المقهى» ثرثرة!
13 ديسمبر 2014 23:30
عبد العليم البناء (بغداد) جاء العمل المسرحي الجديد «المقهى» للفرقة الوطنية للتمثيل التابعة لدائرة السينما والمسرح العراقية الذي صاغه تأليفا واخراجا الفنان تحرير الأسدي، لكي يؤشر على مكانة المسرح العراقي. ضمت مجموعة العمل: مرتضى حبيب وياس خضير ومحمد بدر ووسام عدنان وحسين وهام وسينوغرافيا علي محمود السوداني والذي قدم مؤخرا على خشبة مسرح الرافدين في بغداد الذي يعد من أحدث قاعات العرض المسرحي في العراق وتم انجازه العام الماضي. وإذا كان التجريب يعني البحث عن المسرح الذي يلبي حاجاتنا الثقافية والتاريخية وخلقَ مسرح أصيل وفعال في المناخ السياسي والاجتماعي الراهن فإن مسرحية «المقهى» استطاعت تقديم إسهام في مضمار التجريب الذي بات يمثل السمة الاساسية لعديد العروض التي قدمها ويقدمها المسرحيون العراقيون بمختلف اجيالهم في إطار السعي والعمل علـى بحث واكتشاف وسائل اتصال جديدة وفعالة تكرس الديموقراطية وحرية التعبير انطلاقا من أن الحرية أهم عناصر الإبداع والتجريب دون قيود أو خوف من سلطة تقهر حرية الإبداع والتجريب ومحاولة في تجاوز التقليدي والسائد ضمن الشرط الحضاري جمالياً وفكرياً. من هنا نجد ان تحرير الاسدي استطاع من خلال «المقهى» مخاطبة الجمهور والوصول إليه ولكن بأدوات وبلغة مسرحية جديدة ورفض التوقف عند المألوف والتقليدي مستفيداً من «المقهى» باعتباره المكان الذي كان ومازال يمثل بؤرة الحدث ومصدر المعلومات منبر التيارات الفكرية والسياسية نسبة لتجمع شرائح احتماعية مختلفة تتبلور عبرها رؤى ومواقف وانثيالات وجدانية وانسانية (زمكانية) إذ عرف العراقيون انواعا ومسميات مختلفة للمقاهي وحضورها في الذاكرة الجمعية عبر استخدامه لتوظيفات جديدة شكلا ومضمونا لتحقيق الهدف الذي يسعى إليه في تماه واضح بين ماعاشه العراقيون في الماضي القريب والواقع الراهن. لقد حاول الأسدي ان يستثمر بيئة المقهى في معالجة درامية جريئة كشفت المسكوت عنه حين جمعت وبلورت ملامح رحلة الالم والوجع العراقي الطويل من خلال مجموعة من الشباب ذاقوا بل أدمنوا مرارات متنوعة سرقت أحلامهم وحتى متعهم الصغيرة الموشحة بكم الحروب الفاشلة والحصارات المختلفة وانواع الحرمان التي اتسمت بها الحياة العراقية على مدى عقود طويلة. العرض ابتعد عن الخطابية والمباشرة وكان على مستوى عال ومتقدم من الجودة في الاداء الذي تميز بالعفوية والتلقائية التي قدمها فريق عمل مجتهد بوعي عال الامر الذي يمكن عدها تجديدا في حركة المسرح العراقي على المستوى التأسيسي والعرض الذي عكس حقيقة أن ليس كل مايقال في (المقهى) ثرثرة بل هو محاكاة للواقع بكل مراراته وارهاصاته وتجلياته المتواترة جيلا بعد جيل بقالب ابداعي رصين. وربما لهذه الاسباب مجتمعة تم اختيارها في القائمة النهائية للتنافس على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بنسختها الرابعة والعروض المسرحية المشاركة في الدورة السابعة من مهرجان المسرح العربي، التي تقيمها الهيئة العربية للمسرح هذا العام في المغرب في العاشر من كانون الثاني يناير 2015 من بين اثنتي عشرة مسرحية عراقية تقدمت للترشيح للجائزة ومائتين وست وعشرين مسرحية تأهلت منها مائة وإحدى وخمسين مسرحية تأهلت للمنافسة في المرحلة قبل النهائية من بعض الدول العربية. وقد حظيت بهذا الشرف الابداعي التنافسي الأصيل ثلة أخرى من مبدعي المسرح العراقي تمثلت بالمسرحي العراقي الكبير محمود ابو العباس الذي ترشحت مسرحية «طقوس الأبيض» التي كتب نصها ويخرج الفنان محمد العامري لتمثل دولة الامارات العربية في هذه الجائزة والمهرجان ذاته إضافة الى تأهل العمل المسرحي العراقي المغربي المشترك «اكسكلوسف» الذي اخرجه وكتبه المسرحي العراقي الدكتور حيدر منعثر وتمثيل نخبة من مسرحيي العراق والمغرب بما يعكس تعبيرا موحيا ودالا عن تلاقح ووحدة الابداع العربي بجناحيه الشرقي والغربي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©