هالة الخياط (أبوظبي) - نجحت 38 جهة حكومية وخاصة ومؤسسة نفع عام مشاركة في الدورة الثانية للمعرض الوطني للتوعية المجتمعية والخدمات الإنسانية في رسم صورة حية لتكامل الأدوار بين مختلف المؤسسات الحكومية ومؤسسات النفع العام والقطاع الخاص باتجاه تعزيز الوعي لدى أفراد المجتمع ونشر الوعي الاجتماعي والمعرفة بالقوانين والنظم والأعراف المجتمعية وقيم التطوع والعمل الاجتماعي والإنساني.
ومن خلال العروض والنماذج الحية التفاعلية التي يشهدها المعرض الذي تختتم فعالياته اليوم في مركز أبوظبي للمعارض، حاولت معظم الجهات المشاركة في المعرض تقديم العروض التفاعلية الحية كل في مجال تخصصه في محاولة لاطلاع زوار المعرض، ومعظمهم من طلبة المدارس، على الخدمات التي تقدمها كل جهة وكيفية الاستفادة من هذه الخدمات وترسيخ ثقافة التطوع لديهم.
وشهد المعرض الذي افتتحه أول من أمس سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة ويقام برعاية مبادرة تعزيز التلاحم الوطني والمجتمعي، منذ انطلاق فعالياته زيارات مكثفة من قبل طلبة المدارس، ممن أكدوا استفادتهم من العروض والدروس التوعوية الحية التي تم تقديمها في ورش العمل التي تخللها المعرض.
وأشارت الطالبة عهود حسن، طالبة في المرحلة الإعدادية، أنها من خلال زيارتها للمعرض استقت العديد من المعلومات عن الخدمات التي قدمتها الأجنحة المشاركة في المعرض بما في ذلك العروض الحية التي قدمتها دائرة القضاء في أبوظبي والذي يحاكي الواقع الخاص بقاعة المحكمة. أما محمد الشامسي، طالب في المرحلة الابتدائية، فقد استطاع من خلال مشاركته التعرف على احتياجات فئات ذوي الإعاقة وكيفية التطوع لمساندة هذه الفئة، كما استفاد من العروض التي قدمها مجلس أبوظبي للجودة والمطابقة والتي تتحدث عن كيفية التأكد من سلامة ألعاب الأطفال وسلامة الأجهزة الكهربائية المنزلية.
ويهدف المعرض إلى التعريف بمؤسسات الخدمات الإنسانية وذوي الإعاقة وخدماتها وتحقيق تواصل مباشر بين زوار المعرض والمؤسسات المشاركة لتفعيل دور الفرد في المجتمع بجانب تشجيع تكريم رواد الأعمال التطوعية والإنسانية في المجتمع وتشجيع تكريم رواد البرامج التوعوية وخدمة المجتمع.
ويركز المعرض على القيم الأمنية التي تعزز لدى الأفراد الحفاظ على سلامتهم وسلامة المجتمع بالإضافة للقيم المتعلقة بتعزيز قيم التطوع والتكافل الاجتماعي والعطاء ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، وفقاً لما ذكر النقيب محمد عبيد العبيدلي مدير البحث والتطوير التقني في القيادة لشرطة أبوظبي.
وأفاد العبيدلي أن القيادة العامة تسعى إلى توعية أفراد المجتمع بالنواحي الأمنية بالتركيز على عدد من المواضيع أبرزها كيفية الاستخدام الأمثل لمواقع التواصل الاجتماعي وكيفية الاستفادة من الإنترنت، وتوعيتهم بالعقاقير الطبية المخدرة، وكيفية الاستخدام الأمثل للطرق.
وأشار إلى أن القيادة ومن خلال عدد من الأقسام التابعة لها حاولت إيصال المعلومات بطريقة مبسطة وسهل فهمها من قبل كافة الفئات العمرية، عبر العروض الحية والتفاعلية لمسرح الجريمة وكيفية التعامل معها، وعروض توضح تأثيرات العقاقير المخدرة على صحة الإنسان.
وأكدت سميحة العامري أخصائية اجتماعية في إدارة مراكز الدعم الاجتماعي التابعة للقيادة العامة لشرطة أبوظبي أن أهمية المعرض الوطني للتنمية المجتمعية تكمن في نشر الوعي الاجتماعي والأمني والثقافي بين مختلف شرائح المجتمع.
وأضافت أن معرفة الفرد واهتمامه بواجبه تجاه مجتمعه ستسهم بشكل كبير في تعزيز اللُحمة الوطنية لنسيج المجتمع كما سيوفر الأرضية الخصبة لدفع مسيرة التنمية الاجتماعية في مسار التقدم ضمن بيئة اجتماعية آمنة ومستقرة.
وعن مشاركة إدارة مراكز الدعم الاجتماعي، قالت العامري إن المعرض يتيح للإدارة فرصة تعريف أفراد المجتمع من مختلف الفئات العمرية بالخدمات التي يقدمها والتي تتمثل في حل المشاكل الاجتماعية بطرق ودية وسرية دون تحويلها إلى النيابة العامة.وأشارت إلى أن الإدارة تتعامل بشكل يومي مع العديد من المشاكل التي يتم تحويلها من قبل مراكز الشرطة، وتحاول أن تحل الخلافات الاجتماعية بين الأفراد بطريقة ودية دون أن تصل إلى النيابة، وقد يكون ذلك إما بحضور الأطراف المتنازعة إلى المركز أو تقديم الاستشارات الهاتفية.
وتشارك مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة في المعرض في محاولة لتثقيف وتوعية زوار المعرض باحتياجات فئة ذوي الاحتياجات الخاصة والخدمات التي تقدمها المؤسسة لهذه الفئة.
وأكدت إيمان التميمي رئيس قسم التعليم في قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة أن الهدف من المشاركة هو تحقيق التوعية والتثقيف لطلاب المدارس وأولياء الأمور عن الخدمات التي تقدمها المؤسسة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة وتعريفهم بالدور الذي يمكن لكل فرد القيام به لخدمة ذوي الإعاقة عبر التطوع وعبر التأكيد على أهمية التلاحم الوطني المجتمعي وكيف يساهمون في ذلك. وأكدت أن المعارض التي تركز على تعزيز قيم التلاحم والوعي المجتمعي نجحت في زيادة الوعي الاجتماعي والثقافي بين مختلف شرائح المجتمع ودعم التلاحم المجتمعي.
واستقطب جناح دائرة القضاء في أبوظبي عددا كبيرا من زوار المعرض لما يعرضه الجناح من تفاصيل إجراءات التقاضي، ونموذج حي لقاعة المحكمة لتوضيح دور القاضي ووكيل النيابة.
وقال جعفر محمد الهاشمي مدير المركز الإعلامي في دائرة القضاء إن الدائرة تشارك للعام الثاني في المعرض والذي يأتي ضمن استراتيجية إدارة القضاء لتحقيق تنمية المجتمع، وتعزيز الوعي لديهم والتعريف بالمهام التي تقوم بها دائرة القضاء والأمور القانونية.
وأشار الهاشمي إلى أن المعرض وبناء على توجيهات مبادرة تعزيز التلاحم الوطني والمجتمعي يركز على عدد من القيم المجتمعية التي تحتاج للتعزيز في المجتمع ومنها قيمة العمل والادخار والحفاظ على الصحة النفسية لاستدامة العلاقات المجتمعية والقدرة على العطاء.
وتأتي رعاية مبادرة تعزيز التلاحم الوطني والمجتمعي لهذا المعرض انطلاقاً من أهمية الوعي المجتمعي كمتطلب أساسي لقوة نسيج المجتمع وتلاحمه وهو الأمر الذي تسعى المبادرة لتعزيزه ودعم الممارسات التي تهدف لتحقيقه.
ومبادرة “تعزيز التلاحم الوطني والمجتمعي” هي إحدى مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله والتي دعا لإطلاقها في خطابه بمناسبة اليوم الوطني الثامن والثلاثين عام 2009.
عدد اليوم
