الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات التصدير اليابانية تسعى لاستعادة توازنها بالاستغناء عن بعض الأنشطة

شركات التصدير اليابانية تسعى لاستعادة توازنها بالاستغناء عن بعض الأنشطة
30 نوفمبر 2013 21:29
يشكل قطاعا صناعة الإلكترونيات والسيارات العمود الفقري لاقتصاد اليابان بعد حقبة الحرب. وبجانب مساعدتهما في تحسين المستوي المعيشي وتوفير فرص عمل مستدامة لأفراد الشعب، ساهما أيضاً في إنتاج أجهزة عالية الجودة، مثل الآلة الحاسبة الصغيرة والمسجل المحمول «ووكمان». وفي غضون ذلك، انتشرت السيارات يابانية الصنع في مختلف أرجاء المعمورة. لكن، تلك النجاحات المبهرة لم تعد متوافرة في الساحة الآن. وعانت أكبر الشركات اليابانية 15 سنة من الانكماش في سوقها المحلية، في حين أدت قوة الين إلى تقويض منافستها في الخارج. ومع ذلك، عادت شركات صناعة السيارات اليابانية بقوة بعد انقضاء الأزمة المالية، مدفوعة بعودة الطلب العالمي، خاصة من الأسواق الآسيوية الناشئة التي اتسمت اقتصاداتها بسرعة النمو، ومدعومة بخفض التكاليف وتراجع قيمة الين. وعلى النقيض من ذلك، ركزت شركات صناعة الأجهزة الإلكترونية المنزلية الكبيرة، على إعادة الهيكلة في محاولة لوقف نزيف الخسائر التي تقدر بمليارات الدولارات. وربما تكمن أسباب الخسارة في هذه الشركات، في احتدام المنافسة، حيث لم تقتصر منافسة الشركات الرائدة في صناعة التلفزيونات، على الشركات الكورية الجنوبية مثل «سامسونج» و»أل جي» فحسب، بل تعدتها للشركات الصينية أيضاً مثل «تي سي أل» أو «هايسينس اليكتريك» التي تركز على بدائل أقل تكلفة. وتواجه الشركات اليابانية ظروفاً قاسية في الوقت الراهن، حيث خسرت حصتها السوقية في مبيعات التلفزيونات. ويقول مارك نيومان، المحلل في مؤسسة «بيرنستين» البحثية :»تحتل التلفزيونات نصيباً كبيراً من إجمالي عائدات الأجهزة الإلكترونية المنزلية، التي تتسم بضعف نموها وعائداتها. ولم يتمكن من تحقيق الأرباح إلا عدد قليل من الشركات مثل «أل جي» و»سامسونج»، إضافة لشركات تعمل في مجال صناعة التلفزيونات الرخيصة، وذلك على حساب نظيراتها اليابانية». وتراجعت حصة مبيعات الشركات اليابانية في الخارج، للنصف تقريباً منذ 2006 لتشكل أقل من الخمس، في وقت بلغ فيه نصيب الشركات الكورية 37% والصينية 28%. وعلى صعيد سوق الهواتف الذكية، يكاد الوضع يكون مشابهاً. وبينما تسيدت «آبل» سوق البرامج والتصميم، برزت شركات تعمل في إنتاج الأجهزة الرخيصة مثل «هون هاي» التايوانية، على الساحة. وفي غضون ذلك، تراجع الطلب لسلع محددة، حيث تعرضت شركات صناعة منصات ألعاب الهواتف المتحركة، للضغوطات جراء انتشار هذا النوع من الألعاب، في حين عانت الشركات العاملة في بيع التلفزيونات، من انتعاش تجارة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. وفي المقابل، شهد قطاع صناعة السيارات انتعاشاً واضحاً، وسط زيادة الطلب من الهند والصين ودول جنوب شرق آسيا. كما أن الأجهزة الإلكترونية المنزلية لم تعد بالربحية التي كانت عليها في السابق، حيث يواجه منتجوها صعوبة تراجع الأسعار في وقت أصبحت فيه عملية التصنيع أكثر كفاءة، ما قاد إلى خفض التكاليف ودفع الشركات اليابانية نحو خيار إعادة الهيكلة. وأعلنت مؤخراً شركة «توشيبا»، عن تقليص قسم إنتاج التلفزيونات إلى النصف مع تسريح نحو 3 آلاف عامل وإغلاق اثنين من مجموع ثلاثة مصانع. وبعد هذه العملية، من المقرر أن يكون الإنتاج في واحد من المصانع في الخارج وشراكة في مصر. وعندما كانت الشركة تقوم بتشغيل أربعة مصانع قبل ثلاث سنوات، ناهز إنتاجها نحو 14 مليون وحدة سنوياً وتتطلع الآن لإنتاج 11 مليوناً. وقلصت شركات يابانية أخرى صناعة التلفزيونات خلال السنوات القليلة الماضية، حيث خفضت «سوني» إنتاجها لفئة «أل سي دي»، بالنصف من واقع 40 مليوناً، إلى 20 مليون وحدة قبل سنتين. وتخطط في الوقت الحالي لإنتاج 15 مليون وحدة. ووافقت «باناسونيك» خلال هذه السنة، على بيع معظم حصتها في قطاع الرعاية الصحية لشركة «كي كي آر»، المتخصصة في صناعة أجهزة مراقبة وقياس سكر الدم لمرضى السكري وأنظمة حفظ الملفات الطبية، كما توقفت الشركة عن صناعة الهواتف الذكية. ومن الخيارات الأخرى المطروحة لهذه الشركات، البحث عن مواطن جديدة للنمو، حيث اتجهت «توشيبا» على سبيل المثال، نحو نشاط تخزين البيانات والرعاية الصحية. ومن أكثر التحديات التي تعترض طريق هذه الشركات، استعادة الإمكانيات والخبرات التكنولوجية. وحاولت «سوني» دمج خبرتها في الكاميرات والهواتف النقالة، من خلال طرح الكاميرات المنفصلة التي يتم توصيلها مع الهواتف المحمولة، في محاولة منها لتوفير أفضل نوعية من الكاميرات الملحقة بالهواتف. كما اتجهت هذه الشركات، نحو صناعة أجهزة التلفزيون الذكية التي تحتوي على مميزات دخول الإنترنت. ومن المؤكد أن هذه الشركات تتعرض للمزيد من الضغوطات في سبيل تغيير نهجها، حيث اعترفت شارب عند نهاية السنة الماضية، بأنها تشك في إمكانية مقدرتها على مواصلة مشوارها الصناعي، في وقت دعا فيه المستثمر دان لويب، «سوني» لبيع جزء من نشاطها في قطاع الترفيه، بغرض تأمين المال اللازم لاستعادة نشاط قسم إنتاج الأجهزة المنزلية. ويقول ماسامي كاشيواجي، المحلل لدى مؤسسة «فورستر» البحثية :»تتسم السوق بتغير غاية في السرعة بجانب احتدام المنافسة، خاصة في وجود الشركات الصينية والكورية التي تتميز بتنافسية أقوى بفضل قلة التكلفة، بالمقارنة مع نظيراتها اليابانية». نقلاً عن: فاينانشيال تايمز ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©