الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ملتقى «الأيام» يوصي باستلهام موضوعات تمس الواقع العربي

ملتقى «الأيام» يوصي باستلهام موضوعات تمس الواقع العربي
20 مارس 2016 22:19
عصام أبو القاسم (الشارقة) دعا المشاركون في الملتقى الفكري المصاحب لأيام الشارقة المسرحية، في بيان ختامي صدر أمس الأحد، القائمين على الشأن المسرحي باتخاذ جملة تدابير من شأنها أن تنهض بالمسرح، وفي مقدمتها العمل على نشر ثقافة المسرح في الأطراف، ونقل العروض المسرحية إليها، وعدم الاكتفاء بفعالياتها في المدن الرئيسة، وإقامة لقاء تحاوري تشارك فيه مؤسسات القطاع الخاص ووسائل الإعلام للعب دور أكبر في الحراك المسرحي، وفتح الباب للجمهور العام لحضور هذا اللقاء. ودعا البيان الختامي دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة، إلى نشر البحوث الجامعية التي كتبت حول المسرح، وإلى توسيع الورشات التكوينية لتشمل العاملين في الصحافة الثقافية المتخصصة، باعتبارهم همزة وصل إعلامية لتحقيق التواصل ما بين المسرح والجمهور. كما دعا البيان إلى إيجاد تطبيق إلكتروني ومنصات متعددة في مواقع الإنترنت لربط الجمهور بالمسرح، والتأكيد على ضرورة انفتاح المؤسسة التعليمية على العروض المسرحية، ليتم تقديم عروض مسرحية في داخل هذه المؤسسة، وذلك من خلال إيجاد آليّة يتم التوافق عليها بين القائمين على الحالة المسرحية والمؤسسة، وتوجيه دعوات لحضور العروض المسرحية، وعلى نطاق واسع، بحيث تشمل المؤسسات التعليمية، لا سيما المدارس والأكاديميات، وتخصيص جائزة للجمهور. أما المسرحيون العرب، فحثهم البيان على ضرورة استلهام موضوعاتهم المسرحية من صميم الواقع العربي، وما يمس الإنسان العربي بشكل مباشر. كما دعا البيان الباحثين والأكاديميين والنقاد إلى إنجاز بحوث ميدانية ونقدية دقيقة وعميقة حول السبل الكفيلة بجلب الجمهور للمسرح. وقد حظيت قضية «المسرح بين النخبة والجمهور» التي شكلت عنوان الملتقى الفكري، باهتمام واسع لدى ضيوف «الأيام» والمشاركين في الملتقى الذي أقيم في فندق هوليداي انترناشيونال نهار أمس الأول، حيث ساد اتفاق عام بينهم أنه لا يوجد هناك مسرح «نخبوي»، وأن هذا المصطلح ليس دقيقاً، معتمدين في ذلك على أن المسرح هو من الجمهور وله، حيث يأتي ذلك في وقت لا تزال فيه قضية ابتعاد الجمهور عن المسرح تمثل عائقاً أمام تطور المسرح العربي عموماً. ففي الجلسة التي أدارتها هدى سلطان، أكد الفنان البحريني محمد ياسين،‏? ?أن ?تأسيس ?المسرح ?يجب ?أن ?يبدأ ?من ?الطفل، وأشار ?إلى ?أن «?عزوف ?الجمهور ?عن ?المسرح، ?يشكل ?قضية ?مهمة، ?يجب ?الانتباه ?لها، ?ومناقشتها ?بطريقة ?جديدة ?تؤدي ?إلى ?الخروج ?بنتائج ?مهمة، ?والعمل ?على ?تطبيقها ?مستقبلاً»?. ?أما ?يوسف ?بوهلول، ?فأشار ?إلى ?أن «?الأدب ?التمثيلي ?هو ?من ?أكثر ?الآداب ?حاجة ?للرعاية»?، ?وقال: «?المسرح ?هو ?من ?أهم ?الأدوات ?التي ?تساعد ?على ?ترسيخ ?الهوية، ?وتوسيع ?دائرة ?الثقافة، ?وتقديم ?خطاب ?مؤثر ?قادر ?على ?التغيير»?. وتحدث ?المسرحي ?الإماراتي ?علاء ?النعيمي ?من ?خلال ?تجربته ?في ?مسرح ?الطفل، ?وقال: «?هذا ?العنوان ?طرح ?كثيراً، ?وحتى ?الآن ?لا ?يوجد ?له ?حلول، ?لذا ?أصبح ?بمثابة ?حلقة ?ضائعة، ?ومشكلتنا ?تكمن ?في ?أن ?معظم ?العروض ?تبحث ?عن ?المهرجانات ?التي ?تقدم ?جوائز، ?وبالتالي ?لا ?يراها ?سوى ?النخبة، ?وإذا ?ما ?عرضت ?أمام ?الجمهور، ?فيراها ?سوداوية ?وبعيدة ?عن ?الواقع»?، فيما قال ?الفنان ?غانم ?السليطي: «?أنا ?لا ?أعرف ?الفرق ?بين ?النخبة ?والجمهور، ?وبالنسبة ?لي ?كلاهما ?واحد، ?وعدم ?وجود ?الجمهور، ?إحدى ?معضلات ?المسرح ?الحقيقية، ?واعتقد ?أن ?أنانية ?المسرحيين ?أنفسهم ?أدت ?إلى ?ابتعاد ?الجمهور ?عن ?المسرح»?، ?مشيراً ?إلى ?أن ?الجمهور ?يشكل ?أحد ?أهم ?الأضلاع ?التي ?قام ?عليها ?المسرح، ?وقال: «?الجمهور ?هو ?الأساس، ?وتاريخ ?تطور ?المسرح ?لم ?يشر ?إلى ?وجود ?جمهور ?نخبوي ?أو ?عادي، ?فنحن ?جميعاً ?كمسرحيين ?خلقنا ?ل?نخدم ?الجمهور». نقاشات الجلسة الثانية التي أدارها البحريني عبد الله سويد، وتحدث فيها المغربي الدكتور محمد بالعزيز، والدكتور حسن رشيد من قطر، والدكتور رشا ناصر من سوريا، وحاتم السيد من الأردن، والمخرج الإماراتي حسن رجب، فلم تخرج في إطارها العام عما جادت به نقاشات الجلسة الأولى. ففي إطار حديثه، عرج سويد إلى الدراما وما أحدثته من تأثير على المسرح، قائلاً: «انتشارها ساعد على عدم وجود جمهور للمسرح، كما أسهم في عزوف نجوم وأسماء كبيرة عن الفعل المسرحي»، وتطرق سويد في حديثه إلى الكثير من النقاط المهمة، من بينها ضعف تسويق العمل المسرحي، وافتقار الفرق الأهلية للدعم، والذي قال إنه «ثابت منذ 20 عاماً، رغم ما تشهده الحياة من غلاء»، كما تحدث أيضاً عن قلة دور العرض في المنطقة، ودور الرقابة في رفض بعض النصوص من دون أي نقاش حول سبب رفضها، وطالب بضرورة إيجاد حلول جذرية لدعم الفرق، بحيث تتمكن من الوصول إلى الجمهور. فيما تحدث الدكتور حسن رشيد حول وضع المسرح بشكل عام في منطقة الخليج والمنطقة العربية، قائلاً: «بنظرة سريعة على واقع المسرح في المنطقة العربية، نجد أنه يعاني جداً من قلة الدعم، بخلاف الشارقة التي اهتمت به كثيراً بفضل الرعاية والدعم الذي يقدمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للمسرح». وأضاف: «نرى الكثير من الفعاليات المسرحية في المنطقة، ولكن ناتجها غير ملموس». من جانبه، طالب حسن رجب، بضرورة تغيير الطريقة التي يتم التعامل بها مع المسرح، وأن يتم فتح المجال أمام الشباب لمناقشة قضايا المسرح، قائلاً: «في كل مرة نناقش قضية الجمهور وابتعاده عن المسرح، في حين أن ندواتنا كافة تخلو فعلاً من الجمهور، وعروضنا التي نقدمها سوداوية، تبعد الجمهور عن المسرح»، مطالباً في الوقت نفسه بضرورة تفعيل التوصيات التي يتم الخروج بها من الندوات الفكرية كافة التي تعقد من أجل تطوير الفعل المسرحي، وتقريبه من الجمهور. بطاقة شكر وجّه المشاركون في الملتقى الفكري المصاحب لأيام الشارقة المسرحية، بطاقة شكر وعرفان لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على دعمه الموصول للحركة المسرحية، وتوجيهاته لدائرة الثقافة والإعلام بإتاحة الفرصة لهذا اللقاء بين المسرحيين من الفنانين والكتاب والنقاد، كما شكر المشاركون دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©