الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فاطمة حال: كل ما نأكله له تاريخ

فاطمة حال: كل ما نأكله له تاريخ
8 ديسمبر 2015 23:11
إيمان محمد (الاتحاد) يمّكن الأسبوع المغربي التراثي المقام حالياً في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، زواره من الاطلاع على عالم الطبخ المغربي الفريد والمصنف ثالثاً على مستوى العالم لجودته وتنوعه. ويعتبر المغاربة مطبخهم امتداداً للموروث الثقافي المرتبط بتاريخهم العريق، فيقدم المعرض نماذج من المكونات الطبيعية التي يقوم عليها المطبخ المغربي، وبالذات المكونات الصحية المأخوذة من البيئة الطبيعية، مثل المشروبات الصحية التي تنقي الجسم من السموم مثل منقوع الكركديه والقرفة والليمون والبرتقال، وغيرها من مواد صحية. كما تُعرض التوابل المغربية التي تعطي للأطباق نكهة خاصة، إلى جانب أنواع الطواجن الطينية التي تطهي فيها الأطعمة لتكسبها لذة وتحافظ على فوائدها، وأيضاً تعرض أشكال مختلفة من الأواني النحاسية المطلية من الداخل والتي تعرف بجودة طبخها. وتُعرض أيضاً بعض أصناف الكسكسي التي تشتهر بها المغرب والتي يتجاوز أنواعها 100 صنف وكلها تعد على البخار، وتُعرض كذلك أنواع من الطاجين الذي يعد بأكثر من 600 طريقة، ويمكن للزوار تذوق بعض أصناف الحلويات المغربية المميزة، فيما تقوم إحدى الحرفيات بطحن حبوب الأرجان أمام الجمهور لاستخراج الزيت منها والمعروف بفوائده الصحية والتجميلية. ويتناوب مجموعة من أشهر الطهاة في المغرب على تقديم عروض طهي حية أمام الجمهور طوال أيام المعرض الذي يختتم فعالياته في الـ24 من الشهر الحالي. وترى الشيف فاطمة حال، أن المطبخ المغربي اكتسب مميزات خاصة عبر الزمن، جعله في صدارة المطابخ الصحية في العالم، وترى عالمة الانثروبولوجيا أن الطبخ في المغرب يحترم الفصول، فهناك وجبات لا تؤكل إلا في وقت جني محاصيلها الزراعية، وفق فصول السنة الأربعة. وقالت حال مؤلفة «الكتاب الكبير للطبخ المغربي» لـ «الاتحاد»: «الطبخ ليس طرقاً للتغذية عبر وصفات تأكل فقط، بل هو تغذية ثقافية، لأن الطبخ يمثل الحضارة التي نعيشها، فقد مر الطبخ بمراحل تطور كثيرة منذ القرنين الـ 11 و12 وحتى الآن، ففي ذلك الوقت كان المغاربة في الأندلس، وكان المحيط الأطلسي كله ينقل من المطبخ الأندلسي الإسلامي في الوقت الذهبي للحضارة الإسلامية». ووضعت حال حوالي 15 كتاباً عن المطبخ المغربي، وهي متخصصة في المطبخ الذي يجمع بين الناس من مختلف الثقافات، انطلاقاً من اختصاصها في الانثروبولوجيا وعملها على الذاكرة، ورصد كيف تحافظ الحضارات على مكنوناتها. وتعتقد حال أن الطبخ يرتبط بازدهار الحضارات، فإن لم تتوافر المواد فلا يمكن أن يوجد الطبخ، ومن دون الاقتصاد القوي، لا يمكن توفير هذه المواد، وقالت: «فنون الطبخ كانت تنتقل من بلد إلى آخر عبر الطرق الشهيرة وقتها، مثل طريق الحرير وطريق التوابل والعطور. الحضارات الإنسانية الحية تأخذ من بعضها، ما يضفي الغنى عليها وعلى تجاربها، فقد كان الإنسان في بدايته يأكل الحشائش، وشكل اكتشاف النار لاحقاً ثورة في عالم الأكل فأصبحت تجاربه حضارة، والآن عندما نسافر إلى الهند والصين وماليزيا وغيرها في الشرق، نجد الخبز نفسه الذي يؤكل في الإمارات مثلاً، فإما إنه قد وصل إلى هناك مع انتشار الإسلام أو عاد منها عبر الحجيج». وأضافت مازحة: «كل ما نأكله له تاريخ، ما نأكله في 5 دقائق يستغرق تحضيره 3 أو 4 ساعات، ويستغرق تعليمه قروناً». وتسرد حال مميزات المطبخ المغربي بأنه ما زال في يد النساء «هذا ليس أمراً سطحياً لأن التغذية أصلاً مرتبطة بتغذية الأم للطفل، وله علاقة بالحياة والموت، وعندما يخرج الطبخ من البيت يصبح له قيمة مادية، وهذا ما يفعله الرجال عادة». واكتسب الطبخ المغربي مميزات جمة نظراً لوقوع المغرب على طريق التوابل الذي يمتد من الهند إلى تمبكتو، والتي كانت أعظم سوق للتوابل في المنطقة، وكان الناس يأتون إليها لشراء التوابل الرائعة التي تصل من القارة الهندية والجزيرة العربية، وكانت طرق التوابل خاضعة لنظام اقتصادي، فلا يمكن المرور فيها إلا بدفع المال. وقالت حال: «أكثر المدن التي تأثرت بطرق التوابل هي مراكش التي لها مذاق خاص في الطبخ الأندلسي، وفيها تنوعت طرق الطبخ، نظراً لتوافر مكونات من أماكن أخرى، وتلعب الجغرافيا وطبيعة الطقس في إغناء الطبخ، فالمناخ المتوسطي المعتدل يعطي مواد رائعة للطبخ. وفي العالم كله لا يوجد طبق واحد حر ومنغلق على مكونات موطنه».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©