الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السمالية الربيعي» يختتم فعالياته على شاطئ الموروث

«السمالية الربيعي» يختتم فعالياته على شاطئ الموروث
9 يناير 2016 14:13

أشرف جمعة (أبوظبي) عبر عدد من الفعاليات التراثية والأنشطة الترفهية، استطاع ملتقى السمالية الربيعي الوطني أن يجمع العائلات والأبناء في جزيرة السمالية، فكانت هذه المحمية الطبيعة واحة يستظل بها الجميع بفضل ثرائها التراثي العميق، إلى أن وصل قطار الملتقى إلى محطته الأخيرة ليختتم فعالياته بحضور نخبة من وسائل الإعلام في أسبوعه الثالث الذي حمل اسم «أسبوع الابتكار»، تحفيزاً من إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات للأطفال والشباب المنتسبين لنادي تراث الإمارات من أجل استلهام الأفكار وتنفيذها على أرض الواقع، برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، وحفل اليوم الأخير للملتقى بمجموعة من الورش الابتكارية، وكذلك ورشة إدارة الطوارئ والسلامة العامة، والمحاضرات التوعوية ورحلة بالسفينة التراثية، واللافت أن السمالية تردد عليها في الفترة من 20 ديسمبر من العام الماضي إلى 7 من الشهر الجاري نحو 3 آلاف مشارك تنوعت بين وفود وزوار وطلاب. مقومات تراثية حول مشاهد ختام الملتقى، يقول مدير إدارة الأنشطة في نادي تراث الإمارات والمشرف العام على ملتقى السمالية الربيعي، سعيد علي المناعي «ترسخ ملتقيات السمالية دائماً للقيم والتقاليد التي درج عليها المجتمع الإماراتي في الماضي، وهو ما يعطي دفعة كبيرة لطلاب المراكز المنتسبة إلى نادي تراث الإمارات خصوصاً أن هناك اهتماماً كبيراً من أولياء الأمور بملتقى هذا العام، وهو ما تبلور في زيادة أعداد الطلاب الذين انخرطوا في جملة من الأنشطة المتنوعة، إذ إن السمالية لديها مقومات تراثية كبيرة تتنوع ما بين ميادين للهجن والفروسية، والشراع الرملي، والرماية التقليدية، والطيران الإلكتروني والبيوت التراثية والبيئات التي تعطي تمثيلاً دقيقاً لحياة الأجداد خصوصاً أن البيئة البحرية الحية بحكم موقع الجزيرة تغري الطلاب بتعلم فنون صيد الأسماك وفنون البحر بوجه عام، حيث حياة البحارة القدامى وطرق صناعة المراكب التراثية وشباك الصيد. عادات أصيلة ويذكر المناعي أن ملتقى السمالية الربيعي الوطني لهذا العام حقق الأهداف المرجوة منذ انطلاقته بفضل حرص المدربين التراثيين على متابعة الطلاب والالتزام بمواعيد الورش التراثية والترفهية والتعليمية والمحاضرات التي تشجع على الابتكار، وفي المقابل كان الطلال أشد حرصاً على المشاركة حيث شعروا بحجم الاستفادة واكتسبوا الكثير من العادات الأصيلة، وغرفوا من معين الموروث الشعبي الإماراتي. ويؤكد المناعي أن الملتقى استطاع أن يجذب نحو 3 آلاف مشارك منذ انطلاقته إلى يوم الختام خصوصاً أن عديد من الزوار جاؤوا من مختلف إمارات الدولة، وهو ما دعا إدارة الأنشطة إلى تكريم عدد من المعلمات لكونهم شركاء في التربية. مهارات الفروسية يبين مدرب الخيول بجزيرة السمالية علي راشد، أن الجزيرة خلال أيام الملتقى جذبت الزوار الذين تعرفوا على خصائص الحصان العربي الأصيل في تجربة نادرة وفريدة من نوعها، لافتاً إلى أن أكثرهم لم يمتطِ خيلاً في حياته وهو ما جعلهم يخضعون إلى ورش أولية لإكسابهم بعض المهارات العامة في الفروسية ثم الصعود على صهوات الخيول للمشي بالفرس ويعضهم كانت لديه القدرة على الجري به في ساحة الأنشطة سواء من الرجال أو النساء. ويذكر راشد أن ميادين الجزيرة كافة استقبلت ضيوف الملتقى الربيعي الوطني وشارك الطلاب في جميع الفاعليات وخصوصاً الفعاليات التي تعبر عن ماضي الأجداد، وهو ما يضع ملتقيات السمالية في مكانة عالية، إذ تحظى بثقة كبيرة من قبل أولياء الأمور، فضلاً عن رغبة الكثير من أبناء المجتمع والمؤسسات في الدولة في زيارتها والتعرف إلى دورها المهم في تنشئة الأجيال على حب الموروث الشعبي الإماراتي. قهوة عربية في أحد مجالس القهوة العربية، جلس مجموعة من الطلاب حول دلة القهوة الكبيرة ليتذوقوا طعم القهوة العربية الأصيلة، وعن ذلك يبين محمد عمر البريكي أنها مظهر مهم من مظاهر الكرم الإماراتي، إذ تقدم القهوة العربية في مجالس الكبار وهي ملاذ أسمارهم، وتتميز بطعمها الخاص، فضلاً عن آداب تقديمها، ويشير إلى أنه أراد مع زملائه الجلوس في هذا المكان الذي تفوح منه رائحة القهوة تمثلاً بمجالس الكبار، موضحاً أن ملتقى السمالية الربيعي تميز في كل شيء هذا العام. ملتقى تعليمي ومن بين زوار الملتقى، نورا الجديدي التي تعمل معلمة في إحدى مدارس أبوظبي، وقررت زيارة جزيرة السمالية بصفة شخصية، وتقول: عشنا يوماً مميزاً في رحاب ملتقى السمالية الربيعي الوطني خصوصاً أنها من المحميات الطبيعة المرموقة في العالم، والتي تتوافر فيها كل مقومات الجمال، وتوضح أنها حضرت مع زميلتها من المعلمات حيث احتفت بهما إدارة الأنشطة في نادي تراث الإمارات، وتورد أن الملتقى تعليمي ثقافي ويمثل أكبر استفادة للطلاب. التجربة الأولى على الرغم من أنها التجربة الأولى لعلياء الرميثي -إحدى زائرات ملتقى السمالية الربيعي- في ركوب الخيول، إلا أنها استطاعت مواصلة السير بالحصان وسط دهشة الحضور، وقالت، إنها استمتعت بوجودها في هذا الملتقى وبالسمالية التي وجدت فيها المكان الملائم الذي يمكن للطلاب أن يتعلموا فيه مهارات تراثية كثيرة وقيماً إنسانية عريقة. صناعة القراقير أمام البحر مباشرة، جلس سالم محمد سالم يصنع القرقور ومجموعة من الطلاب وزوار جزيرة السمالية، الذي يسهم في صيد الأسماك، وفي أثناء صناعته كان يتحدث إلى الحضور عن القرقور الذي عرفه بأنه هو الأصغر بين أقفاص صيد السمك، والأوسط منها يسمى «الفردي» والأكبر حجماً يطلق عليه اسم «الدوباية»، التي تعد الوسيلة الأفضل لصيد الأسماك. ويبين أن القراقير كروية الشكل أو نصف كروية ومصنوعة من الحديد المجلفن، أو من جريد النخيل وفور دخول السمك إليها من فتحة داخلية صغيرة يصعب خروجه، ويذكر سالم أن البيئة البحرية تغري الطلاب للتعرف إلى معالمها وتفاصيلها الغنية، والتي تعبر عن حياة الأجداد في البحر. طفلة «الهجن» أصر أحد زوار جزيرة السمالية في ملتقى السمالية الربيعي بهاء طلعت على أن يضع طفلته البالغة من العمر ثلاث سنوات على ظهر أحد الجمال في ساحة الأنشطة المطلة مباشرة على البحر، واللافت أن هنا بدت عليها السعادة، ولم تخف ومن حولها أبواها يساندانها ويحفزانها على الاستمرار في شجاعتها، ويذكر بهاء أنه سمع كثيراً عن جزيرة السمالية وقرأ عنها في وسائل الإعلام، إلى أن تمكن أخيراً من زيارتها مع أفراد أسرته. ورشة الطوارئ جلست مجموعة من الطلاب في جزيرة السمالية يستمعون إلى الملازم فايز علي النقبي الذي تحدث للطلاب من خلال ورشة إدارة الطوارئ والسلامة العامة في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، حيث أطلعهم على طرق استخدام «مطفأة الحريق» وكيفية التعامل مع بعض الحرائق في المنزل بطريقة مبسطة، وهو ما جعل الطلاب يتفاعلون مع هذه الورشة التي حضرها أيضاً المساعد أول حسن القحطاني والمساعد أول سلطان الحمادي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©