السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«مؤتمر ومنتدى الأديان» يدعو الحكومات الداعمة للتطرف والعنف بوقف فوري لكل أشكال الدعم

«مؤتمر ومنتدى الأديان» يدعو الحكومات الداعمة للتطرف والعنف بوقف فوري لكل أشكال الدعم
14 ديسمبر 2014 01:28
أحمد عبدالعزيز - إبراهيم سليم (أبوظبي) وجه المشاركون في مؤتمر «الأديان تعمل معا لمواجهة التطرف والعنف» و»منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» بالتعاون مع منظمة «الأديان من أجل السلام»، نداء إلى الحكومات والأمم المتحدة، دعوا فيه إلى وقف ومنع تمويل ومساندة المجموعات الدينية المتطرفة، محذرين من أن ذلك يتيح لها النمو وارتكاب المزيد من الأعمال الإرهابية، في المستقبل، وإلزام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بجميع قرارات مجلس الأمن فيما يتصل بمحاربة التطرف العنيف، معربين عن قلقهم إزاء التضخيم الإعلامي لأشكال العنف والتطرف والعمل على تغذيته. جاء ذلك في ختام أعمال المؤتمر والمنتدى في أبوظبي أمس والذي جمع أبرز قادة الأديان من أنحاء العالم في أول فعالية عالية المستوى للأديان ناقشوا خلاله التحديات التي يشكلها التطرف الديني العنيف كما حددوا ماهية العمل المشترك الهادف إلى مكافحة التطرف، إذ استضاف المؤتمر في يومي 12 و 13 ديسمبر منتدى «تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» الذي جمع كبار المفكرين والعلماء من أنحاء العالم للعمل على توضيح أن الإسلام دين السلام وعلى تحقيق المصالحة في النزاعات الدائرة. وتعتبر منظمة «الأديان من أجل السلام» الائتلاف الأكبر في العالم ما بين الأديان والأوسع تمثيلا على مستوى العالم حيث يتمتع بحضور في أكثر من 90 بلدا. وشهد مؤتمر «الأديان تعمل معا لمواجهة التطرف والعنف» انعقاد خمس جلسات لاستكشاف التحدي الذي يشكله التطرف الديني العنيف وذلك من خلال منظور مختلف التقاليد الدينية المختلفة ومن خلال منظور إنساني وحكومي مشترك ومقاربة تنخرط فيها الأديان المتعددة، ويهدف المؤتمر إلى فهم دوافع التطرف الديني العنيف وتحديد ماهية المقدرات في كل الأديان المعنية من أجل مكافحة هذا التهديد الذي يواجه البشرية كلها. واتفق المشاركون اتفاقاً تاماً على أن هذا هو الوقت المناسب للعمل ضد التطرف الديني العنيف، وكان من أبرز المشاركين الشيخ عبدالله بن بيه رئيس «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» والرئيس المشارك لمنظمة «الأديان من أجل السلام» الكاردينال جون أونايكان رئيس أساقفة أبوجا في نيجيريا والرئيس المشارك لمنظمة « الأديان من أجل السلام» ناصر عبد العزيز الناصر الممثل السامي لـ «الأمم المتحدة لتحالف الحضارات» والدكتور ويليام فندلي الأمين العام لمنظمة «الأديان من أجل السلام». وطالب البيان الصادر بضرورة إضعاف حوافز التطرف الديني العنيف من خلال تعزيز ثقافة التسامح والاحترام المتبادل والعمل على إزالة أشكال القهر والعنف الهيكلي كافة، كما دعا إلى العمل على تطوير مؤسسات مستقرة قادرة على تقديم خدمات أساسية بهدف إضعاف الحوافز الاجتماعية والاقتصادية للتطرف العنيف، وتعزيز سياسات تطوير المجتمعات المدنية وتقويتها لإضعاف سطوة الحوافز النفسية التي تدفع الناس إلى العمل مع المجموعات المتطرفة. وناشد المجتمعون دعم نشاط المجموعات الدينية والهيئات متعددة الأديان بما في ذلك المجموعة النسوية، والشبابية في المجتمع المدني لمقاومة التطرف العنيف، وإلزام الدول الأعضاء بتحقيق كل أهداف الألفية، التنموية، والمستدامة، لما بعد 2015، لإزالة كل المحفزات الاجتماعية والسياسية التي تدفع ضعاف النفوس نحو التطرف العنيف، وعلى الأمم المتحدة، بما في ذلك تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة أن تيسر للحكومات تشكيل تحالف توحد القوى في مقاومة التطرف الديني. كما طالب البيان في رسالة مفتوحة إلى المجتمعات الدينية، ومنظمة أديان من أجل السلام واستناداً إلى الالتزامات المشتركة بالسلام، إلى الإسراع في إزالة القناع عن إساءة استعمال الأديان مبرراً كاذباً وخاطئاً للتطرف الديني العنيف ودحضه. وأوضح بأن الدين يشكل قوة روحية وأخلاقية سامية هدفها إصلاح المجتمعات الإنسانية وتحقيق الأمن و السلام بين الناس، واحترام حقوقهم وصيانة كرامتهم، غير أن بعض المغالين يسيئون استخدام الدين ويشوهون صورته ويوظفونه لأغراض لا تمت إلى رسالة الدين بصلة، ويعتمدون رسائل عنفية تتناقض مع روح الدين ومبادئه. وحذر من أن الأديان تتعرض اليوم إلى الإساءة على نحو متزايد بما يشوهُ حقيقتها ويوظفها في دعم التطرف العنيف، وهو العنف الذي يتم تبريره من خلال أيديولوجيات دينية متطرفة لا تحترم الكرامة الانسانية والحقوق المنبثقة عنها، واستنكر وادان البيان جميع أشكال التطرف العنيف. وأشار البيان إلى ان التطرف الديني العنيف الذي يسفك دماء الأبرياء يتسبب في مآسٍ إنسانية كثيرة وفي تآكل الثقة بين المجتمعات المختلفة كما انه يغذي العداوات الاجتماعية، إضافة إلى ذلك تحرف مفاهيم الأفكار الدينية العنيفة نفس التراث الذي تدعي تمثيله. وأوضح أن التطرف الديني العنيف مرض خبيث وآخذ في النمو، الأمر الذي يقلقنا كثيراً، سيما وأن بعض الإعلام يعمل على تضخيم كل عمل عدائي له صلة بالدين، كما يضخم كل اعتداء وجريمة كراهية وكل إساءة عامة بما يؤدي إلى إطلاق موجات من ردود الفعل تعزز العداوات الاجتماعية التي تشجع بدورها على ارتكاب المزيد من التطرف الديني العنيف، وأن هناك أشكال جديدة للإعلام الاجتماعي التي يتم استعمالها على نطاق واسع وبمهارة من أجل استقطاب الشباب للتوجه نحو التطرف الديني العنيف. وشدد البيان على أن هذه المعتقدات الدينية العنيفة تعزز قبول الهمجية وسفك الدماء، كما تبررها وتدعي بانها حق، وهي في جوهرها تفشل في احترام الكرامة الإنسانية، وفي الاعتراف بالحقوق التي تنبثق عنها، وإن هذا الاستخدام السيئ للدين يشكل مصدر تعاسة لدى كل المؤمنين ، ثم انه لا ينبغي الخلط بينه وبين المحاولات الدينية المتنوعة التي تحدد بدقة مشروعية استعمال القوة دفاعاً عن النفس. وعبر المجتمعون عن رفضهم القاطع لتبريرات التطرف الديني العنيف كافة، وقالوا: إننا ندرك بأن التطرف يتأثر بعوامل محفزةٍ له ومحرضة عليه، وإن فهم هذه العوامل يساعدنا على التغلب عليه. وأوضح البيان بأن الحوافز النفسية والروحية التي تشمل الحاجة للانتماء وللرغبة في أن يكون المرء جزءا من شيء أوسع وأكبر من ذاته، ويشمل ذلك الحاجة إلى الرد على الإهانات الموجهة للشعور الذاتي أو الجمعي بالكرامة، وإن الجاذبية النفسية للتطرف الديني العنيف يجب أن يرد عليها من خلال توفير فرص حقيقية لبناء حياة ذات معنى بما يعنيه ذلك من سبل حقيقية لمعالجة مظالم قائمة ًمنذ أمد طويل، وكذلك من خلال المساهمة في الخير المشترك. وبين أن كل حافز من حوافز التطرف الديني العنيف يجب تحليله بشكل أعمق والرد عليه بكل ما يتوفر للمجتمعات الدينية من إمكانات، ثم اننا فوق ذلك نلاحظ بأن تأثير هذه الحوافز يتم تضخيمه بقوة في الوسائل الإعلامية الجديدة عبر حملات ذات مهارة وممولة بشكل جيد، تسعى إلى تجنيد الناس للمشاركة في أشكال مختلفة من التطرف الديني العنيف، ولذا، فبالإضافة إلى الرد على الحوافز الثلاثة؛ هنالك حاجة ماسة للتفاعل مع الإعلام، وبالأخص الإعلام الاجتماعي بغية الرد على التطرف الديني العنيف. توافق ومقاربة وشدد البيان على أنه يجب على مجتمعاتنا الدينية أن ترد على جميع حوافز التطرف الديني العنيف، وإن رداً متعدد الأديان هو أكثر التعبيرات فاعلية وأشدها وأبعدها أثراً ضد التطرف الديني. ويبدو لنا بصورة جلية أن المجتمعات الدينية المتنوعة تتشارك باهتمامات واحدة، وأنها مستعدة للتعاون رغم اختلافاتها الدينية ورغم حرصها على المحافظة على خصوصياتها. وأكد أن المقاربات متعددة الأديان تقيم تضامنا يتمحور حول مجالات اهتمامات مشتركة على أساس أن الدين «الآخر» يمكن اعتباره حليفاً معنوياً، وليس خصماً أو عدواً، كما أن هذه المقاربات تبين أن التهجم على أي دين هو في جوهره هجوم على كل الأديان. وأشار البيان إلى أنه لمواجهة حوافز التطرف الديني العنيف هناك حاجة، لتوجه مشترك من أصحاب العلاقة على تعددهم بالتعاون مع الحكومات، والمجتمع المدني، والمجتمعات الدينية، بحيث يلعب كل منها أدوارا حاسمة وتكاملية، وينبغي على كل منها أن يسخر نقاط القوة من أجل التغلب على حوافز التطرف الديني العنيف، وأن يسهم بوسائله الخاصة في تعزيز العدالة وتشجيع التصالح باعتباره وسيلة لإنهاء أي معاناة سابقة، وأن يضمن كذلك كرامة الناس جميعاً ويعزز النماء والازدهار الإنساني المشترك. كما يهتم ببلورة آليات إضافية لتعزيز التعاون على كافة المستويات. وأكد البيان ان التوجه الشامل الذي يتشارك فيه المعنيون بمواجهة التطرف الديني العنيف يجب أن يكون توجهاً متوازناً، وأن يعمل على كبح حوافز التطرف الديني العنيف وعلى الخطر الذي تمثله المجموعات المتطرفة. ويجب الإقرار بأن توجهاً لا يهتم إلا بالأمن فقط، يمكنه أن يؤدي إلى نتائج مناقضة لذلك. وفي هذا المضمار نحن نثني على قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي تذكرنا بأن جميع الجهود المناهضة للتطرف العنيف يجب أن تحترم حقوق الإنسان والحريات الأساسية، كما أنها يجب أن تتوافق مع الالتزامات الأخرى التي ينص عليها القانون الدولي. وبين ان أكثر المقاربات نجاحاً هي تلك التي يشترك فيها جميع مكونات المجتمع وخاصة النساء والشباب تحديداً، وعليه يجب تمكين الشباب بحيث يتم سماع صوتهم في جميع المجالات الوطنية والقومية بحيث يتسنى لهم المساهمة في تكوين المجتمع الذي يعيشون في كنفه. ودعا البيان إلى تعزيز احترام الكرامة الإنسانية من خلال برامج عملية و ملموسة يتم بلورتها من أجل التغلب على انتهاكات حقوق الإنسان والفقر، وانعدام الخدمات الأساسية إضافة إلى التهديدات الخطيرة للكرامة الإنسانية، وينبغي لتلك البرامج أن تولي عناية خاصة بالشباب والنساء. رصد وأسند المشاركون في الاجتماع وبحسب البيان إلى منظمة ”أديان من أجل السلام”، ان تقوم برصد وتجميع التعاليم التي ترفض التطرف الديني العنيف وتعزز الخير المشترك في مختلف الأديان العالمية، وان تصوغ البرامج التعليمية والتدريبية المبنية عليها، ليتم نشرها على نطاق واسع، واستعمال هذه التعاليم للتدريب على مقاومة التطرف الديني العنيف على امتداد حركة الأديان من أجل السلام برمتها، سواء في المجلس العالمي، أو في المجالس الإقليمية الستة، وكذلك في المجموعات التابعة لها وفي شبكات النساء المؤمنات وشبكات الشباب الدينية، وكذلك الاستجابة لمكافحة التطرف الديني العنيف في مناطق الأزمات و المناطق المعرضة للتطرف وذات الهشاشة و القابلية له من خلال برامج مكثفة، بما في ذلك البرامج التي تجمع بين تقديم مساعدات إنسانية إستراتيجية وتدريبات محددة وأيضاً برامج أخرى يتم تصميمها لمكافحة التطرف الديني العنيف، وإقامة تعاون بين المجتمعات الدينية المختلفة والمؤسسات المرتبطة بها. وننوه هنا بتقدير كبير بدور منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة في أبوظبي، بالإضافة إلى بناء شراكات متعددة الأطراف تدعم برامج العمل الديني المشترك، والتركيز على برامج للشباب والنساء، بغية تمكين هاتين الفئتين من أديان مختلفة من العمل المشترك لمعالجة محركات التطرف الديني العنيف، ودعم برامج تعدها شخصيات دينية مؤهلة توجه إلى الشباب لثنيهم عن التطرف وإعادة تأهيلهم، بمن فيهم أولئك الذين استدرجوا إلى التطرف الديني العنيف. وفي ختام التوصيات حرص المجتمعون على توجيه رسالة أمل للمجتمعات في العالم جاء فيها: «اننا نعيش في لحظة تاريخية حاسمة، تتجلى فيها الإنسانية كلها في هيئة عائلة واحدة، الأمر الذي يبعث فينا أملاً كبيراً ولابد من مقاومة التطرف الديني العنيف للمحافظة على شعلة الأمل، وإن التعاليم الدينية الأساسية حول السلام وحول عالمية الكرامة الإنسانية، واحترام الاختلافات الدينية والالتزام الديني بالعمل معاً هي مضادات قوية للتطرف الديني العنيف. فمن خلال تعاون المجتمعات الدينية، والحكومات الوطنية، والهيئات الرسمية ومهتمين آخرين من مكونات المجتمع المدني، سيكون من الممكن مقاومة التطرف الديني العنيف ، وإرساء صرح الخير والمصالح المشركة التي تكرم إنسانية الإنسان وتحقق الازدهار والرفاه الإنساني. شكر في ختام اللقاء الجامع للممثلين عن مختلف الديانات في سبيل خدمة السلم والإسهام في إشاعة قيمه وثقافته توجه المشاركون فيه بوافر الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على الاستضافة الكريمة والحفاوة البالغة وتهيئة الظروف الطيبة لنجاح هذا اللقاء».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©