الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هادي: وحدة اليمن «مقدسة» ولن أقبل «المتاجرة» بالجنوب

هادي: وحدة اليمن «مقدسة» ولن أقبل «المتاجرة» بالجنوب
30 نوفمبر 2013 23:37
احتشد عشرات الآلاف من أنصار “الحراك الجنوبي” الانفصالي في جنوب اليمن مساء أمس في مدينة عدن للتأكيد على مطلبهم بالانفصال عن الشمال، فيما قال الرئيس اليمني الجنوبي، عبدربه منصور هادي، إن الوحدة اليمنية ستظل “قيمة عظيمة مقدسة”، مؤكدا أنه لن يقبل “أية مزايدة أو متاجرة من أي طرف كان بالقضية الجنوبية”. وتجمع أنصار “الحراك الجنوبي”، الذي يضم فصائل عدة غير متجانسة تتزعم الاحتجاجات الانفصالية في الجنوب منذ مارس 2007، في ساحة العروض في منطقة “خور مكسر”، شرق مدينة عدن لإحياء الذكرى السنوية لاستقلال جنوب اليمن عن المستعمر البريطاني في 30 نوفمبر 1967. ورفع المتظاهرون مئات الأعلام الكبيرة والصغيرة لما كان يعرف بـ”جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”، التي كانت تحكم الجنوب حتى اندماجه مع الشمال في إطار وحدة وطنية مركزية تحققت في مايو 1990. كما رفعوا لافتات ضخمة كتبت عليها عبارات مؤيدة للانفصال، منها “مصلحة شعب الجنوب فوق كل اعتبار”، وصور عدد من زعماء قادة الحركة الاحتجاجية الانفصالية، منهم آخر رؤساء الجنوب ونائب الرئيس اليمني الأسبق، علي سالم البيض، وحسن باعوم، وعبدالرحمن الجفري وآخرون. وهتف المتظاهرون، وغالبيتهم من التيارات الانفصالية المتشددة المقاطعة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل في صنعاء، “ثورة ثورة يا جنوب”، “بالروح بالدم نفديك يا جنوب”، “عاهدنا كل الشهداء، لن نتراجع لن نهدأ، حتى طرد المحتلين”، و”يا علي سالم سير سير، احنا بعدك للتحرير”. وشدد متحدثون خلال التظاهرة، التي تخللها إلقاء قصائد شعرية وبث أغان وطنية حماسية، على ضرورة “مواصلة الحراك الجنوبي السلمي لتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي في الحرية والاستقلال”، حسب قولهم. ويتهم الجنوبيون الانفصاليون نظام صنعاء بالعنصرية واحتكار الثروة والسلطة منذ صيف ،1994 عندما قمع الرئيس السابق علي صالح محاولة انفصالية قادها آنذاك نائبه الجنوبي علي سالم البيض. ولم تشهد التظاهرة أي صدامات بين محتجين وقوات الأمن التي لم تعزز انتشارها في شوارع مدينة عدن، حسب سكان محليين. إلا أن تلفزيون “عدن لايف”، المقرب من الحراك الجنوبي الانفصالي، ذكر أن محتجين اثنين أصيبا، برصاص قوات الأمن اليمنية خلال تفريقها تظاهرة احتجاجية للحراك في مدينة الشحر بمحافظة حضرموت جنوب شرق اليمن. من جانبه، أكد الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي، في خطاب وطني وجهه، ليل الجمعة السبت، للشعب اليمني بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال، أن الوحدة اليمنية ستظل “قيمة عظيمة ومقدسة” بعد أن ظلت “حلماً تاق إلى تحقيقه كل الرواد الأوائل من أبناء شعبنا اليمني شمالا وجنوباً وفي المهجر ودول الاغتراب”. وقال هادي إن الوحدة اليمنية “عنوان القوة والحصانة والمناعة”، مشيرا إلى أنه وبالرغم من كونه “أحد أبناء المحافظات الجنوبية” إلا أنه أيضاً “ابن اليمن العظيم اليمن الكبير اليمن الموحد الذي أصبحنا جميعاً كباراً بكبره ووحدته ومجده”. وأضاف: “لهذا فإنني لن أقبل أية مزايدة أو متاجرة من أي طرف كان بالقضية الجنوبية.. تماماً كما لن أقبل من أي طرف كان المزايدة أو المتاجرة بالوحدة اليمنية”، مذكرا بأن مدينة عدن، كبرى مدن الجنوب، كانت “قبلة ومنارة للثوار والأحرار من كل مناطق اليمن بلا تمييز بالهوية والمناطقية والمذهبية والعصبوية”. ودعا الرئيس الانتقالي إلى أن الاحتفال بعيد الاستقلال احتفاء بـ”جلاء الظلم والاستعباد والتهميش والتمييز والاستئثار بالسلطة والثروة من اليمن”، لافتا إلى أن استقلال الجنوب “لم يكن سوى خطوة على طريق استعادة الوحدة”. وقال: “لن يكون احتفالنا بذكراه إلا تعزيزاً لوحدتنا الوطنية وتأكيداً لديمومتها”، مؤكدا أن اليمن سيبقى بوحدته “قويا لا يلين”، و”سيكون سندا وعمدا لأشقائه في دول الجوار وفي دول مجلس التعاون الخليجي وفي محيطه العربي والإقليمي والدولي”. وذكر هادي أن دعاة تجزئة اليمن “إنما يبحثون عن سراب واهم وعن مصالح ذاتية وشخصية وليس عن مصالح عامة ووطنية”، موضحا أن نجاح مؤتمر الحوار الوطني “كفيل برسم مستقبل اليمن الجديد”. وقال: “يتعين على الجميع أن يدرك أننا عازمون على إغلاق وطي صفحة الماضي والتخلي عن استجرار معاناته التي تعيدنا إلى المربع الأول”، مشيدا بمواقف دول الخليج العربية ومجلس الأمن الدولي المساندة والداعمة لليمن خلال أزمته المستمرة منذ يناير 2011. كما أشاد بإدانة مجلس الأمن، الأربعاء، “مفتعلي العوائق ومعرقلي التسوية من العناصر التي فقدت مصالحها سواءً من أفراد النظام السابق أو من أصحاب مشاريع التجزئة”، مناشدا في الوقت ذاته جميع أبناء الشعب اليمني إلى أن “يكونوا يدا واحدة وعلى قلب رجل واحد لمواجهة ما يجري من أعمال إرهابية واغتيالات في العاصمة وبقية المحافظات”، والوقوف ضد عمليات التخريب التي تطال أنابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء، “بهدف إعاقة مسيرتنا عن البناء والتعمير وعن حل مشاكل الفقر والعاطلين عن العمل”. وقال إن “أعمال التخريب والاغتيالات في العاصمة وبقية المحافظات هي من صنع من لا يروق لهم أن يعم اليمن الأمن والاستقرار، بل ويستمرئون جر البلاد إلى نقطة الصفر والمربع الأول الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ونسف كل جهود” التسوية السياسية. وحيا الرئيس الانتقالي قوات الجيش والأمن لدورها في الدفاع عن وحدة وأمن واستقرار اليمن. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أعرب عن قلقه إزاء الممارسات الهادفة لتعطيل عملية الانتقال السلمي في اليمن. وأكد كي مون، في بيان صدر عقب لقائه ليل الجمعة السبت مبعوثه الخاص إلى اليمن جمال بن عمر، استعداده للنظر في اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد من يسهم باستمرار في تعطيلها، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية. ورحب بالبيان الأخير لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، لا سيما إبداء استعداده لدرس إجراءات رداً على أي أعمال يرتكبها أفراد أو مجموعات لعرقلة العملية السياسية. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة جميع الأطراف في اليمن إلى الامتناع عن أية عرقلة للعملية السياسية والمشاركة بحسن نية في مؤتمر الحوار. وقال: “نشجع جميع الأطراف المعنية على حل خلافاتهم من خلال الحوار الحقيقي”، مجددا في ختام بيانه دعمه لمهمة مستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بن عمر، حاثا جميع الأطراف على مواصلة العمل والتعاون معه بشكل وثيق. من جهة ثانية، فرقت قوات الأمن اليمنية أمس السبت في العاصمة صنعاء تظاهرة احتجاجية لسائقي الدراجات النارية للتنديد بقرار الحكومة حظر التنقل بالدراجات. واستخدمت قوات مكافحة الشغب قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المئات من سائقي الدراجات النارية، الذين قطعوا شارعاً رئيسياً وسط العاصمة صنعاء وعلى مقربة من منزل الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي. وندد المحتجون، وغالبيتهم من ذوي الدخل المحدود، بقرار اللجنة الأمنية العليا حظر التنقل بالدراجات النارية ابتداء من اليوم الأحد ولغاية 15 ديسمبر، وفي إطار جهود الحكومة اليمنية للحد من عمليات الاغتيال المتكررة والمتصاعدة منذ تنحي الرئيس السابق علي عبدالله صالح، العام المنصرم. ولجأت قوات مكافحة الشغب إلى تفريق التظاهرة بالقوة بعد أن عمد سائقو الدراجات النارية إلى قطع جولة “عصر”، حيث يتقاطع شارعا الزبيري والستين، ما تسبب بعرقلة حركة المرور. وقال شهود لـ”الاتحاد” إن جنودا “أطلقوا أعيرة نارية في الهواء لتفريق المحتجين، كما اعتدى عدد منهم على محتجين بالهراوات”، مشيرين إلى أن قوات مكافحة الشغب نجحت في فض التظاهرة الاحتجاجية بعد أن استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه. كما اعتدى جنود بالهراوات على مصور الوكالة الأوروبية للصور الإخبارية، الصحفي يحيى عرهب، أثناء تغطيته التظاهرة الاحتجاجية. وقال عرهب لـ”الاتحاد” إن أربعة جنود اعتدوا عليه بالهراوات وصادروا كاميراته الاحترافية لساعات. ودانت مؤسسة “حرية”، وهي منظمة غير حكومية معنية بالدفاع عن الحقوق والحريات الإعلامية في اليمن، الاعتداء على مصور الوكالة الأوروبية، واصفة ذلك بأنه “انتهاك صارم وجسيم” للحريات الإعلامية. وطالبت في بيان “بالتحقيق الصارم مع المرتكبين لهذا الانتهاك ومحاسبتهم وإنزال العقوبات بهم”.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©