الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأنثى بين القصيدة والماء

الأنثى بين القصيدة والماء
22 نوفمبر 2012
د. بهيجة مصري إدلبي الكشف عن شخص القصيدة في النص الشعري، كشف عن آليات الخطاب الشعري، ومدى انفتاحه على تجليات اللحظة الإبداعية التي تشكل بؤرة البوح، وبؤرة الانبثاق الإبداعي، وفي تقصينا لقصائد الشاعر أحمد قران الزهراني في ديوانه “لا تجرح الماء” وجدنا ثمة إشارات كثيرة يمكن لها أن تكشف عن شخص القصيدة لديه، سواء في المعنى أو في المبنى، وسوف نتوقف عند إشارتين مثلتا إيقاعا يمكن أن ينسحب على التجربة الشعرية فيما يخص هذا الديوان، وهاتان الإشارتان أو الظاهرتان، هما بحث القصيدة عن ظل المعنى، وظاهرة التماهي بين الأنثى والقصيدة، التي مثلت ظلا يكتنه فعل التخصيب، وفعل الفتنة والغواية في النص الشعري. ظل المعنى تشتغل القصيدة لدى الشاعر السعودي أحمد قران الزهراني على مقامين للاستجابة إلى ظل المعنى في القصيدة، مقام الكشف عن خصوصية المفهوم حيث يتجلى الفهم للخطاب الشعري، عبر خصوصية البحث عن الرؤية الشعرية التي تنبثق من ظل المعنى لديه، أي أن الشاعر يستدرج مقامات تشكل المعنى في القصيدة عبر القصيدة ذاتها، والمقام الثاني هو الكشف عن التجليات المختلفة التي ينهض من خلالها شخص القصيدة، وهذه التجليات تتصل بمدى خصوصية الخطاب الشعري، أي الفلسفة التي ينهض من خلالها فهم الشاعر في تعاطيه مع القصيدة، سواء على مستوى الكشف عن الصمت كحالة من تجليات المعنى، أو بالكشف عن آلية السؤال التي تعد من آليات البوح الشعري والكشف عن خصوصيته في صدع الثابت، وصدع المألوف. ومن هنا كان لابد من البحث عن ظل المعنى وعن تجليات ذلك الظل الذي يحمل النص إلى رؤاه، مما يكشف عن خاصية شخص القصيدة في فهم العالم والذات. وقبل أن نستكشف هذا الجانب في قصائد الشاعر لابد من الإشارة إلى عنوان المجموعة الصادرة عن دار رياض الريس للكتب والنشر التي تنجلي بإزاحة عميقة الرؤى في الكشف عن المعنى من خلال التجاور بين حقلين دلالين لا يستويان في الواقع الدلالي، وإنما يتجليان في المعنى المجازي، الذي يزيح الدلالتين إلى دلالة مخصبة طافحة بالمعنى الجديد، حيث يتوجه الشاعر بخطابه إلى ذاته وهو يتجه إلى القصيدة التي تخطو على الماء، والماء في المعنى والتأويل أصل تشكيل الأشياء والخلق والحياة وبالتالي هو خافية المعنى الذي يسعى إليه الشاعر لذلك لا يريد أن يجرح الماء أو يجرح المعنى، الكامن في ماء القصيدة، ومن جهة أخرى إن المشي على الماء دون إرباكه هو أحد تجليات الإعجاز الصوفي مما يحيل القصيدة لدى الشاعر إلى هذا المقام الذي يسحبها إلى دلالاتها الغائبة: أرى مهرةً تسبقُ الريحَ في خفقها حين تخطو على الماءِ من دونِ أن تجرحَ الماءَ لا تجرح الماءَ لا تجرح الماءَ وبهذا الوجد الخفي بين الماء والقصيدة، وبين الشاعر والماء، تنكشف الرؤيا للشاعر في تلقي معانيه وفي تشكل رؤياه لأنه في لحظة الخطف التي تشبه لحظة البرق، حيث القصيدة تتجه إلى غواياتها وغوايات القصيدة تأويل لغوايات الوجود، وتأويل لغوايات الأنثى وغوايات المعنى فتتجلى النبوءة للشاعر في الكشف عن غيب المعنى الذي يسعى إليه، وكأن هذا التوحد بين القصيدة والشاعر هو الذي فتح المعنى، ووسع المسافة بين الدال والمدلول، مما أيقظ حالة من الخصوبة التي تنهض بها القصيدة، وينهض بها الشاعر في تقصي معانيه: إني أراها تمازج بيني وبين القصيدة بيني وبين الذي لا تراه وبين التنبؤ بالغيبِ بيني وبين الذي شقَّ في مقلتيها الوجود. العبور نحو القصيدة هو عبور نحو المعنى، والعبور نحو المعنى، إنما يتجلى عبر الطقس الذي يدخله الشاعر، لأن هذا الطقس هو الذي يستعيد الكلمات من عمقها السحري، ليعيد تجسديها في مخيلة الشاعر، ليكون الخلق الأول من سفر الذاكرة، حيث العتم ووحشة الروح، يتيحان للشاعر أن يستوي على لحظة الخلق الأول للقصيدة: أعبر الآن ابتداءً وحشة الروح تفاصيل المكان المعتم الموبوء بدءَ الخلق سِفْرَ الذاكرة وهنا يحدد الشاعر مسارات قصيدته التي تتشكل عبر تراتيل الصباح وارتعاشات الكلام المستباح، يأخذها إلى رعوية الوجود، وتأخذه إلى أنوثتها، فإذا به يعبر من شهوة الطين لينهض من حرفه انبثاقا لرؤى جديدة: أعبرُ الآن وروحي بين كفيّ وقنديلي سرابْ وقراءاتي وجوه عبرت من شهوة الطين إلى لحد الترابْ وكتاباتي وجوه خلقت من نطفة الحرف كتاب ولاشك إن الشاعر في تحولات قصيدته المختلفة، إنما هو في سعي دائم للكشف عن خافية تشكيلاتها، وعن لحظات انبثاقها في معناها، ولعل أكثر ما يتجلى لنا ذلك في قصيدتين هما قصيدة بعنوان “القصيدة” وقصيدة “فصول”، ففي الأولى يضعنا أمام مقامات القصيدة التي يحاولها الشاعر وتحاوله، وبالتالي تتجلى له الأسرار من خلالها، حيث الرؤيا التي تدخل في جدل الوجود، بين الشك واليقين والأنثى والطفولة والبحث عن المعنى الغائب، والمعنى المؤجل والأسطورة والمرآة والظل، والخمرة والتجلي والخيال والوحي والرسالة، كل ذلك يقرأه الشاعر في وجه القصيدة، كما تتجلى له القصيدة من خلال هذه المقامات كائنا متصلا بذاته، ومتصلا بالعالم متصلا بروح الأشياء للكشف عنها واستعادتها في ذات الشاعر فهي نافذة الروح ونافذة الروح مقام أولي لمفهوم القصيدة، التي تتشكل لدى الشاعر في عوالمها الغائبة، عوالمها التي تتأسس على الأسرار. متعة السرد الشاعر الذي استعان بمتعة السرد يحاول أن يروي سيرة القصيدة عبر مقامتها المختلفة، وروايته بضمير الغائب تتيح له فسحة أوسع للحديث عن اكثر الزوايا المعتمة والغامضة في القصيدة، حيث الراوي العليم الذي يضمر شخص الشاعر خلف ظلاله، يتحدث عن شخص القصيدة في مقامات معانيها، لتكون القصيدة باسمها الأكثر تداولا (القصيدة) منذ العنوان، هي المبتدأ في كل مقطع من مقاطع القصيدة التي يستكنه أسرارها الشاعر/ الراوي، فالقصيدة في المقام الأول: نافذةُ الروح قولُ الحقيقة في موطن الشك صوتُ الملائك في غسق الفجر طعم الأنوثة في مبتدا الليل معنى الطفولة سرُّ الغياب/ الحضور الكتاب المؤجل وجهُ الحياة المؤبد. فهي منذ البدء تأويلات لفلسفة الشاعر، وبالتالي لفلسفة الذات، فهي الفسحة للتأمل حيث الانسراح الروحي الذي تتيحه افضاءات الشاعر، والنافذة تأويل للفرجة بين عالمين، وكذلك هي القصيدة عندما تصبح نافذة للروح، تفتح عالم الشاعر على عالم التشكل الإبداعي، حيث التجاور بين اللحظة الإبداعية المنبثقة من الذات، وبين التجربة المعرفية المنبثقة من الحياة، وبهذا التجاور يكون الكشف، لذلك تصبح القصيدة كشفا عن جدل الحياة وجدل الفكر وجدل الكائن مع الأفكار، فهي تنبني على خلفية فكرية وخلفية روحية وخلفية تتجلى في الغيب، كما هي أيضا أنوثة الوجود، وطفولة العالم، تكمن في أسرارها أو يكمن معناها الأول في مقامي الحضور والغياب، والحضور والغياب هما مقامان من مقامات الأسرار الصوفية التي اتصلت بالقصيدة ككائن، كما اتصل الكائن بها كنص، وبالتالي هي تكمن في جسدها النصي، كما تكمن في جسدها الظلي الغائب الذي يحمل سر وجودها، وبالتالي يقر الشاعر بأنها لا تقر على معنى، وإنما هي المعنى المتحول والمؤجل، وهي التي تلج باب الخلود بهذا التشكيل الذي شكله لنا الشاعر أو وصف من خلاله القصيدة . تشكيل القصيدة أما المقام الثاني فيحاول الشاعر أن يخطو بنا خطوات مختلفة في تشكيل القصيدة الشعرية ومفهومه لها وهنا يكمن ظل المعنى الذي يحاوله الشاعر، وهو البعد التناصي والبعد الأسطوري مع الوجود الأول، بكل ما يحمل من انفتاحات على ما ورائية التفكير البشري، وخصوصية الأنثى التي شكلت ظاهرة مختلفة في الوجود الإنساني، أو من خلال البعد الأسطوري الذي يضفي على القصيدة عمقها الأولي، وبالتالي يشكل معناها الفطري الذي يستطيع أن يخطو بها خطوات أوسع في أبدية الحياة: القصيدة بلقيس تخطو على الصرح من غير سوءٍ وعشتار ترفلُ في حلةٍ من زبرجد ليأتي المقام الثالث متجها إلى ذات القصيدة وعلاقتها بذاتها، بعدما أكد الشاعر في المقامين السابقين علاقتها بالعالم بالطبيعة بالوجود الخارجي الذي يحيط بها، ومدى تفاعلها معه، أما في هذا المقام فيتجه الشاعر إلى قراءة القصيدة من داخلها، من قلقها الداخلي، وجدلها الذي يكشف عن نرجستيها في البحث عن خصوصيتها، لذلك هي تنظر إلى ذاتها في المرآة وتخشع أمام ذاتها، فهي العابد والمعبود، وهي الفتنة التي تفتن ذاتها، وتفتن الشاعر في التوجه إليها، وهنا يكمن المفهوم الأكثر شساعة عن القصيدة المختلفة التي لابد أن تشهد على ذاتها بهذا التفرد، من أجل تنهض في الوجود الشعري بصورتها التي لا يشبهها سواها، ودون ذلك تقع القصيدة في التقليد، وفي التكرار، دون أن تنجز دهشتها، التي تشير إلى ملامح شخصها في التجربة الشعرية للشاعر، لذلك لا بد من أن تدخل في علاقة خشوع بذاتها أمام ذاتها من أجل أن تتجلى معانيها جديدة بكرية لم تنتهك أسررها بعد: القصيدة أنثى تراقصُ مرآتَها في خشوعٍ وتركعُ في شهوةٍ وتهجد. لينتقل بنا في المقام الرابع إلى ميزة القصيدة مع الكائنات التي تتشكل في أيقونتها من خلال خصوصية مفهومها (الأم ـ الشيخ ـ الغانية ـ العبد) هذه الكلمات التي تنطوي على معانيها الكامنة في خصوصية وجودها، وبهذا التجاور بين لفظ القصيدة وهذه الكلمات، تأخذ القصيدة امتداداتها ويشكلها الشاعر ويوازي بينها وبين القصيدة من خلال حالات خاصة: فالأم/ القصيدة/ تظلل أبناءها بالدموع والشيخ/ القصيدة/ يبيع السلاف المعتق في حانة الشعر والغانية/ القصيدة/ ماتزال توسوس للجن العبد/ القصيدة/ يخاتل أسياده بالتودد حيث الأم تشي بالعودة إلى العلاقة بين الشاعر والقصيدة، هذه العلاقة الحميمة التي يتشكل المعنى في رحمها الذي يخصب الوجود، وكأن بالشاعر يعيد القصيدة إلى أمومة الوجود، وإلى العصر الأمومي حيث المرأة كانت آلهة معبودة في الوجود، وهنا تبرز خصوصية القصيدة التي يستعيدها الشاعر وخصوصية علاقتها مع أسطورة العالم الأول عالم الفطرة عالم الخصب، حيث القصيدة تظلل الشاعر بما تكتنه من المعاني، فالشاعر في هذا المقام لا يكتب القصيدة، وإنما القصيدة هي التي تضعه على حافة الوجود. حانة الشعر وكذلك الشيخ الذي يبيع السلافة في حانة الشعر إنما هو العمق السحري والعمق الذي يحمل القصيدة إلى عالم من السكر، وعالم من الغياب من أجل تشكيل معناها أو ظل المعنى، وكذلك الغانية التي هي في المعنى المعجمي المرأة التي تستغني بحسنها عن زينتها، وهي القصيدة التي تتوازى مع هذه الغانية التي لابد لها من فتنة ذاتية دون أي استعانة بأية زينة طارئة عليها، ومن هنا تبدو القصيدة، بخصها الذي يتجلى من خصوصيتها الذاتية، سواء في تجاذباتها في تشكيل الأسلوب الشعري، أو في تشكيل المعنى حيث بؤرة الإشراق الذاتي للخلق الشعري، وكذلك الأمر مع العبد الذي يراوغ ويخاتل من أجل أن يجعل علاقته مع أسياده علاقة مختلفة. هذه الكلمات المصاحبة لكلمة قصيدة تفضي إلى العمق الجدلي الذي يبحث عنه الشاعر في بناء قصيدته، وإلى الجدل الدائم بين الكائنات التي تتشكل داخله مع كائنات القصيدة التي ترحل إلى معناها، لتكون في المقام الخامس والأخير في مقام التجلي والتآلف بين الثنائيات المتضادة، حيث هذه الثنائيات لاتصح إلا مع القصيدة فهي ذنب حلال/ خيال شياطين/ وحي إله/ وصوت رسول مشرد. ليعيدنا إلى الإيقاعية الأولى التي بدأ بها القصيدة من خلال ثنائيات أخرى يقين ـ شك، حضور ـ غياب. القصيدة ذنبٌ حلالٌ دعاءٌ مجابٌ وأغنيةٌ من خيال الشياطين وحيُ الإلهِ الخفيُّ وصوتُ الرسول المشرد. ومن خلال هذه الإيقاعية التي اشتغل عليها الشاعر يتجلى لنا شخص القصيدة في ظل المعنى، حيث المقامات التي تتوالى يفصل بينها الشاعر بنجوم من أجل الانتقال من حالة إلى حالة، لأن كل حالة من حالات القصيدة كان لها زمنها، ومعناها، وخصوصية علاقتها مع القصيدة، وهذا ما سعى إليه الشاعر، إضافة إلى إيقاعية التكرار لكلمة قصيدة حيث يضع القصيدة في جدل دائم وفي سؤال لا إجابة عليه أو كما يرى صالح السهمي، أن التكرار لكلمة قصيدة يحمل فلسفة متصلة بفلسفة القصيدة ذاتها بذاتها وليس لمجرد التأكيد فحسب، بل من أجل الحضور التجديدي للمفهوم، ومن أجل البحث عن ثنائيات متضادة تفسر بعض سر الحضور والغياب الذي ذكره في بداية المقطع الأول من النص. والبداية هنا محمَّلة بحمولات تتكئ على العمق الفلسفي لرؤية الشاعر، كما تتكئ على الثنائيات المتضادة التي ترتقي بالحد المفاهيمي للشعر نحو عوالم جديدة. فصل الموت يأتي بعد ذلك فصل الموت، كفصل مضاد لفصل الولادة، وبالتالي يدخل الشاعر في جدل الوجود، وفي مفاهيم الوجود، وعلاقة الموت كمفهوم مع الكائن، وفلسفة الموت في نص القصيدة، ولعل هذا الفصل لا يعني في المعنى والتأويل داخل القصيدة نهاية القصيدة وإنما يعني تخصيب الموت بالحياة، من أجل انبعاث آخر للقصيدة في ذات الشاعر، وذلك لأن لحظة الموت ستحرق الجسد المشتهى، والحرق يحلينا إلى طائر الفينيق الذي يحترق وينبعث من رماده، وهنا تنبثق فكرة التخصيب بين لحظة الاحتراق وبين لحظة الكمون الحياتية: آخر الأمر يحدث أن تحرق الجسدَ المشتهى لحظةُ الموتِ يحدث أن قد تكون شريكا وحيدا مع الموتِ يحدث أن لا تكون شريكا وحيدا معي في تفاصيل بعض القصائد. ومن خلال هذا الانبعاث الجديد يمكن أن يكون فصل الختام، وهو فصل لختام التشكيل للقصيدة الشعرية التي تتشكل في حالتها المختلفة كما الكائن يتشكل في حالته المختلفة، هما يتشكلان معا في تشكيلات جديدة: هو القول فصل الختام فلسنا شريكين في كل شيءٍ ولكننا حالة مثل كلِّ القصائد. وكأنا بالشاعر يكمل دورة القصيدة كما هي دورة الحياة، ولكن الحياة التي لا تركن إلى معنى واحد من معانيها، لأنها علاقة جدلية بين الطبيعة والكائن، بين المعنى والمعنى، يتحرك المعنى داخل الشاعر كما يتحرك الشاعر داخل المعنى، وكأن العلاقة بين الشاعر وقصيدته إنما هي علاقة بين الطين والماء، التي تشي بالكشف من أجل خلق مستمر، مما يشي بطبيعة اللغة الشعرية التي لا يمكن أن تخصب إلا إذا كانت العلاقات داخلها غير مألوفة علاقات خارج منطق الحياة ومنطق الوجود. ولاشك إن الطقس الشعري، لا يكتمل إلا باستكناه الأسئلة، ولعل الشاعر الزهراني، ينبثق في قصيدته أو في قصائده من هذا المعنى، ويبدو هذا الأمر جليا في ظلال القصائد جميعا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©