الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

2015 سنة إشهار الفساد

9 ديسمبر 2015 21:40
قطعا لا يمكن أن نختزل سنة 2015 كما كان الحال خلال كل سنوات العقد الثاني من الألفية الثالثة، في الصراع الأزلي بين النجمين الفلكيين، البرغوث ليونيل ميسي والدون كريستيانو، فكلما أوشكت السنة على الانقضاء إلا ورحل كلنا إلى حيث يتبارى الأسطورتان من أجل حيازة تاج الأفضل في العالم، سنة 2015 هي أكبر من هذا كله، إنها السنة التي ستسقط فيها أقنعة الزيف والبهتان والسنة التي ستضج فيها رؤوس الفساد ليتم قطافها الواحدة بعد الأخرى والسنة التي سترفع فيها الستارة على واحدة من أكثر المشاهد بؤسا ودرامية والاتحاد الدولي لكرة القدم يحال على التحقيق كأي مؤسسة فاسدة، أذنبت في حق عائلة كرة القدم، خانت الأمانة وتاجرت في القيم بأبشع صورة، وهي السنة التي سيضرب فيها زلزال المنشطات بدرجة عالية على سلم الفضيحة الكهوف السرية في المعسكر الشرقي، وهي السنة التي ستخرج فيها الشعوب متظاهرة لتعلن رفضها ترشح مدنها لاستضافة الألعاب الأولمبية رغبة منها في عدم التلوث بأوبئة الفساد الرياضي. في زمن ما يرتبط بالميلاد الأول لفكر التسويق والاستثمار والرعاية في مجال الرياضة ومع بداية دخول المال لمحيطات الرياضة، خرج بعض المتحفظين والرافضين لاستعمال الشطط في تيسير دخول المال لمعترك الرياضة، يطالبون بنصب الأسوار المانعة لتمييع استعمالات المال وبتقييد حركات التمويل حتى لا تصاب الرياضة بالتلوث، ومن المتهافتين على المال خرج من ينعت هؤلاء بالطوباويين والمثاليين والحقيقة أن الرياضة من خلال حدثين كونيين هما كأس العالم لكرة القدم والألعاب الأولمبية، شرعت الأبواب وتركت الأموال تتدفق بشكل هادر حطم الحصون، جرف القيم وعرض الرياضة لأكبر مؤامرة في التاريخ. ما يحدث اليوم ومؤسسة الفيفا تخترق من كل جانب ويعلن رجال كانوا يقفون على قمة هرم المسؤولية بداخلها مذنبين وفاسدين، وما يجري اليوم وبركان المنشطات يحصد الرؤوس والمطابخ السرية لألعاب القوى، وما نقف عليه من صور صادمة والشعوب تتبرأ من تنظيم أحداث رياضية كونية، وهي التي كانت تتسابق بشراسة ودونما مراعاة لقيم التنافس الشريف لاستضافتها، كله يؤكد أن الرياضة أصيبت بحمى المال التي تعمي البصيرة وتتلف العقل وتذهب القيم، ما يعني أن هناك حاجة لمباشرة عملية غسل كامل لبيت الرياضة من كل ما علق به من أوساخ وخطايا. محرجا وحزينا خرج توماس باخ رئيس اللجنة الدولية الأولمبية على رياضيي العالم يدعو إلى جلسة مكاشفة صريحة مع الذات، لإعادة قراءة المنظومة الرياضية بكاملها، ما يتعلق بالمؤسسات القائمة على الشأن الرياضي، وفي طليعتها الاتحادات الدولية، وما يتعلق بطرق تشكيل هذه المؤسسات وأساليب تدبيرها وأجهزة مراقبتها والكشف عليها، لطالما أن السكوت على هذا الوضع المتردي هو أكبر جناية ولطالما أن التعامل باستخفاف مع الفضائح المنبعثة من بيوت الاتحادات الدولية سيكون بمثابة الإعلان عن موت الرياضة. رحلة التطهر والتحلل من الفساد طويلة وعصية ولكن لا بد لها من بداية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©