الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«داعش» ومراهنات بوتين في سوريا

9 ديسمبر 2015 22:48
تسير الولايات المتحدة وروسيا في طريق زلقة مع تزايد تورطهما العسكري في حرب سوريا وتعقب مقاتلي «داعش» رداً على استفزازات إرهابية متفرقة، لكن المراهنات داخل روسيا بالنسبة لبوتين أعلى بكثير من تلك التي لدى أوباما، واحتمالات تورط موسكو في نهاية المطاف في قتال بري أكبر بكثير، فقد أعلن بوتين أمام البرلمان الروسي في الآونة الأخيرة أن «المتشددين في سوريا يشكلون تهديداً كبيراً بشكل خاص لروسيا، لأن كثيرين منهم مواطنون روس»، أو من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، وأشار بوتين إلى أن بلاده تعرف ما يعنيه الإرهاب الدولي لما تعرضت لها من هجمات وتفجيرات انتحارية في منتصف تسعينيات القرن الماضي نفذها متشددون إسلاميون، والتي «حصدت آلاف الأرواح.. هذا الشر ما زال قائماً»، وواجهت روسيا تهديدات داخلية سابقاً من المتشددين الإسلاميين الذين يمثلون قطاعاً من سكانها المسلمين الذين يشكلون ما بين 10 و15 في المئة من سكان روسيا البالغ عددهم 140 مليوناً، وفي أكتوبر الماضي، أعلن بوتين أن (عدد المقاتلين من روسيا ومن الجمهوريات السوفييتية السابقة الذين ذهبوا إلى سوريا للانضمام إلى «داعش» يقدر بما يتراوح بين خمسة وسبعة آلاف... لن نسمح لهم بالتأكيد باستخدام الخبرة التي يكتسبونها في سوريا على أرض الوطن)، وأثناء كلمة في مؤتمر صحفي مشترك في 26 نوفمبر مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، وصف بوتين الروس في سوريا بأنهم «إرهابيون دوليون. جنودنا يقاتلون في سوريا من أجل روسيا ومن أجل أمن المواطنين الروس»، ورداً على قيام روسيا بعمليات قصف في سوريا منذ سبتمبر الماضي، نشرت «داعش» سلسلة من المقاطع المصورة تهدد بالرد على روسيا، ومنها مقطع مصور نشر يوم 12 نوفمبر توعد بشن هجمات في روسيا «قريباً جداً». وفي 17 نوفمبر، أعلنت «داعش» مسؤوليتها عن تفجير طائرة روسية يوم 31 أكتوبر فوق شبه جزيرة سيناء المصرية، وهذا جعل بوتين يتوعد بأنه سيعثر على الجناة «في أي مكان على الكوكب ونعاقبهم»، ثم أمر بتكثيف الهجمات في سوريا وإرسال المزيد من الطائرات الروسية والقوات البرية، وأعلنت وكالة الاستخبارات الروسية (إف. إس. بي.) جائزة 50 مليون دولار لمن يساعد في الكشف عن الجناة، وواصلت «داعش» حملتها ضد روسيا. وقبل يوم واحد من كلمة بوتين أمام البرلمان الروسي، نشرت «داعش» مقطعاً مصوراً لما يعتقد أنه عملية حز رقبة روسي من الشيشان فيما يزعم المقطع، وذكرت الضحية أنه تجسس لصالح الاستخبارات الروسية في سوريا ليجمع معلومات عن الروس الذين يقاتلون في صفوف «داعش». لكل من واشنطن وموسكو مصلحة في القضاء على «داعش» والمتشددين الذين تستقطبهم، والذين قد يهاجمون روسيا أو المواطنين الأميركيين في أي مكان في العالم، حيث رد البلدان على هجمات «داعش» الإرهابية في الآونة الأخيرة خارج سوريا بإرسال وحدات من القوات الخاصة، وأعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر يوم الثلاثاء الماضي أن «قوة استهداف استطلاعية متخصصة»، ستتعقب زعماء داعش في العراق وسوريا. وهذا التعزيز للقوات وتصعيد الهجمات الجوية من روسيا والائتلاف الأميركي لا يحل المشكلات الداخلية الأساسية في سوريا والعراق، التي تغذي قوة جاذبية داعش. وكتب أنطوني كوردسمان الخبير الاستراتيجي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في مقال نشر في الآونة الأخيرة، ما يفيد بأنه لا توجد «خطة موثوق بها أو خليط من الجهود الأميركية والعربية والتركية، أو قوة متمردة ذات شأن في سوريا للتصدي لداعش أو قوات الأسد»، والسؤال هو إذا ما كانت روسيا والولايات المتحدة تستطيع تجنب ما وصفه أوباما بأنه «حرب برية طويلة الأمد ومكلفة في العراق وسوريا». وأكد أوباما أن زعماء داعش يعرفون «أننا إذا احتللنا أرضاً أجنبية يمكنهم إطالة أمد التمرد لسنوات وقتل الآلاف من قواتنا واستنزاف مواردنا واستغلال وجودنا لاستقطاب المزيد من المتشددين». *والتر بينكوس* * محلل أمني ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©