السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللاجئون السوريون.. ونزيف الذكريات

14 ديسمبر 2014 23:28
«خذني بدلاً منهم»، هكذا كانت «أم يوسف» تتوسل بينما كانت قوات الأمن السورية تزج بابنها وتوأمه خارج حافلة، مكبلي اليدين، ليصطفا بجوار الجدار. كانوا يسمعون الرجال يعيدون شحن أسلحتهم بالذخيرة. «اعتقدت أنهم سيطلقون النار علينا»، هذا ما قاله «يوسف» الذي يتذكر الحادثة بعد مرور ثلاث سنوات، بينما يعمل حالياً بأمان في مقهى بعَمّان. وبدلًا من ذلك، تم أخذ التوأمين إلى مكان تملأ الدماء أرضه. وطوال ثماني ساعات، تعرضا للضرب والإهانة والاستجواب عن «الإرهابيين» في محافظة «درعا» التي يقيمان بها، وهي مركز الثورة السورية التي اندلعت في سنة 2011. وقال «يوسف»: «إنهم يجبرونك على فقدان أي أمل والتخلي عن أحلامك». ولم يرَ الفتى وطنه بعد ذلك، مرة أخرى. ولكنه يعد واحداً من أكثر من 3 ملايين سوري آخرين اضطروا لمغادرة بلادهم، وإن كانوا ما زالوا يتمسكون بالأمل في تحقيق التغيير على كل حال. إنهم الآن يتأهبون، خوفاً من أن تساعد الضربات الجوية الأميركية على تنظيم «داعش» نظام الأسد وتضعف المعارضين السوريين أكثر من «الجهاديين». ومع ذلك، فإن اللازِمة التي تُسمع من السوريين، ما بين عقيد سابق بالقوات الجوية إلى المحتجين المنفيين العاديين، هي ببساطة: «يجب علينا أن نأمل، فبدون الأمل لا يمكننا العيش». ويجلس «عوض الحامد» داخل شقته بعمّان، ويضع على ركبتيه حقيبته السوداء التي كان يستخدمها في الماضي عندما كان يعمل بالمحاماة في جنوب سوريا. وفي فبراير 2011، بعد أن أدى قيام ثورتين في تونس ومصر إلى الإطاحة برئيسيهما السابقين بعد فترة طويلة من الحكم، اندلعت الاحتجاجات في سوريا أيضاً. وتلقى «حامد» دعوة لحضور مؤتمر إقليمي في «درعا» نظمه حزب «البعث» الحاكم. وفي هذا المؤتمر، طالب «حامد» بأن تكون سوريا دولة مؤسسات وليست دولة مخابرات. وسرعان ما انتشرت الاحتجاجات عبر سوريا، واندفع نظام الأسد ليصبح أكثر عنفاً. وفي العام التالي، فر «حامد» عبر معبر حدودي ولحقت به أسرته بعد ذلك، ولكنه فقد 65 شخصاً من أقاربه. ويناضل «حامد» الآن للحفاظ على أبنائه الأربعة في كلياتهم. ولا يزال يحلم باليوم الذي يعود فيه الهدوء إلى دمشق. وتشير زوجته «زينب» إلى أن أهم شعار في هذه الثورة هو «ما لنا غيرك، يا الله». وخلال ست ساعات من الحديث عن دوره في الثورة، كان رجل آخر يدعى «الخليل» يتحدث بهدوء وهو قابع بشقته خارج عمان، حتى عندما جاء ذكر مقتل اثنين من أبنائه الأربعة أثناء القتال. ولكن عندما تطرق الحديث إلى ما يعتبره فشل البلدان الأخرى في دعم الثورة، انهار الرجل قائلًا «إنني لا أبكي على الغذاء عندما يكون لديّ جريح على حدود دولة مجاورة وترفض استقباله، ومن ثم يموت بين ذراعيّ». واستطرد قائلًا إن هذا حدث مرات عديدة. وقال: في حين أن دولاً عربية قدمت بعض الأسلحة والأموال إلى المعارضين السوريين، إلا أن هذا لم يكن بالقدر الذي وعدت به. وذكر الرجل أنه كان ينقب عن الذخيرة في الأيام الأولى من القتال، حيث اضطر ذات مرة إلى ركوب دراجة نارية وسط الثلج العميق لشراء 180 رصاصة من أحد الوسطاء. وأكد «الخليل» أن «الحرية غالية جداً»، مضيفاً أن الغارات الأميركية ضد «داعش»، أخطر الجماعات «الجهادية»، قد شجعت النظام السوري، قائلاً: «إننا نشعر بأن النظام بدأ يتصرف بحرية، بينما تسيطر الجماعة على مناطق كثيرة كنا قد فزنا بها بدمائنا». كريستا كيس براينت - عمّان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©