الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خطط لعامك الجديد

1 يناير 2012
ها نحن اليوم ندخل عاماً ميلادياً جديداً، وكلنا أمل بمشيئة الله أن يحمل لنا الخير والسعادة والترابط والتماسك، والكثير من الإنجازات الجميلة. وهذه مناسبة جيدة علينا أن نستفيد منها في التخطيط لحياتنا بشكل أفضل مما خططنا له في العام الماضي. فما فات مات وما هو آتٍ آت. علينا ألا ننظر للوراء لنندم على ما ضيعنا بل علينا أن نحمل من ماضينا ما يفيدنا لحاضرنا ومستقبلنا، فكما أقول في حكمتي: “لا تثقل المستقبل بهموم الماضي”. إن الإنسان العاقل هو من يدرك قيمة الفرص فيتخذ منها بداية لكل جديد وجميل في حياته، فالبكاء على الماضي وأطلاله لا يبني مستقبلاً مشرقاً. عزيزي القارئ اغتنم هذه السنة إن كنت صادقاً مع نفسك ومحباً لها فهي صفحة جديدة في سجل حياتك اكتب فيها ما تشاء، وانطلق بهمة عالية نحو وضع “خطة حياتك”، وارسم لها طريق النجاح بمشيئة الله بهمة عالية، فالشخص الذي يرسم ويخطط لهدف نبيل يحمله في نفسه، ثم يسعى جاهداً بعزم وإرادة في تحقيق عناصر وأساسيات هذا الهدف، يشعر بالسّعادة وبالثقة بالنفس. فمثلاً الإنسان الذي أكمل دراسته الجامعية ويطمح إلى الحصول على درجة الدكتوراه، يشعر بإمكانية وصوله لهذه المرتبة عندما يتخطى المرحلة الأولى ويحصل على شهادة الماجستير. وكذلك من كان يملك شركة صغيرة ويطمح إلى زيادة رأس ماله لجعلها شركة كبيرة، فهو يشعر بإمكانية ذلك عندما يرى إنتاج شركته في ازدياد ملحوظ وإقبال الناس أو المحال التجارية عليها كبيراً، وقد بدأ يحقق أرباحاً مالية كثيرة. إن تحقيق أي هدف ما سواء أكان صغيراً أم كبيراً لا بد له وأن يمر بمراحل أو خطوات انتقالية عدة متسلسلة قبل أن يكتمل ويتجسد على أرض الواقع ويكتب له النّجاح. ولذا فإن هناك ثلاث مراحل أساسية ومهمة يسير على ضوئها الهدف وفق خطة استراتيجية معدة للوصول إلى النتيجة المطلوبة، وهذه المراحل هي: الفكرة، التخطيط والدراسة ثم التنفيذ. فمعظم الإنجازات - إن لم يكن جميعها- التي نُفذت بشتى أنواعها وتحقق لها النجاح بدأت بأفكار خطرت على بال أصحابها فسعوا جاهدين إلى زرعها على أرض الواقع، فضع فكرتك على الورق اليوم ولا تأجل ذلك، فالفكرة تنم عن الرغبة والأمنية التي تنشأ في الغالب عن حاجة أو ضرورة تراود الشّخص من حين لآخر، وتكون شغله الشاغل. تتأصل هذه الأمنية وتكبر يوماً بعد يوم في ذهنه، وتتضح معالمها وتكتمل شيئاً فشيئاً حتى تتجسد بالتخطيط والعمل والمثابرة على أرض الواقع. عزيزي القارئ لا تُضع كثيراً من وقتك في التفكير بما لا يفيد، واجعل من يومك هذا يوم جدٍ واجتهاد وعزم وإرادة لبناء جحر أساس لحياتك الخاصة والأسرية، فما أغنى التسويف أحداً ولا صنع مجداً ولا حرك في النفوس همماً، وامتثل بقلبٍ واعٍ لقوله تعالى: (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ). dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©