الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المؤامرة.. والأمن الفكري

20 مارس 2016 22:58
نظرية المؤامرة والاختراق الفكري، وجهان لعملة واحدة ولا نستطيع الفصل بينهما.. تبدأ نظرية المؤامرة بكيفية الاختراق الفكري وبحدوث هذا الاختراق تبدأ عناصر المؤامرة في العمل، وتنشط في جو معد ومهيأ تماماً لتنفيذ المخطط المعد لهدم واختراق المجتمعات وتسطيحها فكرياً، وتهميش المفكرين والمثقفين، والتشكيك في الثوابت، وبناء جدار من الجدال العقيم الذي لا طائل منه سوى الجدال فقط، وعند هذه النقطة نكون فعلاً في حالة اختراق فكري للمجتمع. ولا يجوز أن يكون لدينا من المؤسسات الأمنية ما يحمي الشباب والمجتمعات من كل آفات العصر من دون أن نفكر في الأمن الفكري لتحصين عقول الشباب من الأفكار الهدامة الدخيلة علينا، حتى لا تكون هذه العقول عرضة وفريسة سهلة لكل فكر هدام يخترق أدمغة وعقول بعض الشباب، فيصبحون أداة بلا سلاح موجه نحو المجتمع واستقراره وأمنه، فالوقاية أهم من العلاج وآفة عصرنا اليوم هي اختراق عقول شبابنا بأفكار بالية هدامة تحت مصطلحات دينية رنانة ظاهرها الإيمان وباطنها الكفر، فوقاية شبابنا قد تكون أهم من مجابهة التطرف، فالفكر لا يقاوم إلا بالفكر، والفكر الهدام كارثة وآفة ينتشر في أوساط المجتمعات، فلا يدع أخضر ولا يابساً، فلنكن صادقين أمام أنفسنا: نحن في حاجة إلى مؤسسات أمن فكري تشكل حائط صد لكل فكر متطرف غير سوي، مع ضرورة أن تكون لدى المجتمعات المعرضة لهذا الاختراق شريحة عريضة من الشباب المثقف القادر على النقاش ودحض الأفكار الملوثة للعقول، وضرورة توافر مؤسسات تعليمية تربوية تحتوي الشباب، ومؤسسات دينية داخل المسجد وخارجه، ومؤسسات رياضية، كل هذه المؤسسات وبما فيها أولاً مؤسسة الأسرة الأهم بطبيعة الحال، تمثل حائط الصد القوي والمنيع ضد أي اختراق فكري يراد به ومنه تفكيك وتسطيح المجتمعات. هاني خليفة - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©