الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رعد الشمال حكمة الحكماء

20 مارس 2016 22:58
ها هو التاريخ يشهد وفاقاً لقوات عربية وإسلامية أتت من عشرين دولة لتحق الحق وتحارب الباطل، وتقول مجتمعة كلمة واحدة لا للإرهاب، عبر طرق خليجية وعلى تراب الخليج، معلنين الاستغناء عن التدخل الأجنبي الذي لا يبحث إلا عن مصالحه وإنْ كانت على حساب من عاهده بالأمس، وقرر مساعدته أمام جائر، فلغة المصالح تغزو الثقافة الأجنبية، وتسير أساطيلهم العملاقة، وتحكم عقول ساستهم وإنْ كانوا بالعدالة يتغنون. العالم بات يراقب «رعد الشمال» (الله ينصرهم) القوة التي أسعدت أهل السلام، وأدخلت الرهبة إلى قلوب خلت من الرحمة، واستهانت بالإنسان وأطلقت لأيديها الباطشة العنان، لتنهب وتغتصب وتقتل وتفجر وتحرق دون الالتفات لعرق أو جنس، ودون تفريق بين مسلح يواجههم أو مصل في مسجد خلا قلبه ولسانه إلا من ذكر الله، وما زالوا يسمون أنفسهم مسلمين، لعلهم يستطيعون الاستمرار في إشباع نفوسهم الدموية تحت غطاء قدسي سيدافع عن تصرفاتهم، وسيترك لهم حرية التصرف مع من يقع في قبضتهم. جاء تمرين «رعد الشمال» وسيستمر بإذن الله سبحانه، ليؤكد أن الخليج العربي كان خليجاً واحداً وأصبح قوة واحدة، تعضدها قوات عربية وإسلامية انتصرت للحق وقررت مساندته، وهي المرة الأولى التي تجمع عدداً من الدول تحت راية واحدة، وتتحرك وفق قرار واحد، ما ينعش الأمل في قلوب خفقت باليأس، ويقتل الخوف في أجساد رجفت مظلومة، ففي «رعد الشمال» ما فيه من رسائل مقروءة كل يترجمها حسب خططه ونواياه. «رعد الشمال» مؤشر تاريخي قاطع الدلالة على قوة باتت تنتظر إشارة البداية لتقول للعالم، لم تعد دول الخليج والبلاد العربية تنتظر المعونة بل حققت الكفاية الذاتية من خلال تدريب قواتها وتسليحها بما تحتاج في ميادين الحرب، ولم تعد الأسلحة باهظة الثمن مهملة في زاوية الوطن العربي لتصبح خردة يعاد تدويرها، بل أصبحت فاعلة عاملة لها بريقها واستعادت مكانتها وما يليق بها من وظائف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©