الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

رفعتم الرأس

22 نوفمبر 2012
حضر المنطق والحكمة وانتصرت الروح الرياضية والقومية في النهائي العربي الخالص لعصبة أبطال أفريقيا في نسخته التاسعة والأربعين. حضر المنطق عندما توج الأهلي المصري باللقب متفوقًا بالأداء وبالنتيجة على شقيقه الترجي هناك بتونس، وحضرت الحكمة عندما التزمت جماهير الترجي هناك بتونس، كما كان الأمر مع جماهير الأهلي في ستاد برج العرب بالاسكندرية بالخطوط الحمراء التي دونها يكون الشغب إعصارًا يضرب الإرث، إرث الماضي ويجرف كل أحلام الحاضر والمستقبل، فأخرجت النهائي الحاسم في الصورة التي نرضى عنها كعرب ويرضى عنها الأفارقة. وانتصرت الروح الرياضية والقومية، عندما أبى النهائي التاريخي لدوري أبطال أفريقيا إلا أن يوجه رسالة مختومة بالرجاء لأصحاب الشأن بمصر وتونس تأمل رفع الحظر عن الحركة الرياضية وإعادة الحياة إلى واحد من مصادر السعادة لدى ملايين المصريين والتونسيين، وأيضا واحد من مصادر الرزق لآلاف العائلات. إجمالاً نستطيع أن نسعد بالسلوى التي أتانا بها النهائي الإفريقي، فقد شعرنا جميعا، وقد وصل الأهلي المصري والترجي التونسي إلى النهائي النموذجي والمثالي، إلى أننا سنمشي لأيام في دروب ملغومة، فقد كثرت الأسئلة وكبرت الحيرة وعظم القلق من أن تضرم اللحظة الكروية الساخنة النار في بيت نصفه احترق مما كان لغاية الأسف من تجاوزات خطيرة، كان الخوف من أن يزيد النهائي في تعتيم الأفق، إلا أن ما كان من تأطير أمني للحدث، وما كان من ضبط للنفس، وما كان أيضا من نزاهة فكرية في مرافقة الناديين إعلاميا في ممشاهما الأخير نحو لحظة التتويج، أعطى لإفريقيا نهائيا تستطيع أن تفخر به شكلا تنظيميا ومضمونا فنيا، وأعطى للقائمين على الشأن الرياضي بمصر تخصيصاً الدليل على أن الانفراج المنتظر قد آن أوانه وأن إعادة الحياة للنشاط الكروي ببلد يملك المرجعية التاريخية ويملك الرمزية ويملك صفة القيادية في القارة الأفريقية أصبح شيئًا لا مناص منه. وبموازاة مع كان من رسائل إنسانية ورياضية للنهائي الكبير فإنه أهدانا مضمونًا تكتيكيا أستطيع أن أقول بأنه رفع من قدر أمجد الكؤوس بالقارة السمراء، فعلى مدى 180 دقيقة عمر مباراتي الذهاب والإياب وقفنا على مبارزة كروية تحققت معها كل الانتظارات واستجابت بحسب رأيي لكل المعايير الفنية والجمالية التي تتوفر في العادة للمباريات التي توشم في الذاكرة وتنطبع في الأذهنه. وأظنكم مثلي تعتبرون أن تتويج الأهلي باللقب الأفريقي، هو تحقيق لنوع من العدالة، فما قدمه زملاء أبوتريكة ببرج العرب حتى وهم يتعادلون ضدا عن المنطق وما قدموه باستاد رادس لاسترجاع حق مفقود أهلهم من كل النواحي الكروية ليكونوا أبطالا لإفريقيا مع سبق الاستحقاق والأهلية. هنيئًا للأهلي بتاجه الأفريقي، وشكرًا لنادي القرن ولنادي الترجي على ما أهدونا من فرجة واحتفالية وعبقرية ترفع الرأس. بدر الدين الأدريسي | drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©