الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تخفيض دول الخليج لمخصصات دعم الطاقة يمثل ضرورة ملحة

تخفيض دول الخليج لمخصصات دعم الطاقة يمثل ضرورة ملحة
15 ديسمبر 2014 00:40
محمود الحضري (دبي) دعا خبراء اقتصاديون دول الخليج إلى تخفيض مخصصات دعم الطاقة، وتنفيذ برامج تدريجية لتخفيف الأعباء بموازناتها من العام المقبل، مؤكدين أن دعم الطاقة أصبح قضية مقلقة اقتصادياً، خاصة مع الانخفاض الكبير في أسعار النفط، والتي فقدت 50% من قيمتها في غضون 4 أشهر. وأشاروا في جلسة «حالة الاقتصاد العربي» بالمنتدى الاستراتيجي العربي بدبي أمس، إلى أن دول الخليج تنفق سنوياً نحو 160 مليار دولار على دعم الطاقة، وهو مبلغ كبير جداً لن تستطيع ميزانيات هذه الدول أن تتحملها على المدى المنظور، كما أن 60% من هذه النفقات يمكن تخفيضها، مشددين على أهمية فرض ضريبة القيمة المضافة، في إطار تنويع مصادر الدخل. وأضافوا أن التراجع الحالي على أسعار النفط يعتبر «جرس» الإنذار الأخير لدول الخليج والدول النفطية عموما خصوصا الأعضاء في منظمة «أوبك» لتوجيه عائداتها من النفط إلى مشروعات تنموية، تعزز من العائدات والموارد غير النفطية. وقال الدكتور عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»: إن الأمور غير واضحة حتى الآن حول توقعات أسعار النفط، وأمامنا على الأقل، وحتى منتصف العام المقبل حتى تتضح الصورة، لافتا إلى أن أوبك لا يمكن أن تتنبأ وتحدد سعر في ظل الأزمة الراهنة، ونراعي في قراراتنا مصالح المنتجين والمستهلكين معا، ومن هنا جاء قرار أوبك الأخير بإطلاق سياسة العرض والطلب في الإنتاج. وأشار إلى أن «أوبك» قدت تقريرها لوزراء النفط، وتم الاتفاق على استمرار الإنتاج بنفس المعدل، مؤكدا أن القرار لم يكن سياسياً وموجهاً إلى روسيا أو إيران، وقد انخفض السعر 40% بعد انتهاء المناقشات بحوالي ثلاث ساعات، ولم نر ذلك مقلقا. وأوضح أن قضية أسعار النفط الحالية ليست الأولى، فقد مرت دول أوبك ومنطقة الخليج بأوضاع مشابهة، وتم بيع النفط بسعر 12 و13 دولاراً للبرميل، ولاشك قد استفادت وستستفيد دول من هذا الوضع، ولكن التجربة الراهنة تتطلب ضرورة قيام الدول النفطية باستبعاد كل النفقات غير الرئيسية في ميزانياتها، وكل الإنفاق الزائد، ووضع برامج تنموية حقيقية لموارد النفط، فالأسعار الحالية تدق الجرس الأخير لكل هذه الدول. وبين البدري أن تراجع أسعار النفط سيؤدي إلى تراجع في الإنفاق الحكومي في دول الخليج، بين عامي 2014 و2015، ولكن لايجب التوقف عن الاستثمارات في قطاع النفط، نظرا لكون هناك طلب مستقبلي، متوقعا أن لا يدوم الانخفاض في السعر طويلا، ويبقى الحذر الأكبر من التوقف عن الاستثمارات. وقال الدكتور هنري عزام أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأميركية ببيروت، والرئيس التنفيذي السابق لدويتشه بنك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا،: أننا نعيش حاليا مستوى أسعار نفط في حدود 70 و75 دولاراً للبرميل، وهذا أمر قد يطول، متوقعاً أن الإمارات لن تتأثر كثيراً بانخفاض السعر، نظرا للتنوع في اقتصادها، لافتا إلى أن النمو قد يدور حول 3,6%، وهو تأثير محدود بسبب الأسعار الحالية للنفط، وهو أقل من دول أخرى. وأوضح أن دول المنطقة تمثل حوالي 10% من اقتصاديات الدول الناشئة، و7% من اقتصاديات العالم، وبإجمالي 2700 مليار دولار «2,7 تريليون دولار»، وقد شهدت دول الخليج سنوات من الطفرة، حتى العام 2008، بنمو تراوح بين 8% و8,2%، وانخفض في 2009 إلى 6,6%، بخلاف طفرة أخرى بين 1973 و1982، ولكن المنطقة الآن في دورة تراجع في معدلات النمو ويجب إدراكها جيداً، قد تستمر عدة سنوات، مشدداً على أهمية الاستعداد لهذه الدورة الجديدة. وبين أن الدول المستوردة للنفط ستستفيد من ذلك فيما عدا كل من العراق وليبيا وسوريا واليمن، والتي تمر بأزمات خطيرة، منوها إلى أن سوريا شهدت تراجعا بنحو 60% في الناتج المحلي، كما ستتأثر الدول المنتجة للنفط سلبيا بالأزمة بما فيها العراق وليبيا والجزائر، لحين وجود تحسن ملموس في أوضاعها، منوها إلى أن الوضع يبقى بحاجة لرؤية جديدة في دول الخليج، والتي تعتمد على 80% من مواردها على النفط. وأكد على أنه لا يعتقد بوجود توجهات لإيقاف أية مشاريع استثمارية حالياً لأن إيقاف أي مشروع جديد لإنتاج النفط سيؤدي إلى نقص العرض مستقبلاً لنصل إلى ما حدث في العام 2008 عندما وصل سعر البرميل إلى 147 دولاراً. وأكد على هناك ترابط بين هبوط أسعار النفط وأسواق الأسهم فهذه الأخيرة هي مؤشر استباقي وتعكس ثقة القطاع الخاص الذي بات متخوفاً من تباطؤ في تنفيذ المشاريع ومن تحفظ المصارف على الإقراض، ولاشك أننا مقبلون على مرحلة من تخوف القطاع الخاص مما يؤثر على نموه. ديون النفط الصخري أكد البدري بأن الاعتماد على صناعة النفط لازالت قائمة حتى مع تنوع مصادر الدخل القائمة في العديد من البلدان الأعضاء في أوبك، وأشار بعدم قدرة النفط الصخري على منافسة النفط الأحفوري، مشيراً إلى وجود ديون كبيرة على الشركات الأميركية المنتجة للنفط الصخري، موضحاً أن العديد من الشركات العاملة في القطاع من الحجم المتوسط. وشدد على دورة أسعار النفط تمر اليوم بمرحلة انخفاض، متوقعاً لها أن ترتفع مرة أخرى، كما أن أوبك تنظر إلى ما بعد العام 2025، والمتوقع أن تكون مطالبة بإنتاج أكثر من 50 مليون برميل يومياً. وأشار هنري عزام الى أنه في حال استمرار سعر النفط عن حدود 70 دولاراً سيتراجع الاستثمار في النفط الصخري بنحو 20% في الانتاج، بينما إذا قل عن 60 دولاراً سيتأثر بنحو 30%، نظراً، لأن تكلفة إنتاج النفط الصخري تتراوح بين 50 و60 دولاراً، وكلما انخفض السعر للبترول الأحفوري يأتي في صالح الولايات المتحدة التي تسعى الى تحقيق نسبة من الاكتفاء الذاتي، منوها الى أنه يرى أن أميركا ستطل تعتمد على النفط الخليجي في السنوات المقبلة، ولسنوات طويلة، منوهاً الى أن النفط الصخري يشكل 17% من إجمالي النفط العالمي. كادر 3 /// المنتدي ثلاثة مشاهد اقتصادية حدد عبدالله البدري الوضع الاقتصادي العربي، في ثلاثة مشاهد على المستوى الإقليمي من جهة الدول التي تعاني من صراعات كسوريا والعراق على سبيل المثال، والتي تؤدي إلى وضع دول مجاورة كلبنان والأردن تحت ضغوط اقتصادية تحد من عملية التنمية، وبلدان ما يُعرف بالربيع العربي كمصر وتونس، والتي نتج عنها ضغوط اقتصادية كبيرة أثرت بشكل سلبي على النمو، وأخيراً دول الخليج، والتي توقعت المصادر الدولية أن تسجل نسب نمو تقدر بحوالي 4,5%. كادر 2// المنتدى 93 مليون برميل نفط يومياً قال الدكتور عبد الله البدري إن تقديرات أوبك حتى 2040 تؤكد الحاجة إلى إنتاج 93 مليون برميل نفط في اليوم، بخلاف 50 مليون برميل من منتجات أخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©