الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

في ستاد الاتحاد.. "جولة الغضب"

في ستاد الاتحاد.. "جولة الغضب"
22 نوفمبر 2012
تغطية مباريات النسخة الخامسة لدوري المحترفين لكرة القدم لا تقتصر على رصد النتائج، وتصريحات مختلف عناصر اللعبة، خاصة الأجهزة الفنية واللاعبين، وأيضاً التحليل الفني للقاءات كل جولة، ولكن هناك أيضاً العديد من الجوانب التي تحتاج إلى إلقاء الضوء، مثل «سوبر ستار» الذي يركز على النجم الأول في الجولة، مع التركيز على أهم لحظات التحول في اللقاءات، ورصد الأحداث التي تمثل خروجاً عن النص، واللاعب الذي يجلس على دكة البدلاء ويسهم دخوله في قلب الموازين رأساً على عقب، بالإضافة إلى العديد من المحاور الأخرى التي ترصدها «الاتحاد» عقب نهاية كل جولة. كانت الجولة الثامنة، هي بحق جولة التوتر والغضب، يكفي أنها شهدت حالات عديدة تندرج تحت قائمة الاعتراضات المرفوضة والمبالغ فيها على قرارات التحكيم، بالإضافة إلى حالات أخرى رصدتها الكاميرات لم تخل من خشونة وعنف متعمد، خرج بعضها عن المألوف، فكان قرار الطرد حاضراً، بخلاف عدد من الإنذارات الشفهية أو الصفراء، فيما ظهرت مشادات كلامية وانفعالات غير مبررة في أكثر من مباراة بين لاعبين و”قضاة ملاعب” دورينا. واللافت هو تكرار تلك الأفعال والتصرفات، ليس من طرف واحد للعبة، ولكن من جميع أطرافها، فكان توتر المدربين وردود فعلهم على كل قرار حاضراً في المشهد بقوة، وتجلت في واقعتي طرد الإيطالي والتر زنجا مدرب النصر، الذي اعترض بحدة وعنف على الحكم الدولي علي حمد، رغم فوز فريقه برباعية على الوحدة، وعلى نهج المدربين نفسه سار الإداريون واللاعبون، فلم تخل مباراة في الجولة، من قرار الحكم بإيقافها، لتحذير إداري متعصب، أو تهدئة “دكة” منفعلة، وهو ما ينطبق على اللاعبين داخل الملعب، من حيث تعمد الخشونة والاعتراضات المبالغ فيها على قرارات التحكيم، وتجلت في واقعة ثنائي الأهلي لويس خمينيز وجرافيتي، ضد الحكم عمار الجنيبي في مباراة “الفرسان” أمام بني ياس، بخلاف طرد نشأت أكرم لاعب النصر وطرد حارس بني ياس محمد علي غلوم. فيما كانت واقعة البرزايلي باولو بوناميجو مدرب الجزيرة الذي تعرض للطرد في لقاء فريقه أمام الشباب، مختلفة بعض الشيء، كونه لم يعترض في المقام الأول على قرارات الحكم، وعوقب بسبب دخوله الملعب لمحاولة تهدئة لاعبي الفريقين الذين خرجت ردود فعلهم عن المألوف، فنال المدرب الجزاء. واتفق الخبراء والمراقبون على أن توتر المدربين واللاعبين والإداريين وإقدامهم على تصرفات واعتراضات مبالغ فيها، ينتج عنه تعرض بعضهم للطرد، والسبب أيضاً في نقل التوتر إلى الجماهير بالمدرجات، والتي ثارت معظمها في المباريات على “قضاة الملاعب”، خصوصاً في المباريات التي كان الغضب والتوتر عنوانها، ويكفي أن أغلب الحكام خرجوا في حراسة الشرطة، خوفاً من تعرضهم لأي محاولة اعتداء، رغم حضور الاعتداء اللفظي، الذي لم يختف من المدرجات، كنتيجة طبيعية لهذا التوتر. وكانت لجنة الحكام حاسمة في موقفها، حيث أصدرت تعليمات مشددة خلال الأيام القليلة الماضية لجميع القضاة بعدم التهاون مع أي اعتراض “سافر”، يخرج عن حدود الذوق العام، من أي لاعب أو مدرب أو إداري، وهو ما شجع قضاتنا على قرارات طرد المدربين التي اتخذت للمرة الأولى هذا الموسم، بحق زنجا وبوناميجو. تعليمات مشددة من جانبه أبدى محمد عمر رئيس لجنة الحكام رفضه لما يحدث من اعتراضات مبالغ فيها لمدربين ولاعبين وإداريين، ووصفه بأنه بالأمر “المشين” الذي يؤثر على كرة القدم الإماراتية، وعلى سمعتها، كما يكون له آثار سلبية غير مطلوبة على الجماهير في المدرجات، وهو ما ظهر جلياً في كثرة صيحات الاستهجان من بعض الجماهير، فضلاً عن تعدي بعضهم لفظياً على حكم لقرار هنا أو هناك، وقال “التحكيم الإماراتي يسير بشكل طيب للغاية، وهو في الطريق الصحيح، وعلى جميع إطراف اللعبة تقبل أخطاء التحكيم، لأنها غير مقصودة، كما لا يمكن القضاء عليها تماماً، لأن الحكم في النهاية بشر، يصيب ويخطئ، مثله مثل اللاعب نفسه أو المدرب، ونحن نرفض بأي حال توجيه أي إساءة من أي نوع للقضاة الملاعب، ولماذا يتقبل الجميع أخطاء اللاعبين والمدربين، ولا يتقبلون أخطاء الحكام”. وأشار محمد عمر إلى أن مثل تلك المواقف والتصرفات، باتت تكرر كل موسم، وإن كانت سخونة الموسم الجاري وراء ارتفاع وتيرة وحدتها، وطالب من إدارات الأندية التعامل باحترافية مع الموقف، ومنع لاعبيها ومدربيها من الخروج عن النص، وقال “بعض الإدارات تعتقد أنها بذلك تمارس ضغوطاً على التحكيم للحصول على مكاسب ما، ولكن هذا الأمر غير صحيح”. وأوضح أن التوتر ينعدم تماماً في مباريات كأس “اتصالات” نتيجة تقبل قرارات التحكيم، فيما لا يكون الحال كذلك في الدوري، وهو ما يعكس سخونة المنافسة، ولكنه في الوقت نفسه، يجب ألا يخرج عن الإطار المحدد، وقال “الاعتراض مقبول، طالما كان في حدود الأدب، ولم يظهر بشكل مبالغ فيه”. وحمل محمد عمر جزءًا من المسؤولية لوسائل الإعلام، خصوصاً المرئي ببعض الاستوديوهات التحليلية التي قد يدفعها البحث عن الإثارة، العمل على وتر المنافسة بطريقة غير مباشرة، وأن بعض البرامج تسعى للإثارة، وهو ما يزيد من فداحة الأمر، ويستفز الجماهير، وعلى الإعلام أن يقدم الإيجابي دائماً، ولا بأس من رصد السلبي إذا وجد، ولكن مع تحري الدقة وعدم اتخاذ قرارات التحكيم شماعة لتبرير اخفاق مدرب أو لاعب”. الصرامة والحسم من ناحية أبدى فريد علي الحكم الدولي السابق تضامنه مع قضاة الملاعب في ضرورة الصرامة والحسم مع المدربين والإداريين، حتى يهدأ الملعب وتخرج المباراة إلى بر الأمان. وانتقد فريد موقف الإيطالي والتر زنجا مدرب النصر وانفعالاته غير المبررة، والتي تخرج في كل مرة عن الحدود العامة، وتسيء لطاقم التحكيم وله شخصياً كمدرب عالمي. وذكر الحكم الدولي السابق بواقعة اعتراض المدرب الإيطالي ليس فقط خلال مباراة الوحدة، ولكن أيضاً خلال مباراة بني ياس، والتي وقف خلالها لطاقم التحكيم، رافضاً أن يخرجهم من الملعب، وهو يصيح ويتوعد لولا التدخل السريع والحكيم من إدارة النصر، وقال “قرارات علي حمد ومحمد عبد الكريم بطرد زنجا مدرب النصر وبوناميجو مدرب الجزيرة سوف تكون رادعاً لبقية المدربين في الجولات المقبلة”. أمر مستفز من ناحية أخرى أكد محمد سعيد النعيمي عضو اللجنة الفنية بلجنة دوري المحترفين رصد الحالات التي تحدث كافة، ورفعها للجنة الانضباط لاتخاذ قرار بشأنها، ولفت إلى أن تقارير الحكام والمراقبون عادة ما تتضمن كل تصرف خاطئ أو خارج عن النص، فيما يكون للجنة موقفها الخاص، حال رصدت الكاميرات حالات، ولم تتضمنها التقارير الخاصة بالحكام والمراقبين. وعن كثرة الاعتراضات وتحول الجولة الثامنة لجولة غضب وتوتر على قرارات التحكيم بشكل مبالغ فيه، قال “الأمر بات مستفزاً، ويحتاج لضرورة علاجه، فهذه الأمور يجب ألا تخرج عن المتعارف عليه، والاعتراضات على قرار الحكم أمر وارد، ولكن أن تكون بهذا الشكل الذي يصل لدرجة الاستفزاز لكل من يراه، خصوصاً من لاعبين ومدربين يفترض أنهم محترفون، فهذا أمر مرفوض لأن قضاة ملاعبنا متميزون، كما أن تقبل قراراتهم، يكون هو الحل الوحيد، لأن المبالغة في رد الفعل أو الانفعال غير المبرر لن يغير قرار حكم”. وأضاف “أرى أن إدارات الأندية مطالبة بالتدخل في الأمر لتهدئة لاعبيها ومدربيها، وذلك باتخاذ موقف ولو داخلي بفرض عقوبات إدارية على أي لاعب أو مدرب يخرج عن النص في الاعتراض على التحكيم، لأننا كلنا شركاء، ونجاح المسابقة لن يتم إلا بتضافر جميع الجهود”. طبيب ينتظر نتيجة «تشخيص» مرض الشعب أسامة أحمد (الشارقة) - فشل «الكوماندوز» في الخروج من الدوامة، وتجرع مرارة الخسارة الخامسة على التوالي، وآخرها أمام عجمان، الأمر الذي مثل صدمة كبيرة للشعباوية، حيث أثارت «الكبوة الأخيرة» في الجولة الثامنة لدوري المحترفين لكرة القدم أكثر من علامة استفهام. وأبدى الدكتور عبد الله بن ساحوه رئيس مجلس إدارة نادي الشعب حزنه على مستوى الفريق، وطالب اللجنة الفنية بتصحيح أوضاع الفريق، ووضع الأمور في نصابها، وأنه في انتظار نتيجة تشخيص «علة» الفريق من اللجنة الفنية، لأنها تضم الفنيين والمتخصصين في هذا المجال بعيداً عن رأيه ورأي الجمهور حتى يصل إلى حقيقة مشكلة «الكومانوز». وقال: «إننا نضع في الحسبان المطلب الجماهيري، ولكن لابد من معرفة الأسباب التي أدت إلى تراجع نتائج الفريق، وتجمد رصيده عند النقطة السادسة، بعد خسارته ست مباريات في المسابقة حتى الآن». وأضاف: «أنا حالياً في مجلس الإدارة، مثل الطبيب الذي ينتظر نتيجة التشخيص، حتى لا نتخذ أي قرار بصورة مستعجلة، وبالتالي الوصول إلى «العلة» الحقيقية التي أدت إلى هذا التراجع. بوناميجو: جعلوني مجرماً! أبوظبي (الاتحاد) - تكهربت الأجواء في الدقيقة 80 من مباراة الجزيرة والشباب، وكاد يشتبك لاعبو الفريقين، على خلفية رفض لاعبي “الجوارح” إخراج الكرة، عقب إصابة عبد الله موسى، وسقوطه على الأرض أثر أحد الالتحامات، وعندما اشتعلت الساحة، وأصبح الحكم محمد عبد الكريم بمفرده بين اللاعبين، وصعب عليه السيطرة على الموقف، حاول بوناميجو مدرب الجزيرة التدخل بما يملك من نفوذ واحترام لدى لاعبو الشباب “فريقه السابق”، ولاعبي الجزيرة “فريقه الحالي” لفض الاشتباك، والخروج من المأزق. إلا أن النتيجة بالنسبة لبوناميجو جاءت على عكس كل التوقعات، عندما تحدث الحكم المساعد مع محمد عبد الكريم، عقب نهاية الواقعة على خير، وأخبره بنزول بوناميجو إلى الملعب، فما كان من عبد الكريم، إلا أن أشهر البطاقة الحمراء للمدرب البرازيلي الذي أصبح متهماً رغم “حسن النوايا”. وعندما سألنا بوناميجو قال: “تحولت إلى مخطئ، لأنني حاولت فض الاشتباك، والخروج بسلام من المشهد، ولم أتخيل أبداً أن يكون هذا مصيري، وتعلمت من الدرس ألا أتدخل أبداً في مثل هذه المواقف، حتى لو أدت إلى نتائج سيئة، فأنا مدرب أحترم نفسي، وسجلي نظيف من الايقافات، ولا أحب الاعتراض أو التدخل في عمل الحكام، ومع ذلك تعرضت للطرد. رأي محايد المضرب: تصرفات المدربين والإداريين على الدكة سبب العنف دبي (الاتحاد) - أكد الدكتور عبد الرازق المضرب الاستاذ بقسم الاجتماع بجامعة الإمارات، رئيس اللجنة الثقافية بالنادي الأهلي، والباحث في علم النفس الرياضي أن أسلوب عمل إدارات أغلب الأندية المحترفة لا يرتقي لكلمة “احتراف”، رغم أنه يطبق في الدوري للموسم الخامس على التوالي، ولفت إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في أن تصرفات المدربين والإداريين تقف سبباً في زيادة حالات العنف داخل الملعب، ما ينعكس على المدرجات التي تثور لثورة المدرب والإداري أو اللاعب، ويكون رد الفعل الطبيعي بزيادة الشتائم وصيحات الاستهجان، مع توتر الأعصاب للخسارة أو التعادل. وأشار إلى أنه أعد دراسة أكاديمية علمية كشفت عن تورط أكثر من إداري ومدرب أجنبي في مخالفات أدت إلى توتر مباريات شارك بها أنديتهم، نتيجة للاعتراضات على قرارات التحكيم. وانتقد أيضاً غياب ميثاق شرف يربط الأندية بإدارييها ومدربيها العاملين بداخلها، يكون بمثابة دستور رياضي يحدد الواجبات والحقوق لكل طرف، وقال “التوقيع على المواثيق يعتبر من الوسائل الفاعلة في تغيير أو تعديل السلوك؛ لأنه ينشئ نوعاً من الالتزام، وهنا تظهر أهمية وجود ميثاق الأخلاق، وهذا ما دعا الاتحاد الدولي لوضع الميثاق الأخلاقي للفيفا، للعنف والتعصب والشغب، ولابد من وضع ميثاق أخلاقي عام للرياضيين في الإمارات، مع وضع ميثاق أخلاقي خاص للاحتراف الرياضي”. كيكي يرفض التقليل من احترام الحكام رغم تعرضه للظلم زنجا: لم أخطئ في شيء حتى يتم طردي دبي (الاتحاد) - رفض الإيطالي والتر زنجا مدرب النصر الاتهام بأنه هاجم الحكم الدولي علي حمد، الذي أدار مباراة فريقه أمام الوحدة، وقال: “أحترم قرارات الحكام، رغم تحفظي على بعضها، وأنا لم أخطئ في أي شيء أثناء المباراة ليتم طردي، وكل ما حدث أنني قلت له رأيي في لعبة وتحديداً في الدقيقة 32، بأن هناك تسللاً على الوحدة، ورد الحكم قائلاً: لو تحدثت مرة أخرى سوف أطردك، وقلت له: القرار لك، فإن أردت أن تطردني فأفعل. وأضاف: “في أول لعبة ظهر صوتي تعليقاً عليها، قام الحكم بطردي على الفور، وأنا أرى أن القرار به نوع من التجني، لأنني لم أرتكب ما أستحق عليه الطرد، لكنني التزم بقرارات الحكام، ولا أحب التعليق عليها كثيراً، مثلما هو الحال في قرار الحكم بطرد نشأت أكرم الذي يحرمنا من جهوده في المباراة المقبلة، فهو قرار أرى أنه يحتاج إلى إعادة نظر. أما نشأت أكرم لاعب النصر فقد حاول تبرئة نفسه بعد اتهامه بتعمد ضرب حمدان الكمالي مدافع الوحدة دون كرة، وهو ما تسبب في طرده، وقال: لم أتعمد ضرب لاعب الوحدة، رغم ذلك لا تعليق لي على قرار الحكم علي حمد، لكنني على ثقة أنني لم أقصد ضرب المنافس. من ناحيته رفض الإسباني كيكي فلوريس مدرب الأهلي انتقاد لاعبيه بعد اعتراضهم على الحكم عمار الجنيبي خلال مباراتهم أمام بني ياس، وقال “لاعبو الأهلي يدخلون المباراة، وهدفهم الثلاث نقاط، ولا يشغلون عقلهم بشيء آخر، فنحن أقل الأندية التي يدعي لاعبوها الإصابات أو يسقطون بداع ودون داع لخداع الحكم، بل دائماً ما نتعرض نحن لظلم تحكيمي بقرارات عكسية، نتيجة وقوع لاعبين بصفوف فريق منافس، وتحتسب ضدنا ضربات جزاء بعضها من إدعاء وبقرارات مشكوك فيها”. وأضاف “شكونا كثيراً من ضياع حقوقنا في بعض المباريات نتيجة قرارات تحكيمية، ونحن في النهاية نتقبلها، ولا يمكن أن نسمح للاعب بأن يعترض عليها بشكل غير مقبول، وهذا ليس من “شيم” الأهلي”. وعن موقف خمينيز وجرافيتي وإيمانا مع الجنيبي، قال “الاعتراضات على القرار في إطار المقبول، أمر معروف، وتراه في جميع دوريات العالم، وخمينيز وجرافيتي شعرا بالظلم وتوجها للحديث مع الحكم دون تجريح”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©