أبوظبي (وام) - نظمت سفارة جمهورية كازاخستان لدى الدولة، بالتعاون مع مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ندوة، بمناسبة مرور 20 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وكازاخستان.
وألقى سلطان محمد المري نائب مدير إدارة الشؤون الآسيوية بوزارة الخارجية، كلمة في الندوة، أكد خلالها أهمية العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين، وقال، إن هناك استثمارات إماراتية عدة في جمهورية كازاخستان، كما توجد شركات واستثمارات كازاخستانية تعمل في الدولة، وجالية كازاخستانية تعيش على أرض الدولة، كما يوجد عدد من الطلبة المبتعثين من كازاخستان للدراسة في جامعات دولة الإمارات.
وأضاف المري: «تعتبر جمهورية كازاخستان بلدا مهما بالنسبة لنا، وبلدا محوريا في وسط آسيا، وعلاقتنا معها طيبة للغاية، وتقوم على التعاون والتنسيق، وقد شاركت الإمارات في عدة مؤتمرات ومناسبات استضافتها كازاخستان».
من جانبه، أكد أسكار موسينوف سفير جمهورية كازاخستان لدى الدولة أن العلاقات بين جمهورية كازاخستان ودولة الإمارات العربية المتحدة، شهدت تطورات مستمرة على كافة الصعد والمجالات، وذلك ثمرة للسياسة الحكيمة التي تنتهجها قيادة البلدين والعلاقات الأخوية الوطيدة بين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والرئيس نورسلطان نزارباييف رئيس جمهورية كازاخستان، وحرصهما على تطويرها والنهوض بها من أجل مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.
وأشار السفير إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية كازاخستان، ودولة الإمارات العربية المتحدة بدأت في الأول من أكتوبر 1992، حيث استكمل البلدان تبادل المذكرات الرسمية في العام نفسه، وقال إن سفارة جمهورية كازاخستان افتتحت في دولة الإمارات في سبتمبر 2006 وتم افتتاح سفارة الإمارات في أستانا في أكتوبر 2005، وافتتحت في عام 1997 القنصلية العامة لجمهورية كازاخستان في دبي.
وأضاف، أنه تجسيدا لهذه القيم والعلاقات المميزة يولي الرئيس نورسلطان نزارباييف، أهمية بالغة لتطوير العلاقات مع دولة الإمارات، حيث كثف من الزيارات الرسمية للتأكيد على الروابط والمصالح المشتركة، واستعراض العديد من القضايا المهمة التي تهم البلدين على المستوى الثنائي، إضافة إلى التطورات الراهنة إقليميا ودوليا، حيث التقى القائدان في أكثر من مرة بهدف تدعيم جسور الأخوة والتواصل بين البلدين، وتعزيز عرى العلاقات، ودفعها قدما لتشمل جميع المجالات التي تصب بالنهاية في مصلحة واستقرار البلدين والشعبين.
وقال سفير جمهورية كازاخستان، إن القائدين حريصان على إعطاء قوة دفع متجددة لعلاقات التعاون القائمة بين البلدين الصديقين، حيث شهدت السنوات القليلة الماضية تناميا في العلاقات بين البلدين، وذلك ترجمة عملية لرغبة الجانبين في ترسيخ قيم الصداقة والأخوة والتعاون، وقد تبدى ذلك في العديد من المشروعات والاستثمارات المشتركة التي تتيح إقامة علاقات شراكة استراتيجية أكثرعمقاً، ومن المؤكد أن القواسم المشتركة في سياسة البلدين إزاء العديد من القضايا الدولية والإقليمية توفر أرضية صلبة لعلاقات الشراكة التي يتطلع إليها قائدا البلدين الصديقين، حيث أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والرئيس نورسلطان نزاباييف، أن البلدين يتطلعان إلى بناء علاقة شراكة استراتيجية.
وجاء هذا الموقف المبدئي لصاحب السمو رئيس الدولة لدى وصوله إلى العاصمة الكازاخستانية استانا في 14 يوليو 2008.
وأكد الزعيمان أن العلاقات الرسمية وفرت مناخا مواتيا لمبادرات القطاع الخاص في البلدين، والتي تجسدت في عدد من المشروعات العقارية والسياحية والإنتاجية المشتركة، مشيرين إلى أن ما توفره كازاخستان من تشجيع للاستثمار الأجنبي، فتح مجالا واسعا أمام القطاع الخاص الإماراتي للاستثمار في مجالات عديدة، بما في ذلك مشروعات البنية الأساسية والمشروعات المتصلة باستثمار الموارد الطبيعية النفطية والمعدنية، والتي باتت مفتوحة أمام المستثمرين الأجانب.
وأشار سفير جمهورية كازاخستان، إلى أن الزيارات المتبادلة بين قائدي البلدين، وكبار المسؤولين دفعت بالعلاقات الثنائية إلى المزيد من التفاعل والنماء، وقال انه في 11 يونيو 2009 وقعت الحكومتان اتفاقية بشأن إنشاء مجمع أبوظبي بلازا في أستانا، وفي 28 أغسطس 2009، حضر الرئيس نورسلطان نزارباييف رئيس جمهورية كازاخستان مراسم وضع الحجر الأساس للمشروع الذي يتكون من عدد من الأبراج التي تحيط بمبنى رئيسي يبلغ ارتفاعه 70 طابقا، ويحتوي على شقق فاخرة وأخرى متوسطة، بالإضافة إلى فندقين، ويشغل الفندق الفاخر مساحة قدرها نحو12 ألف متر مربع، كما يضم المبنى مكاتب مطابقة للمعايير الدولية، بمساحة إجمالية قدرها 80 ألف متر مربع، وتبلغ تكلفة المشروع التقديرية أكثر من مليار دولار أميركي.
وأشار السفير إلى توقيع أكثر من عشرين اتفاقية بين البلدين تشكل الأساس القانوني للتعاون الثنائي، ومن بينها اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي واتفاقية التعاون في المجال الاقتصادي والتجاري واتفاقية المساعدة القانونية في المسائل الإجرامية، واتفاقية المساعدة القانونية في المسائل المدنية والتجارية واتفاقية تسليم المجرمين واتفاقية بشأن إعفاء حملة جوازات السفر الدبلوماسية من التأشيرات واتفاقية التعاون في مكافحة الجريمة المنظمة والاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية والسلائف ونظائرها.
وأشار سفير كازاخستان إلى أن مواقف البلدين المتشابهة والمتقاربة حيال القضايا الإقليمية والدولية المعاصرة تعزز التفاعل السياسي، وقد انضمت دولة الإمارات إلى مؤتمر التفاعل وبناء الثقة في آسيا في يوليو 2008 وشارك الوفد الإماراتي، برئاسة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في القمة الثانية لمؤتمر التفاعل وبناء الثقة في آسيا في ألماتا سنة 2006 والقمة الثالثة باسطنبول 2010 وفي الدورة الخاصة والاجتماع الرابع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا التي عقدت في 12 سبتمبر الماضي في أستانا.
كما شارك الوفد الإماراتي، برئاسة السفير الدكتور سعيد محمد الشامسي مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية في الدورة الثامنة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي التي انعقدت تحت شعار «السلام والتعاون والتنمية» في الفترة من 29 إلى 30 يونيو 2011 في أستانا.
ويتطور التعاون بين البلدين في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية، حيث اللجنة المشتركة الكازاخستانية والإماراتية الحكومية تلعب دورا مهما في تعزيز العلاقات التجارية الثنائية خلال الفترة الزمنية القليلة الأخيرة قد عقدت خمسة اجتماعات اللجنة المشتركة الحكومية.
وفي الفترة ما بين 28 و29 نوفمبر 2011 عقد في أبوظبي الاجتماع الخامس للجنة المشتركة بين جمهورية كازاخستان ودولة الإمارات وترأس الجانب الكازاخستاني معالي وزير السياحة والرياضة تالغات إرميغيايف، فيما ترأس وفد دولة الإمارات معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية.
وفي إطار تعزيز التعاون بين البلدين بدأت شركة الاتحاد للطيران الإماراتية بتسيير رحلاتها بين أبوظبي وأستانا، وكذلك بين أبوظبي وألماتا، فيما تتطور العلاقات بين رجال أعمال البلدين بشكل متسارع ومنتظم، ففي 27 أبريل 2011 عقد في أبوظبي الاجتماع الثاني لمجلس رجال الأعمال الكازاخستانيين والإماراتيين.
وبدعم من سفارة جمهورية كازاخستان لدى دولة الإمارات عقد في 24 أكتوبر 2011 في أبوظبي منتدى متخصص لرجال الأعمال، بهدف تعزيز وتطوير التعاون الاستثماري بين كازاخستان وبلدان الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.
وكان الهدف الرئيسي لهذا المنتدى أن يتعرف المستثمرون الأجانب على المشاريع المبتكرة، في إطار البرنامج الحكومي للتنمية الصناعية المبتكرة السريعة لكازاخستان في 2010-2014.
ويولي البلدان اهتماما كبيرا، بالتعاون في المجالات الثقافية والإنسانية ففي الفترة ما بين 16 و17 مارس 2009 عقدت أيام الثقافة الكازاخستانية في دولة الإمارات ونظم حفل موسيقي للفنانين الكازاخستانيين عرضت فيه الأغاني والرقصات الشعبية، بالإضافة إلى عروض الأوركسترا الأكاديمية «أوترار سازي» وفرقة أكاديمية المسرح الوطني والأوركسترا الموسيقية وأداء مجموعة من الفنانين للعزف على الآلات الموسيقية التقليدية.
وأشار سفير كازاخستان في ختام كلمته إلى أن التعاون بين البلدين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، يتميز بعلاقات الصداقة الوثيقة وتشهد العلاقات بين جمهورية كازاخستان ودولة الإمارات تطورات مستمرة على كافة الصعد والمجالات، بما في ذلك السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والإنسانية.
عدد اليوم
