تامر عبد الحميد (دبي)
اعتادت الكاتبة والمخرجة السينمائية الإماراتية نجوم الغانم أن تختار شخصيات أدبية وشعبية كي تبني معها عمارة سينمائية وثائقية، منها أفلام «المريد» و«حمامة» و«أمل» و«أحمر أزرق أصفر»، حيث لاحقت أناساً معنيين بالهم الثقافي والإنساني العام، وأسست مع كل واحد منهم علاقة حيوية وحسية جميلة، وبعد أن عرض لها فيلم «صوت البحر» ضمن فعاليات مهرجان «أبوظبي السينمائي» في دورته الماضية، سارت الغانم على سجادة «دبي السينمائي» الحمراء مع أبطال فيلمها الوثائقي «سماء قريبة» الذي عرض ضمن فعاليات المهرجان، والذي نال إشادة الجمهور والإعلام والنقاد معاً.
بصمة وثقة
وقالت الغانم: على مدى السنوات الأخيرة تركت أفلامي بصمة ونوعاً من الثقة عند الناس، وأصبح لديهم الفضول لكي يحضروا ويشاهدوا الإنتاج والإخراج الجديد لي، إضافة إلى حماستهم لدخولهم في تجربة إنسانية وفنية وثقافية مختلفة، لافتة إلى أن ردود الأفعال التي تلقتها بعد عرض فيلم «سماء قريبة» كانت إيجابية جداً سواء من نقاد أو صناع سينما أو الجمهور المتذوق لعالم الفن السابع.
وتابعت: لا أنكر أنني أعيش في حالة سعادة كبيرة، لاسيما أنه عرض لي فيلمان في عام واحد، الأمر الذي قلما يتكرر، وهذا إن دل، فيدل على اختياراتي الصحيحة والدقيقة، وقطف ثمرة التعب والجهد الذي أبذله في أعمالي الفنية حتى تخرج بهذه الصورة إلى الناس.
وأوضحت نجوم أنه كان من الصعب عليها إنجاز فيلمين في عام واحد، خصوصاً أنها مسألة مرهقة جداً، لكن ما ساعدها أنها بدأت تصوير «سماء قريبة» في عام 2012، وكان هناك بعض المشاهد البسيطة التي انتهت منها في 2014، لذلك تمكنت من تحضير مادة الفيلم كاملة لترشيحها لمهرجان دبي، مشيرة إلى أنه في هذا الوقت حصلت على الدعم من مهرجان أبوظبي لتنفيذ فيلم «صوت البحر»، الأمر الذي جاء في صالحها لإنجاز الفيلمين.
تميز وتفرد
وعن فيلم «سماء قريبة» قالت: حققت حلمي من خلال السيدة فاطمة بنت علي الهاملي بإخراج أحد الأفلام البدوية الذي تصور مشاهده داخل الصحراء، إذ وجدت الفرصة عندما التقيت بهذه المرأة البدوية الجريئة التي حظيت بصيت محلي وإقليمي، في فترة زمنية قياسية، نظراً كونها أول إماراتية تتواجد بشكل ميداني في مزادات ومسابقات مزاينة الإبل، موجهة شكرها لمهرجان دبي السينمائي الذي دعمها من خلال صندوق «إنجاز»، لإنجاز هذا الفيلم الذي يحكي مشوار امرأة أصبح مشهوداً لها بالتميز والتفرد، خصوصاً في مضمار مزاينة «الإبل».
كاريزما خاصة
وحول تعاونها مع فاطمة وكيفية إقناعها بتصوير الفيلم وحضور فعاليات مهرجان دبي قالت نجوم: يجب أن أعترف أن فاطمة امرأة جريئة وقوية جداً، ولديها «كاريزما» خاصة بها، وحققت إنجازات في مجالها وعالمها الخاص بـ «الإبل»، مصرحة أن في بداية الأمر لم يكن الأمر سهلاً لإقناعها، لكنها وثقت فيها بعد عدة جلسات عمل معها، لكي تشرح لها تفاصيل وفكرة الفيلم وكيفية تصويره، وكانت هذه الثقة تزداد بينهما من فترة لأخرى، خصوصاً أنهما صورتا الفيلم في عامين تقريباً، الأمر الذي جعل فاطمة تقتنع تماماً بكل مقترحاتها، ما جعلها توافق على مجيئها إلى دبي السينمائي.
عدد اليوم
