الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سموم المضادات الحيوية في الأعلاف الحيوانية تسبب سرطان الكبد

سموم المضادات الحيوية في الأعلاف الحيوانية تسبب سرطان الكبد
9 مارس 2008 03:28
حذر خبراء وأطباء بيطريون من خطورة آثار سموم الفطريات والمضادات الحيوية الموجودة في أعلاف الحيوانات على صحة الإنسان وأثبتت الأبحاث العلمية أن هذه المواد تنتقل مع اللحوم ومنتجات الألبان وتؤدي إلى تكوين سلالات من البكتريا المقاومة ''المعندة'' تعمل على إضعاف جهاز المناعة في الجسم والإصابة بسرطان الكبد والتأثير على الكفاءة التناسلية للرجل والمرأة على حد سواء· وعقدت ندوة علمية في العين الاسبوع الماضي ناقشت آثار زيادة نسبة السموم في الفطريات والمضادات الحيوية في الأعلاف· وقال أحمد اليبهوني مدير ادارة الانتاج الزراعي في دائرة البلديات والزراعة ـ في العين ''إن وزارة الزراعة تقوم بكافة الاجراءات والتدابير لإحكام الرقابة على دخول كافة الأدوية البيطرية والمضادات التي تدخل في الاعلاف وإخضاعها للفحص والتحليل في المختبرات التابعة للوزارة للتأكد من عدم تجاوز النسب والمعدلات المسموح بها عالميا في هذا الشأن· وأكد الخبراء والأطباء البيطريون على ضرورة تفعيل الإجراءات والآليات الكفيلة برصد الآثار الخطيرة لهذه المواد على صحة الإنسان وعدم زيادة نسبة السموم الفطرية المسموح بها في الأعلاف والتي تتراوح بين 20 ، 100 جزء في المليون وتوفير البدائل الطبيعية للمضادات لتلافي مضاعفاتها الخطيرة على صحة الإنسان· وضرورة إحكام الرقابة على منتجي أعلاف الدواجن وتكثيف الجهود لتوعية مربي الحيوانات بالطرق السليمة لتخزين الأعلاف حتى لا تتعرض للفساد وإيجاد القوانين والتشريعات التي تحد من استخدام المضادات في الأعلاف أسوة بدول الاتحاد الأوروبي التي أصدرت قانونا يحظر استخدامها بالدول الأعضاء اعتبارا من أول يناير ·2006 ويبلغ معدل المضادات الحيوية ''السموم'' المسموح بها في الأعلاف التي تتغذى عليها الحيوانات المدرة للحليب 20 جزءا في المليون بينما يبلغ، 100 جزء في المليون بالنسبة للأعلاف التي تتغذى عليها الحيوانات التي تؤكل لحومها·· ومن المفترض وجود مختبر في كل مصنع للأعلاف لقياس تلك النسب في الإنتاج والتأكد من عدم تجاوزها· البكتريا ''المعندة'' وأكد الدكتور خالد عباس الطرابيلي أستاذ علم الأحياء الدقيقة المشارك بقسم علوم الحياة بكلية العلوم في جامعة الإمارات على خطورة المضادات الحيوية في الأعلاف والتي أثبتت الأبحاث العلمية أنها تؤدي إلى تكوين سلالات من البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية التي يتناولها الإنسان يطلق عليها البكتريا ''المعندة'' وهى بكتريا خطيرة جدا لا تجدي معها المضادات الموجودة في الأسواق بعد أن فقدت فعاليتها· وأضاف أن المشكلة لها أبعاد أخرى أكثر خطورة في الدول الفقيرة التي تعاني من شح الإمكانيات العلاجية وانخفاض مستوى المعيشة مما يحول دون استكمال المرضى للدورة العلاجية مما يؤدي إلى القضاء على الميكروبات الضعيفة فقط بينما تبقى الميكروبات القوية وتزداد فعاليتها مما يتطلب إعطاء المريض جرعات إضافية أقوى من المضادات الحيوية للقضاء عليها وهو ما يلحق ضررا كبيرا بصحة المريض في كل الأحوال· وحذر الطرابيلي من مغبة الاستهانة بهذه المشكلة والتقليل من شأنها مما يؤدي إلى تعاظم المقاومة المضادة أو البكتريا ''المعندة'' داخل جسم الإنسان بفعل انتقال المضادات الحيوية في الأعلاف عبر منتجات اللحوم والألبان من الحيوان إلى الإنسان الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى فقدان الجسم للمناعة المقاومة للأمراض والعودة إلى الوراء مائة عام قبل أن يتم اكتشاف ''البنسلين'' الذي حقق نقلة نوعية كبرى على صعيد مقاومة الأمراض مشيدا في هذا الصدد بالجهود الكبيرة التي يقوم بها جهاز أبوظبى للرقابة الغذائية الذي يمتلك أجهزة متقدمة للكشف عن وجود السموم الفطرية في الأعلاف ومعدلاتها· الرقابة وشدد الطرابيلي على ضرورة إيجاد الآليات الكفيلة بإحكام الرقابة على منتجي أعلاف الدواجن تحديدا والتأكد من خلوها من المضادات الحيوية حتى لا يؤدي تراكمها داخل جسم الإنسان إلى تكوين البكتريا ''المعندة'' التي تبطل مفعول المضادات الحيوية الموجودة في الأسواق والتي يتناولها الإنسان للعلاج من الأمراض· المكسرات وفيما يتعلق بسموم الفطريات أوضح أستاذ علم الأحياء الدقيقة المشارك بجامعة الإمارات أن وجودها لا يقتصر فقط على الأعلاف إنما تتواجد أيضا في الطحين وفي الفستق والبندق وغيرهما من أنواع المكسرات التي تتعرض لسوء التخزين خاصة في ظل ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة العالية مشيرا إلى أن الآثار الصحية الخطيرة التي تنجم عن زيادة نسبة هذه السموم عن معدلاتها في الأعلاف يترتب عليها خسائر مادية كبيرة· سوء تخزين الأعلاف ودعا الدكتور مصطفى محمد علي مدير المختبر البيطري بدائرة البلديات والزراعة ـ قطاع الزراعة في العين إلى ضرورة التركيز على برامج التوعية والإرشاد لتبصير أصحاب الحيوانات وتعريفهم بالطرق السليمة لتخزين الأعلاف حتى لا تتعرض للفساد والتلف بفعل الحرارة والرطوبة· ولفت إلى أن الاعتماد على الجت والرودس بشكل أساسي في تغذية الحيوانات التي يمتلكها المواطنون خاصة من أصحاب المزارع المتوسطة والصغيرة يبدد كثيرا من المخاوف بارتفاع نسبة سموم الفطريات فيها عكس نوعيات الأعلاف التي تنتجها المصانع والتي تحتوي على نسبة عالية من المواد الكربوهيدراتية والدهنية مما يجعلها عرضة للتلف في حالة تخزينها بشكل خاطئ وهو ما يستوجب معه زيادة درجة الوعي لدى أصحاب حظائر الدواجن والحيوانات الكبيرة والقائمين عليها لأنها تعتمد بشكل أساسي على إنتاج المصانع من الأعلاف· نواة التمر كشفالدكتور مصطفى محمد علي عن بحث يعكف عليه الآن يهدف إلى إيجاد نوع من هذه المضادات الطبيعية من خلال بعض العناصر الموجودة في نواة التمر حيث ثبت علميا من خلال تحليل هذه النواة احتواؤها على إنزيمات عالية مقاومة للبكتريا ومن بدائل ''المحفزات'' الكيماوية كذلك يوجد هناك بعض العناصر الغذائية الأخرى والأحماض الأمينية التي تمتلك قدرة كبيرة على مقاومة البكتريا الموجودة بكثرة داخل أمعاء الحيوان· ضوابط ومعايير ملزمة أوضح أسامة العرجاني ''طبيب بيطري'' إلى أن العديد من الدول تنبهت الآن إلى خطورة المضادات الحيوية أو ''المحفزات'' التي تعطى للحيوان مباشرة عن طريق الفم أو تخلط مع طعامه لأنها ''كما ثبت علميا'' تؤدي إلى تكوين ترسبات داخل جسم الحيوانات تضر بصحة الإنسان· وأشار إلى أن دول الاتحاد الأوربي وبعد جدل واسع حول أخطار هذه المضادات استمر لسنوات حسمت أمرها بإصدار قانون يحظر على مربي الحيوانات بدول الاتحاد استخدام هذه المضادات اعتبارا من أول يناير 2006 بعد أن ثبت علميا أن لتلك المضادات آثارا جانبية خطيرة على صحة الإنسان· ولجأت دول الاتحاد الأوروبي على إثر ذلك إلى توفير مضادات طبيعية تسمى ''البروبيوتيك'' لها نفس خصائص المضادات الحيوية ولا تشكل خطرا على صحة الإنسان وهي عبارة عن أنواع من البكتريا النافعة التي تتواجد بشكل طبيعي في الجهاز الهضمي للحيوان· وحول رؤيته لمدى إمكانية إيجاد ضوابط ومعايير ملزمة تحد من استخدام هذه المضادات الحيوية الضارة على مستوى الدولة أوضح العرجاني أن هناك اهتماما كبيرا وملحوظا بهذه القضية حيث بادرت بعض الهيئات والجهات المعنية وعلى رأسها جهاز أبوظبى للرقابة الغذائية بتنظيم ورش عمل وندوات علمية حول أخطار المضادات الحيوية وسموم الفطريات الموجودة في الأعلاف على صحة مستهلكي اللحوم والألبان· وأسفرت هذه الجهود عن بعض المقترحات والتوصيات التي تؤكد ضرورة توسيع دائرة البحث لرصد أبعاد آثار السموم وتوفير البدائل الطبيعية للمضادات الحيوية لتلافي مضاعفاتها الخطيرة على صحة الإنسان والإفادة من تجربة الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن مشيرا إلى أن هناك عددا من شركات القطاع الخاص تقوم الآن بالتعامل مع هذه المضادات الطبيعية وإخضاعها للبحث والتجريب بغرض توسيع دائرة استخدامها وتعميم الفائدة المرجوة منها· وتطرق إلى سموم الفطريات الموجودة في الأعلاف لافتا إلى أنها تربو على 400 سم فطري وتكمن خطورتها في تأثيرها على كبد الإنسان إذا زادت عن معدل معين وهنا يأتي دور المختبرات التابعة للجهات المعنية خصوصا البلديات والتي تقوم بجهد وافر في فحص عينات الأعلاف للتأكد من عدم تجاوز سموم الفطريات النسب والمعدلات المسموح بها· تبديد المخاوف قلل أسامة العرجاني من أهمية المخاوف المتزايدة من المضاعفات الصحية الخطيرة المترتبة على ارتفاع نسبة سموم الفطريات في الأعلاف على صحة الإنسان لافتا إلى الجهود الكبيرة التي تقوم بها الجهات المعنية خاصة المختبرات الموجودة في البلديات في فحص وتحليل عينات الأعلاف للتأكد من عدم زيادة نسبة سموم الفطريات فيها عن المعدلات المسموح بها عالميا· ويتطرق مدير المختبر البيطري بدائرة الزراعة في العين إلى مشكلة المضادات الحيوية في الأعلاف وآثارها الصحية الخطيرة على صحة الإنسان مشيرا إلى أن المشكلة تكمن في لجوء أصحاب حظائر الدواجن والحيوانات إلى خلط مادة ''البريمكس'' وهى عبارة عن مضاد حيوي مع الأعلاف لعلاجها من البكتريا الضارة التي تتسبب في إصابتها بالأمراض وتعيق نموها خاصة في حالة الدواجن· ويلجا أصحاب المزارع الكبيرة إلى استعمال ''البريمكس'' بصفة منتظمة لحماية دواجنهم وزيادة إنتاجيتها مشيرا إلى أن الجهات المعنية بالدولة وعلى رأسها وزارة البيئة والمياه ''الزراعة والثروة الحيوانية'' تقوم بجهد كبير ووافر من أجل إحكام الرقابة على دخول كافة الأدوية والمستلزمات الطبية البيطرية وإخضاعها للتحاليل والفحوصات المخبرية الدقيقة لرصد أي تأثير ضار لها على صحة الإنسان· الاسبروجلس الافلاتوكسين أشار الدكتور إبراهيم الششتاوي أستاذ مشارك تغذية الأسماك بكلية الأغذية والزراعة بجامعة الإمارات إلى أن سموم الفطريات تنتقل من النبات إلى الحيوان، ومن أخطر أنواع هذه الفطريات هو فطر ''اسبروجلس'' والذي يفرز بدوره مادة ''الافلاتوكسين'' التي تسبب سرطان الكبد· وتتوفر هذه المادة في الأعلاف التي تتعرض للتلف والفساد بسبب سوء التخزين وتلك مشكلة يصعب علاجها· وأضاف أن علاج المشاكل المترتبة على وجود هذه الفطريات لا يتحقق إلا بتوفيرأعلاف خالية من الفطريات وهذا أمر صعب نظرا لارتفاع قيمة هذه الأعلاف لتكلفتها العالية مشددا على أهمية دور جهاز أبوظبى للرقابة الغذائية في رصد ومتابعة مدى وجود هذه الفطريات في الأعلاف والأضرار الصحية التي تسببها للإنسان والحيوان على حد سواء· ويرى الدكتور الششتاوي أن التركيز على المضادات الطبيعية التي تعالج البكتريا التي تعيق النمو في الحيوان هو الحل الأمثل لتلافي الآثار الجانبية للمضادات الكيماوية·
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©