الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القمة الخليجية.. الأهمية الاستثنائية

القمة الخليجية.. الأهمية الاستثنائية
15 ديسمبر 2014 20:49
القمة الخليجية.. الأهمية الاستثنائية يقول د. أحمد يوسف أحمد إن قمة الدوحة تصدت للتحديات التي تواجهها المنطقة وتناولت كافة القضايا التي تتضمنها عملية تعزيز مسيرة مجلس التعاون... لا شك في الأهمية الاستثنائية لقمة الدوحة الأخيرة بسبب الملابسات الداخلية والخارجية التي سبقت انعقادها. أما الداخلية فيقصد بها التطورات التي لحقت بالعلاقات بين السعودية والإمارات والبحرين من جانب وقطر من جانب آخر، وقد زرعت تلك التطورات في حينها بذور الشك للمرة الأولى منذ تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية في أنه قد يكون، لا قدر الله، بسبيله إلى دخول المسار نفسه الذي انزلقت إليه تجمعات عربية أخرى نشأت بعده ولم تستمر أو تجمدت، فبعد أقل قليلاً من مرور عقد على تأسيس المجلس نشأ في فبراير 1989 تجمعان آخران هما مجلس التعاون العربي وضم كلاً من العراق ومصر والأردن واليمن والاتحاد المغاربي وضم كافة دول شمال أفريقيا عدا مصر. وقد انطوى مجلس التعاون العربي منذ بدايته على تناقضات أفضت إلى سرعة فنائه، فكان العراق يهدف أساساً إلى طي مصر تحت جناحه ليستكمل مقومات القيادة في الوطن العربي، وكانت مصر تريد أن تستقوي بالعراق لاستكمال عودتها إلى الإطار العربي، وكان الأردن يريد الاستقواء بالعراق ضد إسرائيل وسوريا معاً، وأخيراً كان اليمن يريد الاستقواء بالمجلس أيضاً، ولذا فإن المجلس لم يجمعه هدف مشترك وبدأ تعثره مبكراً إلى أن قضى عليه القرار الكارثي بغزو الكويت. أما الاتحاد المغاربي فقد كانت هناك فكرة تجمعه كما أن بيئته الدولية المتمثلة في الاتحاد الأوروبي كانت تؤيده، إلا أنه تجمد تماماً بعد ذلك على رغم كافة محاولات إحيائه، لكن الحكمة الخليجية سادت، وتم تحقيق المصالحة قبيل انعقاد قمة الدوحة ولولا هذه المصالحة لما عقدت القمة في الدوحة أصلاً. بعد تقرير الكونجرس: التعذيب من بديهيات السلطة يقول عبدالوهاب بدرخان : مرّت أعوام عدّة ونحن نسمع ونقرأ روايات عن السجون السرّية و«الاستجوابات الشديدة» فيها لمعتقلين في إطار «الحرب على الإرهاب»، وشاهدنا أفلاماً هوليوودية ومسلسلات أميركية عن أساليب التعذيب وقصص مخزية واكبتها خصوصاً عندما يكون المعتقل ضحية خطأ أو تشابه في الأسماء. لذلك كان الانطباع العام، بعد إصدار الكونجرس تقريره عن ممارسات وكالة الاستخبارات الأميركية، أن معظم ما ورد فيه معروف. ومع ذلك شكّل جمع عناصر المشهد في كبسولة واحدة نوعاً من الصدمة، فالأمر ليس أفلاماً وحكايات متخيلة، بل إنه الواقع كما هو: فضيحة من بطولة «سي. آي. إيه» عصب النظام، واتهام من الكونجرس، كبرى مؤسسات النظام. أميركا تفضح أميركا. الوقوف على شرفة المستقبل يقول د. عبدالحق عزوزي : نجح مركز الإمارات للدراسات في إنتاج عقل استراتيجي سياسي عربي حداثي قادر على أن يقارب ويتفاعل نظرياً وعملياً مع المعضلات السياسية الدولية. لا يختلف اثنان على أن القيادات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العديد من دول العالم، خاصة الغربية منها، تتأثر بما تقدمه مراكز الأبحاث الفكرية من دراسات وتقارير، بل إنها تؤثر، كما سبق أن كتبتُ هنا في جريدة «الاتحاد» الغراء، على الرأي العام عن طريق مجموعة من الأساليب المتقنة. وإذا أخذنا مثال الولايات المتحدة الأميركية، فإن الإحصائيات تشير إلى أنها تتوفر على ما يزيد على 1400 مركز ومؤسسة تُعنى بالعلاقات الدولية، منها مؤسسات تقدم دراسات وأبحاثاً متخصصة في القضايا السياسية كـ«مجلس العلاقات الخارجية» الذي يصدر دورية شهرية هي «شؤون خارجية»، ومنها مراكز الضغط السياسية التي تستخدم نتائج أبحاثها للضغط على الإدارات الأميركية في صناعة القرار كـ«مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» الذي يضم نخبة من السياسيين والأكاديميين البارزين كهنري كسنجر وهارولد براون.. الخ؛ وهناك مراكز خلقت للدفاع عن مصالح إسرائيل كـ«معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي للدعاية لإسرائيل في المجالات الأمنية والعسكرية أو ما يسمى بالأذرع الفكرية الإسرائيلية في واشنطن، وهذه المراكز تتوفر على إمكانيات مادية وبشرية ضخمة وتؤثر بشكل جلي على السياسة الخارجية الأميركية. النمو أهم من التغير المناخي يقول كريستوفر فلافيل: ألقت محادثات الأمم المتحدة حول المناخ التي نظمت في العاصمة البيروفية ليما، الضوء على نقطتين بالغتي الأهمية فيما يتعلق بظاهرة التغير المناخي. تكمن الأولى في أن معظم الدول السائرة في طريق النمو لا تستجيب للتوصيات المتعلقة بالظاهرة. وتتعلق الثانية في أن الدول النامية تريد من الدول الغنية أن تزوّدها بأموال أكثر حتى تتمكن من التعايش مع التغيرات التي يشهدها كوكبنا. ويدفعنا هذا إلى طرح التساؤل: هل هذا هو الوقت المناسب للتهرّب من هاتين الحقيقتين معاً؟ وهل يتحتم على الدول الغنية أن تطلب من الدول الفقيرة تخفيض معدل الانبعاثات الكربونية مقابل تقديم المساعدات المالية والتقنية الخاصة بالتصدي للتغير المناخي؟ الحالة العربية والمتغيرات العظمى يقول د. طيب تيزيني : أُحيّي العاملين في مراكز البحوث، فمقاربة كافة تحولات المرحلة هي المطلب، ويتطلب الأمر كثيراً من البحث والجهد. هي مرحلة ولُود ربما على نحو غير مسبوق في العالم، تلك التي تمر وتعصف بنا جميعاً. وعلى غير ما توقعه فوكوياما، حين أعلن أن العالم بلغ في تغيراته الكبرى، منتهاه بالصيغة الغربية العولمية! مما يتحتم معه على البلدان والشعوب الأخرى أن تسارع للبحث عن مكان لها في الخريطة العالمية الجديدة، فإن الأمور داخلاً وخارجاً تسلك مسلكاً قد يكون مُوارباً جداً عن ذاك، فقد بدأ السّرب يخرج عن مساره ويبحث عن آخر في مجرى العالم كله، بعد أن بدأ في الولايات المتحدة تحت ضربات مرعبة. وراح الأميركيون يتسابقون مع فصائل الرعب في «العالم الثالث»، الذي عرف مراحل اعتقد الناس والباحثون معها أنه فقد معالمه وسماته ووشمه مع ظهور قطبية عالمية جديدة، هي تلك التي بشر بها فوكوياما. والآن، لا نجدنا أمام قطار التاريخ الأميركي براكبيه المتميزين، ولا أمام قطبية أميركية ولا غربية جديدة، أن العالم كله لم يعد قابلاً لوضعه في تلك المواقع، لقد أفرج عن حالٍ ما آخر جديد. السودان وموسم الهجـرة إلى الجنـوب يتساءل سالم سالمين النعيمي : هل تشعُر مصر والسودان بالقلق الشديد إزاء وجود إسرائيل الثقيل في جنوب السودان ومُستقبل السلامة الإقليمية في ظِل صفقات مشبوهة لتطوير البُنية التحتية للمياه والتكنولوجيا؟ التاسع من يوليو من سنة 2011 كان مولد دولة جنوب السودان، ومنذ ذلك التاريخ، والأمم تتداعى على جنوب السودان لِنهب ثرواتِه وجعله ورقة رابِحة في مُعادلات التسويات الدولية العابرة للقارات بين الكِبار، وتطويق الدولة ووضِعها تحت رحمة شُحنة سِلاح متطورة، ودفعات مقدمة من إغراءات الثراء السريع، وتمويل وتدريب ميليشِيات الجِياع لتحويل الداخل لجحيم لا يطاق في رُؤى عمياء تعمل على الموت الإكلينيكي لمفهوم التعايش السلمي في جنوب السودان، والضغط على جيرانها في أبشع صور وأنواع الابتِزاز الجيوسياسي والاقتصادي، وذلك بعد أن احتشد التنين والكاوبوي والقيصر والمخادع السلِس والمُتحضر المُتعجرِف والمُقامِر الأحمق ورجُل الدين المرابي وتاجر الشُنطة كلٌ يسير تحت عباءة تنين أو كاوبوي، أو يختبئ في ظِلِهِم لِتقاسم ودي للنفوذ في تلك الدولة الوليدة، بل القارة لإحداث تغيير عميق في المفاهيم الجيوستراتيجية، بُغية السيطرة والهيمنة الناعِمة في حُمى الذهب والنفط والثروات الطبيعية، والمنافِذ والممرات الدُبلوماسية الحيوية في لُعبة استراتيجية، فيها حقوق الإنسان معروضة للتأجير أو البيع. من جانب آخر، يَبرُز التنافُس الأميركي - الصيني المِحْوري في السودان لِيَشعل الحُروب والنِزاعات ويضع حداً ونِهاية لها وِفق ما تقتضيه مصالِحُها، فكانا يتناوبان على مُمارسة الضغط من عدمِه على الحُكومة في الخرطوم لِوقف العُنف في دارفور، وبالرُغم من كُل العداء الظاهِر، فإن الهدف الأساسي لِواشُنطُن هو التطبيع مع الخرطوم لأهمية ذلك في صِراعِها الدولي مع الصين وفرنسا وروسيا وإسرائيل، وبصورة أقل الهِند وتُركيا وبعض الدُول الغنية الصغيرة على موارِد السودان بشماله وجنوبه ودارفور. فالتنازُلات السياسية مُقابل المكاسب الاقتصادية هي أيقونة القوى الإمبريالية التي لا تخجل من أن تتجاهل نتائج فريق محكمة العدل الدولية ولجنة منظمة العفو الدولية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©