الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جوبا تتهم الخرطوم بشن هجوم وتأخير ضخ النفط

جوبا تتهم الخرطوم بشن هجوم وتأخير ضخ النفط
22 نوفمبر 2012
سناء شاهين، وكالات (الخرطوم، جوبا) - قال جيش جنوب السودان إن الجيش السوداني شن هجوماً داخل أراضيه في ولاية شمال بحر الغزال، وحمّل رئيس دولة الجنوب سيلفا كير ميارديت الخرطوم مسؤولية تأخير ضخ النفط من دولته في المواعيد المقررة بسبب الترتيبات الأمنية. وقلل ميارديت من حديث الخرطوم عن علاقة جنوب السودان والمتمردين السودانيين في النيل الأزرق وجبال النوبة، مضيفاً: “أن الخرطوم ربما فشلت في إدارة حربها في السودان، وتتهم جنوب السودان لإيجاد شماعة لمشكلاتها”. ووضع رئيس جنوب السودان، في مقاطعة ملوط بولاية أعالي النيل، حجر الأساس لمصفاة تانقريال التي تعد الأولى في البلاد. وقال كير -لدى مخاطبته مواطني المنطقة في الاحتفال الذي نظم بمناسبة الحدث- إن إنشاء المصفاة يأتي كخطوة للاعتماد على الذات، بدلاً من تصفية النفط الجنوبي في الخارج. وكشف أن زيارته للمقاطعة تأتي لبدء العمل في الطريق الذي يربط جنوب السودان بأثيوبيا. وجدد كير قوله إن المشاكل مع السودان لم تنتهِ بعد، مضيفاً أن هناك مناطق كثيرة في شمال ولاية أعالي النيل لم يتم حسم تبعيتها حتى الآن، بالإضافة إلى عدم تنفيذ اتفاقية الحريات الأربع بين الدولتين. وأضاف أنه كان يجب استئناف ضخ النفط عبر السودان في الخامس عشر من نوفمبر الجاري، إلا أن الخرطوم رفضت فجأة وغيرت رأيها بسبب الترتيبات الأمنية، مقللا من حديث الخرطوم عن علاقة جنوب السودان والمتمردين السودانيين في النيل الأزرق وجبال النوبة. واعتبر أن الحرب في المنطقتين “مشكلة داخلية لدولة السودان، وليس لجنوب السودان يد فيها، مبيناً أن الخرطوم ربما فشلت في إدارة حربها في السودان، وتتهم جنوب السودان لإيجاد شماعة لمشكلاتها”. وجدد رئيس جنوب السودان قوله إن بلاده لا تريد الحرب مع السودان، وإنها حريصة على إنفاذ اتفاقيات التعاون مع الخرطوم، لافتاً إلى مهلة الأمم المتحدة بشأن حل قضية أبيي التي ستنتهى في التاسع من ديسمبر، مضيفاً “إننا في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع بعد انتهاء المهلة، لأن الخرطوم رفضت المقترح وقبلت به جنوب السودان”. وتتهم الخرطوم بانتظام جوبا بدعم متمردي فرع الشمال من حركة تحرير شعوب السودان في ولايتي النيل الأزرق وكردفان الجنوبي حيث جبال النوبة، قرب الحدود بين البلدين. وتنفي جوبا والمتمردون تلك الاتهامات لكن العديد من المحللين يرجحون صحتها. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية العبيد مروح أن الخرطوم أبلغت جوبا برسالة أنها مستعدة لتلقي نفط جنوب السودان. لكنه قال إن اجتماعا تقنيا عقد مؤخرا بين البلدين أثبت أن أمن المناطق الحدودية ما زال هشا ويشكل خطرا على استئناف إنتاج النفط. وأوضح المتحدث السوداني أنه “عندما اجتمع تقنيون من البلدين في الخرطوم أكدوا أنه إذا استؤنف إنتاج النفط واضطرت إلى التوقف لأسباب أمنية فإن ذلك سيؤدي إلى خسارة كبيرة للبلدين”. وقرر جنوب السودان الذي يحصل على 98 بالمئة من موارده من النفط، في يناير وقف إنتاجه متهما السودان المجاور بسرقة نفطه. وباستقلاله في يوليو 2011 ورث جنوب السودان اكبر جزء من احتياطي السودان قبل الانقسام لكن صادراته تظل مرهونة بالبنى التحتية في السودان. وبعد إعلان الانقسام حاول السودان وجنوب السودان عبثا التوصل إلى اتفاق حول الرسوم التي يجب على جوبا دفعها، فقررت الخرطوم اقتطاع جزء من الإنتاج النفطي مقابل عبوره أراضيها في أنابيبها ما أثار غضب جوبا التي قررت قطع الإنتاج. وتطرح تصريحات كير تساؤلات بشأن مصير اتفاق ابرم في سبتمبر بين الطرفين بعد أشهر من الضغوط الدولية على خلفية مخاوف من نشوب النزاع مجددا بين جوبا والخرطوم بعد معارك حدودية في نهاية مارس وبداية مايو. ويشمل الاتفاق شقا أمنيا. كذلك أعرب كير عن تشاؤمه من إمكانية احترام مهلة بداية ديسمبر التي حددها الاتحاد الأفريقي للعدوين السابقين لتسوية ملف منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا. من جانب آخر، أعلن الناطق باسم جيش جنوب السودان العقيد فيليب أقوير أن الجيش السوداني شن هجوما جديدا استهدف منطقة كير آديم بولاية شمال بحر الغزال، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص من أسرتي، بينهم طفلان وامرأتان. وقال أقوير، في تصريحات صحفية نقلتها قناة الجزيرة على موقعها الإلكتروني أمس، إن الهجوم شنته طائرة أنتينوف سودانية ظهر الاثنين، واصفا الهجوم بأنه “فاضح وخرق للاتفاقية الموقعة مع جنوب السودان في أديس أبابا”. وفي سياق منفصل، قال أقوير إن متمردين جنوبيين شنوا هجوما على معسكر للجيش الشعبي في المنطقة صباح الاثنين، واستمر القتال بين الجانبين حتى الساعة الحادية عشرة صباح الثلاثاء، موضحا أن 50 عنصرا من المليشيات قاموا بتهديد قوات الأمم المتحدة الموجودة بالمنطقة. وأكد أن الجيش الشعبي استطاع طرد قوات تلك المليشيات بعد هجوم نفذه ضدها، لافتا إلى أن الأسلحة التي تم ضبطها من المليشيات الهاربة “كانت قادمة من الخرطوم”. وأكد أقوير مقتل 19 متمردا جنوبيا على الأقل في الهجوم بعدما شنت قوات جنوب السودان الاثنين هجوما على قاعدة المتمردين بقيادة ديفيد ياو ياو الذي يقاتل سلطات جوبا بجونقلي، أكبر ولاية في البلاد. ويقدر مركز الابحاث المستقل سمول ارمز سورفي عديد رجاله بما بين خمسين إلى 300 لكنه يعتبره قادرا على تجنيد ثلاثة آلاف رجل بين شبان اتنية المورلي في منطقة بيبور التي تعتبر معقله. وقال أقوير انه “عثر على 15 جثة في ساحة المعركة، وعلى أربع جثث لاحقا” مؤكدا “فقدنا رجلا في المعركة وجرح أربعة آخرون”. وقد أشهر ديفيد ياو ياو الذي كان أستاذا في اللاهوت وموظفا، السلاح في وجه جوبا بعد أن خسر انتخابات محلية في جونقلي في أبريل 2010 أمام مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان”، حركة التمرد في جنوب السودان سابقا التي قاتلت الخرطوم خلال الحرب الأهلية وأصبحت تحكم البلاد في جوبا. ووافق ياو ياو الذي ينتمي إلى اتنية المورلي، على عفو في يونيو 2011 قبل شهر من إعلان جنوب السودان استقلاله رسميا لكنه عاد إلى التمرد في أبريل الماضي. ونددت منظمتا هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية مؤخرا بانتهاكات حقوق الإنسان - لاسيما جرائم قتل وتعذيب واغتصاب - ارتكبت خلال قمع أنصار مفترضين لمتمردين جونقلي، أحد اكبر ساحات القتال في الحرب الأهلية بين حركة تمرد جنوب السودان، وجيش الخرطوم بين1983 و2005. واتهمت إثنية المورلي بأنها حاربت المتردين الجنوبيين في ميليشيات موالية للخرطوم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©