الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

أبو عمرو البصري.. سيد القراء

10 ديسمبر 2015 22:23
أحمد مراد (القاهرة) هو زبان بن العلاء بن عمار بن العريان، المعروف بـ «أبي عمرو البصري»، ولد سنة 70 هجرية بمكة، وعاش في البصرة. تميز أبو عمرو البصري بالفصاحة، وسعة العلم، والزهد، وكان من أشراف العرب، وروي عنه أنه كان يختم القرآن كل ثلاثة أيام. تلقى أبو عمرو البصري القراءة عن أهل الحجاز، وأهل البصرة والكوفة، وليس في القراء السبعة أكثر شيوخا منه، فقرأ القرآن بمكة على سعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة بن خالد مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، وعبدالله بن كثير، وقرأ في المدينة على أبي جعفر يزيد بن القعقاع، ويزيد بن رومان، وشيبة بن نصاح، وقرأ بالبصرة على يحيى بن يعمر، ونصر بن عاصم، والحسن البصري، وغيرهم، وقرأ بالكوفة على عاصم بن أبي النجود. ويعد أبو عمرو البصري شيخ القراءة والعربية في زمانه، برز في الحروف، وفي النحو، وكان من أعلم الناس بالقراءات والعربية والشعر، وأيام العرب، وكانت دفاتره ملء بيت إلى السقف. وروى أبو العيناء عن الأصمعي، قال لي أبو عمرو بن العلاء، لو تهيأ أن أفرغ ما في صدري من العلم في صدرك لفعلت، ولقد حفظت في علم القرآن أشياء لو كتبت ما قَدر الأعمش على حملها، ولولا أن ليس لي أن أقرأَ إلا بما قرِئ لقرأت حرف كذا، وذكر حروفا. وقال يحيى اليزيدي: كان أبو عمرو قد عرف القراءات، فقرأ من كل قراءة بأحسنها، وبما يختار العرب، وبما بلغه من لغة النبي صلى الله عليه وسلم وجاء تصديقه في كتاب الله عز وجل. وكان اختياره في قراءته التخفيف والتسهيل ما وجد إليه سبيلا، وقد أطبق الناس على قراءته، وكانوا يشبهونها بقراءة ابن مسعود، وكان بعضهم يوصي بعضا بقراءته، وقد انتشرت قراءة أبي عمرو البصري في فترة من الفترات خارج حدود البصرة، فهذا ابن الجزري يحكي حال زمانه، فيقول: فالقراءة التي عليها الناس اليوم بالشام والحجاز واليمن ومصر هي قراءة أبي عمرو. قال أبو بكر بن مجاهد: كان أبو عمرو مقدما في عصره، عالما بالقراءة، قدوة في العلم باللغة، إمام الناس في العربية، متمسكا بالآثار، لا يكاد يخالف في اختياره ما جاء عن الأئمة قبله، متواضعا في علمه، قرأ على أهل الحجاز، وسلك في القراءة طريقهم، ولم تزل العلماء في زمانه تعرف له تقدمه وتقر له بفضله، وكان حسن الاختيار، سهل القراءة، غير متكلف، يؤثر التخفيف ما وجد إليه السبيل. قال عبدالوارث: حججت سنة من السنين مع أبي عمرو بن العلاء وكان رفيقي، فمررنا ببعض المنازل، فقال: قم بنا فمشيت معه، فأقعدني عند ميل، وقال لي: لا تبرح حتى أجيك، وكان منزل قفر لا ماء فيه، فاحتبس علي ساعةً، فاغتممت فقمت أقفيه الأثر، فإذا هو في مكان لا ماء فيه، فإذا عين وهو يتوضأ للصلاة، فنظر إلي، فقال: يا عبد الوارث اكتم علي ولا تحدث بما رأيت أحدا، فقلت: نعم يا سيد القراء، قال عبد الوارث: فو الله ما حدثت به أحدا حتى مات. لما حضرت الوفاة أبا عمرو كان يغشى عليه ويفيق، فأفاق من غشية له، فإذا ابنه بشر يبكي، فقال: ما يبكيك وقد أتت علي أربع وثمانون سنة، وكانت وفاته سنة 154.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©