الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الفِرق الحمراء»

10 ديسمبر 2015 22:32
وصل الإرهابيون إلى شاطئ ميناء «ساوث ستريت» وانتشروا في أنحاء ولاية مانهاتن الأميركية على الأقدام وفي سيارات أجرة، وفجّروا قنابل وأطلقوا النيران على مدنيين في محطة القطارات المركزية الكبرى، واحتجزوا رهائن في «ميدان هيرالد».. وبعد فوات الأوان أدركت السلطات أن عملية احتجاز الرهائن لم تكن سوى عملية تشويش لتمكين متآمرين آخرين من ذبح أشخاص في فنادق فارهة على بعد عشرات المباني. وسرعان ما أصبح قسم شرطة مدينة نيويورك، المهزوم، خالياً من القوات لنشرها. وبالطبع، هذه الأحداث مجرد خيال، وإن كان الفشل حقيقيا، كما يتصور «ميكاه زينكو» في كتابه الجديد «الفريق الأحمر.. كيف ننجح بالتفكير مثل العدو». ويسلط الكتاب الضوء على نتائج تدريبات محاكاة أجرتها شرطة نيويورك عام 2008، بعد أسبوع على هجوم مروّع شنه 10 مسلحين تابعين لجماعة «لاشقر طيبة» الإرهابية في مدينة مومباي الهندية على مجموعة من الفنادق الفاخرة ومحطة قطار ومركز يهودي ومقهى وأماكن أخرى، باستخدام قنابل وبنادق كلاشينكوف، ما أسفر عن مصرع 170 شخصاً. ويشير «زينكو» إلى أن هجمات مومباي كانت السيناريو الكارثي المحتمل، وقد اعتمدت عليه نماذج تدريبات إضافية خلال العامين التاليين. وربما يكون من غير المنصف إسقاط كتاب استغرق إعداده أربعة أعوام على أحداث تزامنت مع توقيت نشره، لكن قد يكون ذلك مغرياً، فالهجمات الإرهابية المنسقة التي وقعت في باريس يوم 13 نوفمبر الماضي، وأسفرت عن مصرع 129 شخصاً، لم تطلق فقط العنان لحرب «لا هوادة فيها»، ولكنها أيضاً أدت إلى إعادة النظر مجدداً في التفكير بشأن الاستراتيجيات الأمنية، كما أثارت المخاوف من أن تواجه الأهداف السهلة حول العالم مآسي مماثلة. ويرى «زينكو» أن الحل هو الاستعانة بأشخاص يمكنهم التفكير في ذلك. ويعيد الباحث رفيع المستوى لدى مجلس العلاقات الخارجية، تسليط الضوء على التاريخ المتقطع لـ«الفرق الحمراء»، وهي جماعات صغيرة ومحترفة من الأشخاص يتم تجنيدهم لكشف نقاط الضعف، ووضع تصورات مسبقة وتخيل ما لا يمكن تخيله، وبذل كافة الجهود لتحسين الأوضاع الأمنية والتفكير في عوالم الجيش والمخابرات والشركات. وبدأت تلك القصة قبل قرون عدة، عندما أسس الفاتيكان فرقة «مستشار الشيطان» في مواجهة تشريعات كنسية مقترحة، وصولاً إلى الحرب الباردة، عندما أوكلت مؤسسة «راند» ووزارة الدفاع الأميركية إلى «فرق حمراء» تقدير الاستراتيجيات السوفييتية والأساليب التفاوضية، وتمتد إلى ما بعد أحداث 11 سبتمبر، عندما أنشأت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «فريق الخلية الحمراء» ليخبر مدير الوكالة آنذاك «جورج تينت» بـ«ما لا يستطيع الآخرون إخباره به». وأجرى «زينكو» حوارات مع أكثر من 200 عضو في فرق حمراء، منهم قراصنة كمبيوتر، ومسؤولون بارزون في شركات، ومديرون في وكالات الاستخبارات المركزية، وجنرالات متقاعدون.. لتقييم إمكانات هذه الصناعة الصغيرة. واتضح أنهم مجموعة من الأشخاص غريبو الأطوار «يميلون لأن يصبحوا منفردين وجاحدين ومتغطرسين، ولهذا السبب يعتقدون ويتصرفون بطريقة مختلفة، ولعلها أهم المهارات الجوهرية لأفراد الفرق الحمراء». وأشار «زينكو» إلى أنهم يحتاجون إلى فهم ثقافي عميق من المؤسسات التي يساعدونها، ورغم ذلك لابد أن يبقوا مستقلين عنها، مضيفاً: «يجب أن تكون لديهم مواهب الكتابة والاختصار، وأن يكونوا متشككين في السلطة، وأن يكونوا قد عملوا في وظائف متعددة في مجالاتهم، وأن يكون لهم اطلاع داخلي على الإخفاقات المنهجية التي تساعدهم في تصور الإخفاقات المستقبلية». وائل بدران الكتاب: الفريق الأحمر المؤلف: ميكاه زينكو الناشر: بيسك بوكس تاريخ النشر: 2015
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©