الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«مهرجان الكويت».. مستقبل المسرح لأكاديميّيه

«مهرجان الكويت».. مستقبل المسرح لأكاديميّيه
10 ديسمبر 2015 22:42
عصام أبو القاسم (الكويت) تختتم مساء اليوم الجمعة فعاليات الدورة (16) من مهرجان الكويت المسرحي الذي ينظمه سنوياً المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بعد مرور عشرة أيام على انطلاقته التي شهدت مشاركة شرفية للفنان الكويتي الرائد سعد الفرج عبر مسرحيته الجماهيرية «الطمبور». ويكرم المهرجان عشرة من فناني المسرح الكويتي، وتقدم لجنة التحكيم، المكونة من جان قسيس من لبنان وعبدالله العابر وموسى آرتي من الكويت ومنال فودة من مصر وعبدالكريم الجراح من الاردن، تقريرها العام حول تجربة المهرجان ومن ثم تقدم نتائج معايناتها في العروض التي قدمت. وشهد المهرجان تقديم ثمانية عروض، أغلبها لمخرجين شباب من المتخرجين حديثاً في المعهد العالي للفنون المسرحية، مع مشاركة واحدة لمخرجة كويتية، والعروض هي: «العرس» و«عربة مليئة بالقطن»، و«المنجنيق»، و«المنطاد»، و«القلعة»، «وبلاد أزل»، و«الجندول» و«بلا غطاء». أربعة فقط من العروض الثمانية اعتمدت نصوصاً من المكتبة الكويتية، ولكن الأعمال، قدمت في معظمها باللغة العربية الفصحى، وهي جاءت متنوعة في حلولها الإخراجية ولكنها بدت محكومة بخبرة تشكيلية وأدائية ملفتة. وقد اشترك أغلبها في تناول قضايا ومسائل اجتماعية ووجودية ولكن من منظور مطلبي وحقوقي، يدعو إلى احترام كرامة الإنسان والدفاع عن قيم الحب والجمال ومقاومة كل أشكال الحجر والتخلف والظلامية، وقد صفق الجمهور كثيراً لعرض «القلعة»، الذي جاء متميزاً في شكله وموضوعه، وهو من تأليف العراقي عبد الأمير الشمخي وأخرجه الكويتي الشاب علي الحسيني. مع ذل، بدا حجم الأنشطة الموازية ضئيلاً، إذ اقتصر على ملتقى فكري إضافة إلى زيارات لبعض المتاحف والمعالم. لكن نقاشات الندوة النقدية التي كانت تعقب العروض استحوذت على مجالس الأنس في المقاهي وردهات مقر الإقامة، والتي جاءت أشبه باختبار أو محاكمة لمهارات وقدرات الممثلين والمخرجين المشاركين في العروض أكثر من كونها فضاء لتبادل أو عرض استجابات المتلقين. وبخلاف وصف مدير المهرجان الفنان صالح الحمر الذي اعتبرها «دورة المسرحيْن النخبوي والجماهيري»، بدا واضحاً أن المستقبل في المسرح الكويتي لأكاديمييه، إذ لم يقتصر حضور خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية على الإخراج والتمثيل وفنيات العرض والمداخلات الفكرية، بل امتد إلى صالة الجمهور التي كانت تحتشد يومياً بأفواج من طلاب وطالبات المسرح. وذُكرت في المداخلات العديد من التجارب المسرحية العربية الرائدة التي أسهمت انطلاقا من حقبة ستينيات وسبعينات القرن الماضي في الحراك التنويري الذي عرفه المجتمع العربي، كما تطرقت إلى ضرورة أن يركز المسرحي الخليجي على مشروعه الفني وألا ينجر إلى الخطاب السياسي المشروط بظرفيته وآنيته فيما المسرح والفن بشكل أعمّ أبقى وأكثر خلوداً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©