الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مهرجان السمحة 3».. تظاهرة تراثية تبرز علاقة الإماراتي ببيئته

«مهرجان السمحة 3».. تظاهرة تراثية تبرز علاقة الإماراتي ببيئته
23 نوفمبر 2012
مأكولات شعبية وألعاب ترفيهية ومسابقات تراثية، وغيرها من الأنشطة المميزة بثت أجواء من البهجة بين أهالي منطقة السمحة وضيوفها صباح أمس، مع انطلاق مهرجان السمحة التراثي الثالث، الذي يأتي ضمن برنامج الأنشطة والفعاليات لليوم الوطني الـ 41، التي ينظمها نادي تراث الإمارات، برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات. وركز المهرجان على إبراز العلاقة القوية التي جمعت الإماراتيين ببيئتهم، سواء علاقتهم بالبحر، متمثلا بالصيد والبحث عن اللؤلؤ أو البر، من حيث ارتباطهم بالصحراء وسفينتها الجمل. جاءت استضافة السمحة لهذه الفعاليات، التي تستمر حتى مساء الغد، ضمن احتفالات نادي تراث الإمارات باليوم الوطني، بمشاركة واسعة من طلاب وطالبات المدارس، والمراكز التابعة لنادي التراث، بالإضافة إلى أعداد غفيرة من المواطنين والمقيمين الذين حرصوا على المجيء إلى السمحة ومشاركة أهلها هذا الحدث التراثي الضخم، الذي يحقق نجاحات متتالية من عام إلى آخر، منذ انطلاقته الأولى قبل ثلاثة أعوام. موكب الخيالة من أهم ملامح مهرجان السمحة التراثي لهذا العام، المركب التراثي الضخم الذي زين مدخل ساحة الاحتفال، المقابلة لفرع نادي التراث في منطقة السمحة، والتي أبهرت الحضور بضخامتها، وأبرزت علاقة الإنسان الإماراتي بالبحر الضاربة في أعماق التاريخ، منذ عصور الغوص عن اللؤلؤ وحتى أيامنا هذه. وهناك أيضاً موكب الخيالة الذي أخذ يطوف موقع الاحتفال بمعية مجموعة من الفرسان حاملين أعلام دولة الإمارات ونادي تراث الإمارات، أما أبرز فقرات اليوم الأول، فتمثلت في الفقرة التي قدمتها إدارة التفتيش الأمني في شرطة أبوظبي، باستخدام الكلاب البوليسية، وتعريف الناس بكيفية استخدام تلك النوعية من الكلاب في التعامل مع مرتكبي الجرائم والكشف عنهم. وإلى اليمين من ساحة الاحتفال اصطف طلاب المدارس والروضات وقوفاً منتظرين دورهم في لعبة التزحلق المطاطية التي بلغ ارتفاعها نحو 8 أمتار، والتي أعطتهم الفرصة لممارسة واحدة من الألعاب التي يعشقها كثير من الأطفال، وعن هذه اللعبة، قال محمد محسن، المشرف عليها، إن كافة عناصر الآمان والسلامة متوافرة في تلك اللعبة، ما يتيح ممارستها للجميع من سن 4 إلى 12 عاماً في ممارسة النشاط والمرح بشكل آمن، وممتع في الوقت ذاته، بما تتميز به من ألوان مبهجة يحبها كثير من الأطفال. وشهد افتتاح فعاليات المهرجان علي الرميثي، النائب الثاني لرئيس مجلس الإدارة، المدير التنفيذي للأنشطة بنادي تراث الإمارات، وسعيد علي المناعي مدير إدارة الأنشطة بالإنابة بالنادي، ومجموعة من مسؤولي المدارس والروضات المشاركة، وعدد من الجهات الراعية. وأوضح محسن أن هذه اللعبة متاحة بشكل يومي على مدار أيام المهرجان من الساعة التاسعة صباحاً حتى الواحدة ظهراً، ومن الساعة الرابعة عصراً حتى التاسعة مساء حتى تتيسر الفرصة أمام أكبر عدد من الأطفال للاستمتاع بها. ركوب الهجن يعد ركوب الهجن من أهم الألوان التراثية، التي يتمتع بها المجتمع الإماراتي، فقد احتل جانباً مميزاً ضمن فعاليات المهرجان، وهو ما ظهر واضحاً من أفراد الجمهور الذين تحلقوا حول الجمال لعمل جولة قصيرة بها داخل منطقة الاحتفال ثم التقاط صوراً تذكارية معها. ومن الجهات التي أسهمت بشكل لافت في هذه الفعالية، بلدية أبوظبي التي شاركت أبناء الإمارات هذا الحدث التراثي الجميل، من خلال جناح يُعرّف بأنشطة بلدية أبوظبي التي يقدمها مركز الشهامة التابع للبلدية، عن هذه المشاركة قال محمد عبد القادر، مسؤول الجناح، إن هذه المساهمة جاءت بالتنسيق مع نادي التراث، وتلبية لدعوة قدمها النادي إلى بلدية أبوظبي للمشاركة في مهرجان السمحة، ضمن فعاليات الاحتفال باليوم الوطني الحادي والأربعين للدولة، ومن خلال التواجد في المهرجان يقوم مركز الشهامة بتقديم خدمات تعريفية بالخدمات التي تقوم بها البلدية عبر كتيبات ومطبوعات أرشادية يتم توزيعها على زوّار المهرجان. وفي المنطقة المجاورة لجناح البلدية أخذت أدوات الهجن المصنوعة بشكل يدوي مكانها وكانت من الأشياء المميزة التي عُرضت على الجمهور، وحازت إعجابه في هذه التظاهرة التراثية التي أقيمت بالتزامن مع احتفالات الدولة بالمناسبة العزيزة. إلى ذلك، لفت الرميثي إلى أن مهرجان السمحة يسعى لتوصيل رسائل عديدة للجمهور بأهمية التراث الإماراتي والحرص على الاهتمام به ووضعه في المكانة اللائقة كونه الأساس الذي نبني عليه قواعد النهوض والتقدم، وتصديقاً لمقولة المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه «من ليس له ماضي ليس له حاضر ولا مستقبل». وذكر الرميثي أن إقامة مثل هذه الفعاليات التراثية في منطقة السمحة وغيرها من المناطق التابعة لإمارة أبوظبي، يأتي بهدف توسيع نطاق المشاركة الشعبية لكل الأفراد على اختلاف أعمارهم في مثل هذه الأحداث المهمة. عروض اليولة أدوات الصيد والبحر، وكيف كان يعيش أهل البحر قديماً هي الأخرى كان لها حضورها اللافت من خلال القسم الخاص بالحياة البحرية والذي اشرف عليه الخبير التراثي بنادي التراث الوالد حثبور الرميثي، الذي ذكر أن تواجده في مهرجان السمحة جاء لتعريف الأجيال الجديدة بما كان يعيش عليه أهل البحر في الإمارات قديماً وكيف كانت وسائل معيشتهم وطرق مواجهتهم للحياة في تلك الأيام، وكذلك يقوم بشرح أن كل أدوات الصيد المستخدمة حينها كان يصنعها أهل البحر بأنفسهم، وكانت ظروفهم الاقتصادية تدفعهم إلى العمل المستمر حتى في ظل الجو الحار، ولكن السعي وراء روبيات معدودة تعينهم على الحياة، كان يدفعهم دوماً إلى العمل المستمر، ولو كان ذلك وتحت حرارة شمس قاسية. وعن دخوله عالم الصيد والبحر وإتقانه لكل فنونه، أورد الرميثي أنه تعلم البحر بالوراثة منذ أن كان في العاشرة من عمره، فالوالد والأخوال والأعمام والأشقاء يعملون جميعاً في الصيد، وأحياناً يعطي البحر خيراً كثيراً، وأحياناً يكون موسم الصيد مجهداً، ولا يأتي بمقدار ما يتوقعه الصيادون، وهو ما يظهر قدر المعاناة التي عاشها الآباء والأجداد قبل ظهور بشائر الخير في كل أرجاء الإمارات، بعد ظهور الاتحاد إلى النور بفضل جهود المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. الفنون الإماراتية المختلفة والموسيقى التراثية كان لها نصيب كبير في ساحة الاحتفالات، حيث اصطفت بعض طالبات المراكز التابعة لنادي تراث الإمارات، وقد ارتدين أزياء تراثية على هيئة علم الإمارات يلوحن بأعلام الإمارات، في حين أخذ بعض الأشبال يقدمون عروضا لليولة خلقت أجواءً تفاعلية جميلة دفعت سعيد المناعي، مدير إدارة الأنشطة بالإنابة في نادي تراث الإمارات، إلى مشاركتهم هذا اللون التراثي المميز، وسط فرحة الحضور بهذه الأجوال الجميلة التي نادراً ما تتكرر في أي مهرجان أو فعالية تشهدها الدولة. سعادة بالمشاركة أعرب مشاركون عن سعادتهم بالمشاركة في مهرجان السمحة التراثي كواحد من الفعاليات المهمة التي ينظمها نادي التراث، بمناسبة اليوم الوطني، ومنهم وئام محمد عبد الله المعلمة في روضة ياس، التي جاءت ومعها 35 من فتيات الروضة، ليقضين يوما تراثياً ترفيهياً جميلاً يعرفون من خلاله الكثير عن عادات وتقاليد الأجداد بشكل سهل ومباشر، وهو ما يخلق نوعا من التواصل الروحي الإيجابي بينهم وبين كل ما تركه الأجداد من تراث وموروث شعبي قامت عليه نهضة الإمارات التي يشهد لها الجميع. تفاعل إيجابي أوضح علي الرميثي، النائب الثاني لرئيس مجلس الإدارة، المدير التنفيذي للأنشطة بنادي تراث الإمارات أن ما يميز مهرجان السمحة التراثي هو أن كل أنشطته قامت بمشاركة مجتمعية واسعة، سواء من جانب المؤسسات أو الأفراد العاديين والأسر التي توافدت لمتابعة فعاليات المهرجان المستمرة على مدار ثلاثة أيام، وهو ما عكس مدى التفاعل الإيجابي بين أنشطة نادي تراث الإمارات والمؤسسات المجتمعية المختلفة، مثل الشرطة وبلدية أبوظبي وغيرها من مؤسسات الدولة، وهو ما يستحق الشكر والتقدير، خاصة وأن هذه المشاركة أسهمت بشكل لافت في نجاح مهرجان السمحة التراثي وجعلت منه كرنفالاً تراثياً فريداً. كما أن المهرجان يجمع بين فعالياته بين الماضي والحاضر في بقعة مكانية محدودة، من خلال إتاحة الفرصة للأجيال الجديدة لمعرفة تاريخ بلدهم ومفرداته التراثية ومعايشتها عن قرب، وهذا في حد ذاته واحد من أهم الأهداف التي يسعى نادي تراث الإمارات لتحقيقها عبر أنشطته العديدة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©