الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عتيج الصوف ولا يديد البريسِم

عتيج الصوف ولا يديد البريسِم
9 مارس 2008 04:15
جلبت شقيقتي معها من السوق مجموعة من الأثواب والعباءات الجديدة ومستلزمات أخرى تحتاجها وشقيقاتي الأخريات لمناسبة فرح قريبة لنا، وكانت سعيدة بما جلبته لها وللشقيقات، فجلست تطلعني وجدي على المشتريات، إلى حين نزول والدتنا من حجرتها، مترقبة بتحفز تعليق جدنا لأنها تأنس في العادة إلى رأيه· يبدو أن نظراته الفاحصة لم تسعدها كثيراً على الرغم من أنه أخبرها بأن بعض الأثواب جميلة حقاً وألوانها هادئة وذوقها في الاختيار راقٍ، لكن ربما لديها أثواب جميلة ومقبولة أكثر لمناسباتنا! ألحت عليه كي يعطيها رأيه في باقي الأثواب لأنها أحست أنها لم تنل إعجابه ورضاه كفاية، بخاصة أنها ذكرت لنا قيمة الأثواب الباهظة الثمن، كونها من الحرير الموشى بتطريزات جميلة! فقال بصوت هادئ كمن يخاطب نفسه ''عتيج الصوف ولا يديد البريسِم'' فالتقطت ما سمعت منه وقالت له مستغربة ''لكن يا يدي هذا الثوب من الحرير مب الصوف''· ضحكنا جميعاً والتففنا حوله نستفسر منه كعادتنا عن القول الذي ذكره للتو، وهل هو مثل شعبي وما القصد من ''قديم الصوف ولا جديد البريسم''؟ فقال باسماً يخفف عن شقيقتي: ''يعني المثل أن الأسبق في السن أسبق إلى الفضل وهو -ربما- خير ممن بعده، كما يعني أيضاً أن القديم العادي والملائم للإنسان ومجتمعه، قد يكون أفضل من الجديد إن لم يكن متقن الصنع ومناسب ومحتشم''· ولأننا نعرف أن البريسم هو أحد أفضل أنواع خيوط الحرير وغالي الثمن، أردنا جميعاً معرفة لماذا يُضرب المثل ولمن، فأكمل جدي رمسته قائلاً: ''يضرب المثل لتفضيل شيء قديم على شيء من باب جودة الأقدم، وبشمولية أكثر يضرب المثل للاعتداد بكل ماهو قديم أصيل، مقابل أي جديد سيئ''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©