يتسلم الرئيس المصري عدلي منصور اليوم الثلاثاء من رئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور، عمرو موسى النسخة النهائية من مشروع دستور مصر الجديد المكون من 247 مادة منها 42 مادة مستحدثة وذلك إيذاناً بانتهاء المرحلة الأولى من استحقاقات خريطة المستقبل التي أعلنها الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي يوم 3 يوليو الماضي، والتي تتضمن انجاز الدستور وإجراء استفتاء عليه خلال 15 يوما، تليه انتخابات برلمانية بشهرين أو ثلاثة ثم انتخابات رئاسية.
وقد أقرت لجنة الخمسين مساء امس الأول مشروع الدستور الجديد بشكل نهائي، بعد التوافق على المواد الأربع التي لم تحصل على الأغلبية وذلك بعد انتهاء جلسات التصويت النهائي والتي استغرقت يومين.
وبانتهاء عمل لجنة الخمسين تكون مرحلة صناعة دستور مصر الجديد التي شهدت الكثير من اللغط والتشكيك والجدل والشد والجذب بين القوى السياسية المختلفة قد انتهت ولم يعد يفصلنا عن خروج الدستور من عنق الزجاجة إلا مساحة زمنية قصيرة هي الفترة المتبقية على الدعوة للاستفتاء عليه وعندئذ تعلن بناء على نتيجته ميلاد دستور مصري جديد من نوع خاص يعيد لمصر قوتها، ويليق بدولة بحجم مصر وشعب عظيم كشعبها.
وعقدت لجنة الخمسين آخر جلساتها أمس قبل تسليم مشروع الدستور لرئيس الجمهورية اليوم ووجه خلالها رئيس اللجنة عمرو موسى الشكر والتقدير لكل أعضاء اللجنة ومن عاونهم في إنجاز مشروع دستور 2013.
وقال موسى إننا نقدر دور العاملين بالأمانة العامة لمجلس الشورى وعلى رأسهم المستشار فرج الدري الذي قاد هذا الفريق بكل إخلاص وأمانة، معربا أيضا عن تقديره لجهود لجنة العشرة الذين يمثلهم المستشار علي عوض.
كما أعرب عن تقديره لرجال الأمن الذين تمكنوا من تأمين هذه الاجتماعات وبعثوا الطمأنينة في نفوس الجميع، وكذلك أعرب عن تقديره العميق لرجال القوات المسلحة الذين شاركوا أيضا في عملية التأمين.
وقال محمد سلماوي المتحدث الرسمي باسم لجنة الخمسين إن هذا الدستور يعد مرحلة فارقة في تاريخ مصر حيث إنه قام بتحقيق طموحات ثورتي 25 يناير و30 يونيو، مستعرضا الأبواب الجديدة التي تضمنها الدستور، مؤكدا أن هذا الدستور به مواد جديدة خلت منها جميع الدساتير السابقة.
وأصدر عمرو موسى قرارا بتشكيل لجنة لمراجعة مضابط جلسات لجنة الخمسين تمهيدا للتصديق عليها. وجاء في القرار أن هذه اللجنة ينتهي عملها خلال شهر على الأكثر من تاريخ انتهاء لجنة الخمسين من إعداد المشروع النهائي للتعديلات الدستورية، ويحق للجنة الاستعانة بمن تراه من الخارج في أداء مهمتها.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي أن الانتهاء من مسودة الدستور إنجاز مهم جدا في المرحلة الحالية التي تمر بها البلاد، وأن هذا الدستور جاء بعد مناقشات وخلافات وحوارات وجلسات مطولة حتى تم الوصول إلى هذا الدستور وهو خطوة أساسية تضع مصر على الطريق.
وقال الببلاوي إن هناك أطرافا لا يريدون أن تمر هذه المرحلة بسلام، موضحا أن الحكومة تبذل جهدها على كافة المستويات، خاصة الإعلام ليعرف المواطن المصري واجبه تجاه التصويت لهذا الدستور، كما أن هناك جهودا إجرائية مثل تأمين اللجان والمشرفين عليها واستمارات الاستفتاء وجهود سياسية بمعنى حث الأحزاب السياسية على توعية المواطنين. مشيرا إلى أن هذه العملية ليست سهلة.
وأضاف أن الحكومة مدركة تماما أن هناك من يريد إفساد ما تم إنجازه، ولذلك لابد أن يكون هناك استعدادات على كافة الصعد وفي مقدمتها الإحساس بالأمن خاصة أثناء العملية التصويتية.
وقال المخرج خالد يوسف إن هذا الدستور هو حلم الممكن، وان تحالف 30 يونيو متماسك وطالب بأن نكون حكماء ويدا واحدة، ومؤكدا “يخطئ من يقول إن 25 يناير مؤامرة، وأن الثورة الحقيقية هي ثورة 30 يونيو”. مؤكدا أن الثورتين مكملتان لبعضهما البعض.
وذكر محمود بدر ممثل تمرد أن هذا الدستور يليق بمصر مؤكدا الالتزام بحقوق المصريين، ووصف تجربة الشباب داخل اللجنة بـ”الإيجابي” مؤكدا أن أي قرار نصدره كان بهدف الحفاظ على حقوق الشعب المصري، موضحا أن أي خلاف داخل اللجنة كان بهدف تحقيق آمال وأهداف الشعب المصري.
ودعا سامح عاشور نقيب المحامين وعضو لجنة الخمسين المصريين ومنهم الغاضبين من قانون التظاهر إلى الخروج والمشاركة في الاستفتاء على الدستور، لافتا إلى أن الدستور أعطى حق التظاهر الذي ينادون به الآن.
وقال الأنبا بولا ممثل الكنيسة الأرثوذكسية “نحن نقدم دستورا مصريا لكل المصريين”، لافتا إلى أن ما ساعدنا على النجاح في هذه اللجنة “الخمسين” الدور الذي قامت به لجنة الخبراء.
وأضاف أن الانتماء لمصر كان الطابع الغالب على الأعضاء رغم الاختلاف بيننا، حيث لم نسمح بالاختلاف يكون له موضع بيننا، وخرجنا في كيان واحد مرتبط بعضه البعض.
وقال شوقي علام مفتى الجمهورية وعضو لجنة الخمسين إن شعب مصر قادر على اجتياز كل الصعاب، مشيرا إلى أنه منذ أن بدأ العمل باللجنة كممثل للأزهر الشريف نويت أن تكون كلمتنا دائما بناء على بحث علمي.
وأضاف “كنت خائفا خلال وضع اللائحة لأنه يلزم الموافقة بنسبة 75 في المئة من أن تتحقق هذه النسبة، خاصة مع اختلاف التوجهات داخل اللجنة، ولكن أشهد بأننا نجحنا بنسبة كبيرة، والدليل على ذلك التصويت الإلكتروني الذي أخرج نسبة تأييد كبيرة للمواد رغم أنها سرية”. وقالت منى ذو الفقار إن لجنة الخمسين تفوقت على نفسها ووصلت إلى التوافق وحقق الأحلام المشتركة لأعضاء اللجنة، وهي تعبر عن اغلب أحلام المصريين وان أي خلاف تمت تسويته بالتوافق.
وأشادت بالوحدة الوطنية وان مصلحة مصر هي الغالبة، وأن الدستور ساوى بين جميع المصريين دون أي تمييز والعمل على تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص ووصول الحقوق إلى أصحابها مع وجود ضمانات حتى لا يتحول الدستور إلى حبر على ورق، وأكدت مسؤولية الجميع في تحقيق النجاح لهذا الدستور، خاصة أن الدستور لم ينس أحدا من المصريين، ولبى مطالب المرأة المصرية وسيساند المصريين هذه المطالب.
وقال عبدالجليل مصطفى إن الدستور جاء بعد حلم استمر لسنوات طويلة، حيث أجهد كل المصريين نضالا استمر على مدى قرنين ماضيين.
وأضاف أن أعضاء اللجنة يقدمون هذا الإنجاز لشعب مصر الثائر الذي خاض 6 ثورات منذ الماضي. مؤكدا أن الشعب المصري لن يستسلم للذل والقهر مرة أخرى، موضحا أن مصر الآن تخطو أولى خطواتها على طريق الازدهار.
عدد اليوم
