التين فاكهــة مــن الجنـــّة

التين شجرة معمرة عرفت قبل 4000 سنة، وتعتبر من أقدم الأشجار في تاريخ البشرية· تعد منبعاً غزيراً للعناصر الغذائية المفيدة ودواءً ناجعاً لبعض الأمراض التي نواجهها في عصرنا هذا· ودونت فوائد هذه الثمرة في العديد من البرديات القديمة، وحفظت بين دفتي كتب الأطباء الأوائل، ولها فوائد كثيرة يوضحها أحمد رشاد اختصاصي التغذية في ''مركز د· نيوتريشن''· تعيش الشجرة في المتوسط 50- 70 عاماً، وقد يصل عمرها إلى 100 عام في الظروف البيئية الملائمة لها· ولو نظرنا إلى هذه الثمرة لوجدنا أن منها الأبيض والأحمر والأسود، وهي من الأشجار الفصلية متساقطة الأوراق، يصل ارتفاعها إلى أكثر من عشرة أمتار· وتأخذ أشكالاً مختلفة من هرمية إلى كروية وقد تكون مفترشة· تتحمل أشجار التين البرودة الشديدة (ما دون درجة الصفر) والحرارة الشديدة، بيد أن الجو المعتدل يساعد على كثرة وجودة المحصول· التركيبة الكيميائية يقول رشاد: تتميز ثمرة التين بقيمة غذائية عالية ضرورية لبناء جسم الإنسان· وعادة ما تؤكل طازجة في الصيف ومجففة في الشتاء، كما تدخل في عدة صناعات منها المربى والحلويات· وتضم في تركيبتها الكيميائية مادة الديكستروز (أحد أنواع السكريات النباتية التي توجد فيها بنسبة 55 %)· وتحتوي ثمرة التين الطازجة أو المجففة على مصادر طاقة ضرورية لجسم الإنسان تتمثل في المواد السكرية العالية· ويشكّل الماء نسبة 80 في المائة من وزنها بالإضافة إلى أملاح الحديد والنحاس والكالسيوم والبوتاسيوم والكثير من الألياف، وتزداد نسبة الأملاح والسكريات في التين المجفف عن الطري، وتقل نسبة الفيتامينات فيها· فوائد التين ويضيف: إن فوائد التين عديدة من أبرزها أنها مصدر للطاقة، وتساعد على نمو العظام عند الأطفال وتقليل نسبة تشوهات النمو، وبسبب احتوائها على الحديد يمكن القول إنها عامل فعال في علاج الأنيميا، كما تساعد على منع ترقق العظام عند النساء· وتعد التين مليناً طبيعياً، لكن زيادة تناولها تسبب إسهالاً قوياً، ولها تأثير مريح معوياً، وكما أنها طاردة للغازات، ومقوية للكبد، ومدرة جيد للبول وتساعد على تفتيت الحصوات، ومنشطة للكلى وتزيد الدورة الدموية· وتحتوي ثمرة التين المجففة على المركّبين أوميجا 3 و أوميجا 6 وهما يلعبان دوراً كبيراً في التقليل من نسبة الكولسترول· ويشير رشاد إلى احتواء التين على أهم المعادن وعلى رأسها البوتاسيوم الذي يلعب دوراً مهماً في الوقاية من ارتفاع الضغط الشرياني من خلال طرد الفائض من معدن الصوديوم خارج الخلايا فيحافظ على توازن السوائل· أما الفئات التي يمكن أن تقلل أو حتى تمتنع عن تناول التين فهي مرضى السكري، والذين يشكون من الوزن الزائد·