الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زيت الأرغان يثير اهتمام شركات الأدوية ومستحضرات التجميل

زيت الأرغان يثير اهتمام شركات الأدوية ومستحضرات التجميل
31 يناير 2011 19:56
(الرباط) - أصبح زيت “أرغان”، زيت الشجرة العملاقة التي تغطي مساحات شاسعة من جنوب المغرب، يثير اهتمام شركات عالمية عملاقة في مجال صناعة الأدوية المقاومة للشيخوخة، وشركات عابرة للقارات مصنعة لمواد التجميل. عصور سحيقة زيت الأرغان أو ما يطلق عليه “زيت شجرة الحياة”، أو “الذهب السائل” لا يخلو منه بيت من بيوت المغاربة، خاصة في المناطق الجنوبية، وهو رمز للمحافظة على التراث في المطبخ المغربي المعروف بأصالته وعراقته. تستعمله المرأة المغربية في إعداد أكلات مغربية مشهورة شهرة فنون المطبخ المغربي متعدد الأذواق والمشارب، والذي يختلف من منطقة إلى أخرى. يقول الصيدلاني محمد معتز إن “زيت الأرغان يسمى “ملك الزيوت”، لأن المختبرات العالمية اكتشفت قيمته التي لا تقدر بثمن، فالشجرة التي تعطي زيت أرغان لا تنمو في مكان آخر غير المغرب وتربته ومناخه، وهي شجرة وفية للمناطق التي نبتت فيها منذ عصور سحيقة”، مشيراً إلى أن هناك محاولات لاستنبات هذه الشجرة قامت بها مراكز أبحاث عالمية عديدة في مناطق كثيرة من بلدان العالم، ورصدت لتلك الأبحاث أموالاً طائلة. لكن المحاولات باءت كلها بالفشل، فالشجرة شجرة مغربية ومتجذرة في تربته، وستبقى مغربية، ولا يمكن أن تدجّن وتستنبت في مكان آخر حتى في إسبانيا البلد الأقرب إلى المغرب”. علاج وتجميل ويوضح أن زيت الأرغان، زيت لا تجود به إلا شجرة بذات الاسم التي لا تنمو إلا في المغرب، وهذه حقيقة أرّقت منذ عقود مراكز البحث في العالم، وقد وقفت هذه الشجرة صامدة في وجه رياح التغيير والعولمة رافضة أن تعيش بجذوعها القوية خارج وطنها المغرب. يعالج زيت الأرغان، وفق معتز، العديد من الأمراض التي يعانيها الإنسان، ومن بينها الروماتيزم، كما يساعد على وقف زحف التجاعيد وشيخوخة البشرة، وآلام الظهر والمفاصل، وبدأت بعض مراكز التدليك الموجودة في مدن كالصويرة وأغادير ومدن أخرى في الجنوب المغربي باعتماد زيت الأرغان في عملية التدليك، وأصبحت هذه المراكز تحظى بشهرة واسعة، نظراً لفعالية الخدمات الصحيّة التي تقدمها للمرضى، وهي خدمات يكون فيها زيت الأرغان الخالص بمثابة الدواء الذي لا غنى عنه للتخفيف من آلام الظهر والرقبة والمفاصل. وتستغرق عملية التدليك بزيت الأرغان ساعة أو أكثر، كما بدأت بعض مراكز التجميل في المدن الكبرى كالدار البيضاء ومراكش وفاس والرباط اعتماد زيت الأرغان لعلاج حَب الشباب، وتنشيط خلايا الوجه، وترميم الجلد ومقاومة زحف الشيخوخة، وتعرف هذه المراكز حركة نشيطة، وهناك نجوم ومشاهير الفن والسينما يأتون إلى مراكز التجميل. وبعد اكتشاف المغرب للقيمة العالمية لزيت أرغان، وفشل استنبات أشجاره في مناطق أخرى من العالم، بدأت شركات فرنسية وألمانية وإسبانية بفتح مراكز لها في المغرب لاستيراد زيت الأرغان، وإعادة تصفيته وتعبئته في قوارير تغري الزبون، ومن ثم تعيد بيع هذا الزيت في الأسواق الباريسية والصيدليات، بأسعار باهظة. وقف النزيف خلال السنوات القليلة الماضية، قفز سعر اللتر الواحد من زيت أرغان من 60 إلى 300 درهم للتر الواحد، ودعت الحكومة المغربية والجمعيات المدنية إلى تأسيس تعاونيات قروية لتجميع محصول زيت الأرغان وتثمينه وتصديره حتى تستفيد المرأة المغربية، خاصة في المناطق الجبلية من هذا الزيت وتحسّن مدخولها المادي، وهكذا تأسست العشرات من الجمعيات والتعاونيات لتجميع لوز هذه الشجرة واستخلاص زيت الأرغان بوسائل متطورة. وفي تعاونية لجمع زيت أرغان في قرية تافراوت في الجنوب المغربي، تقول فاطمة عبدالله، التي تعمل في إنتاج مواد كثيرة مشتقة من زيت الأرغان، ومن بينها الصابون وحبات الكسكس المعطرة بزيت الأرغان، “تعمل تعاونيتنا رغم الإمكانات المحدودة على تصدير منتجاتنا إلى بعض البلدان الأوروبية، خاصة فرنسا وألمانيا، وهذا يساعدنا ويجعلنا نربح بعض المال الذي نوزعه على نساء التعاونية”. وتضيف في التعاونية تعمل فقيرات وبسيطات لكنهن بارعات في صناعة زيت الأرغان، ولن تتمكن أي امرأة في العالم أو أي آلة متقدمة من الوصول وتحقيق ما حققته المرأة المغربية التي عرفت أسرار زيت الأرغان وحكمته، لأنها ولدت وسط حقول وجبال تزينها شجرة الأرغان الخالدة”. وشجرة الأرغان، تعرف علمياً بـ”أرغانيا سبينوزا”،وهي شجرة تعمر لأكثر من 250 سنة، وتقاوم الطقس الحار والجفاف وتنبت في تربة هشة وصخرية، والمكان الملائم لها هو المناخ الأطلسي، حيث الشمس القوية والحارة، وهذا ما يوفره مناخ وتضاريس الجنوب المغربي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©