الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الهدوء يسود غزة وتبادل التهديدات بين إسرائيل و«حماس»

الهدوء يسود غزة وتبادل التهديدات بين إسرائيل و«حماس»
23 نوفمبر 2012
علاء المشهراوي، وكالات (غزة) - سادت التهدئة في قطاع غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مساء أمس الأول بين إسرائيل وحماس بعد أسبوع من المواجهة المسلحة التي أوقعت اكثر من 160 قتيلاً فلسطينياً وخمسة إسرائيليين. وخيم الهدوء على جانبي الحدود بعد سقوط عدد من الصواريخ في إسرائيل خلال الساعات الأولى بعد دخول التهدئة حيز التنفيذ مساء أمس الأول. وقالت الشرطة الإسرائيلية، إنه لم تقع أي خسائر بشرية أو مادية. وأثار وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك أمس احتمال استئناف إسرائيل هجماتها في حال لم تحترم حماس وقف إطلاق النار. وقال باراك، إن وقف إطلاق النار “يمكن أن يستمر تسعة أيام، تسعة أسابيع أو أكثر، لكنه إذا لم يصمد، فسنعرف كيف نتصرف، وسننظر بالتأكيد حينئذ باحتمال استئناف أنشطتنا العسكرية في حال إطلاق النار أو القيام باستفزازات”. وبرر باراك قرار الحكومة الإسرائيلية العدول عن شن عملية برية واسعة النطاق في قطاع غزة رغم تعبئة عشرات آلاف الجنود الاحتياطيين. وقال “مثل هذه العملية كانت لتخلق وضعا كنا لنبقى فيه لسنوات في قطاع غزة. لا أحن إلى غزة، وأنا أكيد أن حماس أيضاً لا تحن إلى ما حصل لها في الأيام الماضية”. وأضاف الوزير الإسرائيلي “النقطة الأكثر أهمية تتناول التزام كل الفصائل الفلسطينية بوقف كل أنشطتها المناهضة لإسرائيل بما يشمل إطلاق صواريخ أو الهجمات ضد الجيش الإسرائيلي على طول الحدود بين غزة والأراضي الإسرائيلية”. ورداً على سؤال حول المفاوضات التي أتاحت التوصل إلى وقف إطلاق نار في القاهرة، قال باراك “هذا ليس اتفاقا، إنه ورقة غير موقعة والانتصار الوحيد لحماس هو أن الأوراق السابقة كانت بخط اليد، في حين أن هذا الاتفاق مطبوع”. وأضاف باراك “ذلك لا يعني أنه دون قيمة، لكنه يعكس فقط الترتيبات التي تم التوصل إليها بيننا وبين المصريين من جهة وبين حماس والمصريين من جهة أخرى، وكذلك الضوابط التي وافق عليها الطرفان”. وأضاف باراك “إذا استمر الهدوء، فليس هناك من داع لعدم السماح للمزارعين الفلسطينيين بالمجيء لأخذ محاصيلهم من أراضيهم إلى حدود السياج”. وعلى الرغم من دعمها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عند بدء عملية “عمود السحاب”، انتقدت المعارضة الإسرائيلية التوصل إلى اتفاق مع حماس قائلة إن أهداف العملية العسكرية لم تتحقق. وقال شاؤول موفاز زعيم حزب المعارضة الرئيسي كاديما “لم يتم تحقيق أمن سكان جنوب إسرائيل أو حتى قوة الردع الخاصة بنا”. وبحسب موفاز، فإن “وقف إطلاق النار كان خطأ. وهذه ليست الطريقة التي نشن فيها حربا على الإرهاب”. بدورها، توعدت “حماس” على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري بأن “المقاومة” الفلسطينية ستضرب تل أبيب إذا نفذت إسرائيل أي هجوم على غزة. وقال أبو زهري “نقول للمحتل إن عدتم عدنا ضمانتنا مقاومتنا وقسامنا، إن ضربتم في غزة بعد ذلك سنضرب في تل الربيع (تل أبيب) وما بعد تل الربيع”. وأضاف “سنبقى على العهد، وهذا الطريق وأثبت جدارته في مواجهة الاحتلال، ونهدي هذا النصر العظيم لروح الشهيد القائد أحمد الجعبري”. وتابع “انتصرت حماس والمقاومة والشعب الفلسطيني في هذه المعركة التاريخية، تعتبر معركة تؤسس لعمليات التحرير لأرضنا الفلسطينية لكل ذرة من ترابنا الفلسطينية”. وقال أبو زهري “نحيي مقاومينا الأبطال من كل الأذرع العسكرية الذين صنعوا هذه الملحمة البطولية التي لقنت الاحتلال درساً لن ينساه ونبرق التحية لمصر العظيمة وللرئيس محمد مرسي على دوره الرائد في وقف النار على شعبنا الفلسطيني”. وفي بيان تلقت “فرانس برس” نسخة منه قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس إن معركتها مع إسرائيل “انتصرت”، معلنة أنها أطلقت منذ بدء العملة العسكرية الإسرائيلية “1573 قذيفة صاروخية واستهدفت طائرات الاحتلال وبوارجه والياته” والمدن الإسرائيلية. وأكدت القسام أنها “استخدمت لأول مرة صواريخ بعيدة المدى بعضها محلي الصنع ضربت حتى 80 كيلومتراً في هرتسيليا ودكت لأول مرة في تاريخ الصراع تل الربيع والقدس المحتلة وأرغمت قيادة الاحتلال على رفع الراية البيضاء”. وأكد المتحدث باسم “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة “الجهاد” أن اتفاق التهدئة هو نصر صنعه الشهداء. وقال المتحدث “إن هذا النصر هو نصر الشهداء والجماهير، فالشهداء هم الذين صنعوا المرحلة والانتصار”. وأضاف “أننا أطلقنا أكثر من 620 صاروخاً على المدن الصهيونية، وأننا نستطيع مواصلة المعركة”. وتابع “اخترقنا أكثر من خمسة آلاف جهاز اتصال لضباط إسرائيليين خلال العدوان، استطعنا تدمير شبكة الاتصال الإسرائيلية في تل الربيع المحتلة”. وأردف قائلاً: “نحن على استعداد لاستمرار المعركة ولم نفقد إلا القليل في العدة والعتاد”. وقال “ قدمنا عشرة شهداء من خيرة قادتنا ومجاهدينا، نؤكد استمرار خيار الجهاد والمقاومة وحقنا في الدفاع عن شعبنا”. إلى ذلك، اعلن الجيش الإسرائيلي أمس اعتقال 55 ناشطاً فلسطينياً في الضفة الغربية لقيامهم “بأنشطة إرهابية” مع بدء التهدئة في غزة، بينما تحدث نادي الأسير الفلسطيني عن اعتقال 230 فلسطينياً في الضفة منذ بدء الهجوم على القطاع منتصف الشهر الجاري. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه “تم اعتقال 55 إرهابيا من مختلف التنظيمات الإرهابية. وبينهم عدد من كبار المسؤولين” في مجموعات فلسطينية. وأضاف أن هؤلاء الفلسطينيين متهمون بالقيام بـ”أنشطة إرهابية وعنيفة” في الضفة الغربية، موضحا أن الناشطين الذين أوقفوا ينتمون إلى تنظيمات مختلفة. من جهته، قال نادي الأسير في بيان، إن “سلطات الاحتلال شرعت منذ منتصف الشهر الجاري أي منذ بدء العدوان على قطاع غزة بحملة اعتقالات طالت عدداً كبيراً من الفلسطينيين وقيادات وأسرى محررين”. وأضاف أن الاعتقالات تركزت في محافظتي الخليل ونابلس”، موضحاً أن “عدد المعتقلين في المحافظات كافة منذ بدء العدوان بلغ حتى صباح أمس ما يقارب 230 معتقلاً”. وتابع أن الاعتقالات شملت مدن نابلس (55 معتقلاً) والخليل (خمسون معتقلاً) ورام الله (ثلاثون معتقلاً) والقدس (35 معتقلاً) وبيت لحم (22 معتقلاً) وجنين (13 معتقلاً) وطولكرم (عشرة معتقلين) وقلقيلية (ثمانية معتقلين) وطوباس (ثمانية معتقلين). وقال رئيس النادي قدورة فارس في البيان، إن عملية الاعتقالات هذه “عملية انتقامية”، محذراً من إعادة اعتقال بعض القيادات. وأضاف فارس أن “النادي ومن خلال متابعته القانونية بدأ يلمس في الأيام القليلة الماضية ازدياداً في عدد المعتقلين الذين تم تحويلهم للاعتقال الإداري”. وتقوم إسرائيل عادة بتوقيف ناشطين فلسطينيين في الضفة الغربية، لكن هذه الاعتقالات الأخيرة تعتبر استثنائية من حيث حجمها. وبحسب الجيش الإسرائيلي فان الاعتقالات تأتي “كمحاولة لإعادة الهدوء إلى المنطقة”. من جهة أخرى، حاولت امرأة فلسطينية طعن شرطي من حرس الحدود الإسرائيلي بحسب ما أعلنت الشرطة الإسرائيلية. وقالت لوبا سمري في بيان “حاولت شابة من سكان أحد أحياء القدس الشرقية طعن أحد أفراد شرطة حرس الحدود” أمام مدخل مركز شرطة في شارع صلاح الدين في القدس الشرقية. وأضافت أن الشرطي “أصيب بخدوش وصفت بالطفيفة”. وبحسب السمري، فإنه تم اعتقال المرأة، بينما تجمع مئات من الشبان في المكان، وحاولت الشرطة تفريقهم، مشيرة إلى أنه تم اعتقال ثلاثة شبان أيضاً، بينما تم تفريق الشبان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©