دبي-عاطف فتحي:
أعرب خبراء في مجال أسواق الأسهم المحلية عن اعتقادهم أن السوق تمر بمرحلة ''إعادة توزان'' و أن أي مكاسب يمكن أن تحققها تمثل تطورا مهما حتى لو كانت تلك المكاسب قليلة·
وتوقع شهاب قرقاش المدير التنفيذي لشركة ضمان للاستثمار - خلال مؤتمر صحفي أمس لإطلاق محفظة ''ضمان الإسلامية'' - أن تستمر حالة التقلب في السوق وبوتيرة أسرع مما كانت عليه، حيث تؤدي التحركات السريعة للمضاربين إلى تقلب واضح للأسعار خلال الجلسة الواحدة وليس على مدار أيام أو أسابيع كما كان يحدث في السابق·
واعتبر قرقاش ردا على سؤال لـ ''الاتحاد'' أن السمة المميزة للمرحلة المقبلة ستتمثل في وجود قيادة جماعية للسوق عوضا عن نظام القائد الواحد (إعمار العقارية)، حيث ستكون قيادة السوق جماعية، وأضاف قرقاش: ''لا ينبغي التقليل من قيمة سهم اعمار، وكل ما حدث أن المستثمرين وضعوا السهم في ''الثلاجة'' نتيجة الحيرة التي تنتابهم، وعدم الوضوح بشأن صفقة دبي القابضة، الأمر الذي يفسر تراجع المعاملات على هذا السهم، ولكن مع جلاء الموقف سيتحسن الوضع، لكنني أرى أن ما بين 4 إلى 5 أسهم ستكون هي قائد السوق في المرحلة المقبلة''·
وأضاف قرقاش: ''المستثمرون بانتظار الخبر اليقين بشأن صفقة اعمار ودبي القابضة، وعندها سيعود سهم اعمار من جديد، ولكن المرحلة المقبلة لن تكون مرحلة القائد الواحد للسوق وإنما مجموعة أسهم تتسم بالنضج والصلابة ستتبادل الأدوار القيادية''·
وأشار قرقاش إلى أن هناك مؤشرات مشجعة على عودة النشاط إلى السوق، ولكن يجب الحذر وعدم التسرع في توقع طفرة كبرى على غرار ما كان في السابق، فالتداول زاد ولكنه مازال نصف ما كان عليه في العام الماضي، وهناك حاجة لبعض الوقت من اجل إعادة بناء ثقة المستثمرين·
وقال قرقاش: ''حضور المضاربين قصير الأمد لأن أهدافهم متواضعة، فهم يجنون الأرباح سريعا إذا ارتفع السهم بنسبة محدودة، ومن ثم سنرى تموجات في المدى القصير، بحيث تتقلب الأسعار يوميا وليس على فترات أطول، ولكن تحسن الثقة يمكن أن تعزز النشاط في المدى الأبعد''· وقد أطلقت ضمان للاستثمار صندوق ضمان الإسلامي وهو صندوق استثماري مفتوح يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية ويركز على الاستثمار في أسواق الأسهم الإماراتية· و تم فتح باب الاشتراك في الصندوق الجديد أمس وحتى 31 مايو الجاري، وسيتراوح حجم استثمارات الصندوق وفقا لما أعلنه قرقاش بين 100 و200 مليون درهم·
وقال قرقاش: سيستثمر الصندوق في أسهم حوالي 60 شركة تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية وفقا لمعايير محددة تشمل عدم الاستثمار في أنشطة تخالف الشريعة، وان تكون سياسة الاقتراض فيها أيضا متوافقة مع الشريعة، وأن لا تزيد نسبة السيولة في الشركة على مستوى معين، لضمان أن لا تكون الشركة مجرد خزينة نقود ولا تملك نشاطا حقيقيا على حد قول قرقاش· وأضاف: ''سبق وان أوضحنا أوائل العام الحالي أن أوضاع السوق توفر فرصة سانحة لتعزيز القيمة في سوق الأسهم المحلية، ومن ثم فإن مثل تك التحركات واسعة النطاق تعد تطورا ايجابيا من شأنه تعزيز قوة الدفع في السوق المحلية وإكسابها زخما جديدا، كما أنها تعد مؤشرا على أن الأسهم تسير في طريق التعافي''·
وتعليقا على شريحة المستثمرين المستهدفين وهيكلة الصندوق الجديد قال شهاب قرقاش: ''قمنا بوضع استثمار أولي في صندوق ضمان الاستثماري الإسلامي في مرحلة ما قبل التدشين الرسمي، على غرار ما فعلناه مع محفظة ضمان الثانية التي تم تدشينها في فبراير الماضي· وفي كلتا الحالتين كان الأداء ايجابيا للغاية مقارنة بالمؤشر القياسي والأداء العام لسوق الأسهم في الإمارات· وقد نجح الصندوق الإسلامي في تحقيق مكاسب نسبتها 4,97% خلال فترة الاستثمار الأولية في الشهور السبعة الأخيرة، على الرغم من أن الاتجاه العام في السوق كان سلبيا بوجه عام في الفترة المذكورة، حيث تراجع مؤشر بنك أبوظبي الوطني القياسي بنسبة تجاوزت 10% خلال الفترة ذاتها''· ويصل الحد الأدنى للاشتراك في صندوق ضمان الاستثماري الإسلامي إلى 200 ألف درهم، وهو نفس الحد الأدنى المطلوب للاستثمار في محفظة ضمان الثانية للأسهم الإماراتية·
وردا على سؤال حول أداء محفظة ضمان الثانية للأسهم الإماراتية التي إطلاقها مؤخرا قال قرقاش: ''سجلت محفظة ضمان الثانية أداء جيدا في سوق مازالت تتسم بالجمود، وقد تم الإعلان عن أول صافي لقيمة أصول المحفظة بنهاية ابريل، حيث ارتفعت المحفظة بنسبة 2,36%، مع العلم أن نسبة السيولة النقدية من إجمالي استثمارات المحفظة بلغت 74% في المتوسط خلال ابريل''· وأضاف: ''نحن على ثقة في أن توزيع استثمارات المحفظة واستراتيجيتها وتوقيت إطلاقها كلها عوامل مواتية، بما يعزز من قيمة الدخول المبكر لتلك المحفظة ومعها صندوق ضمان الاستثماري الإسلامي في سوق الأسهم الإماراتية''· ويقدر إجمالي استثمارات تلك المحفظة بحوالي 100 مليون درهم·
الصورة \ شهاب قرقاش خلال المؤتمر الصحفي لشركة ''ضمان'' -تصوير: ولسن
عدد اليوم
