الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نصر النيادي رجل في ثياب طائر

نصر النيادي رجل في ثياب طائر
9 مارس 2008 04:24
لأنه صقار منذ طفولته عشق الانطلاق، ولأنه متمادٍ في بداوته عرف التحدي، ووجد نفسه في الأعلى والأصابع تشير إلى نجاحه· الإماراتي نصر حمودة النيادي، أول إماراتي يحترف رياضة القفز الحر والتصوير في الهواء، وأول عربي يرتدي بدلة bird man عند القفز ''بالباراشوت''، وهو رئيس قسم ''الباور باراشوت'' في جمعية الإمارات للطيران· يقول الكابتن نصر النيادي: تربيت في بيئة بدوية تعنى بالصيد والمقناص، فأصبحت الصقور هوايتي المفضلة، أهتم بها وأطلقها للقنص، وأجلس لساعات أحادث صقري على وكره من دون أن أضع عليه ''البرقع''· كنت أنظر لعينيه وأتمنى لو أستطيع الطيران مثله· وأثناء دراستي في الخارج تعرفت إلى رياضة القفز والطيران الشراعي، في هذه الرياضة فقط استطعت تجربة إحساس الصقور وهي تطير· وعندما ارتديت عدة الطيران لأول مرة سيطر علي شعور الطموح الذي لم يترك مجالاً للشعور بالخوف· كنت أتمنى أن أحقق هذا الحلم لأفخر بيني وبين نفسي''· مجازفة بدأ الكابتن نصر النيادي تدريباته على رياضة القفز الحر في نادي ''فيرونا'' بإيطاليا، ثم تنقل بين عدة أندية أوروبية وأميركية ليصقل مهاراته في القفز حتى حصل على عدة شهادات في هذه الرياضة· وفي بداية تدريبه حرص على السؤال عن كل كبيرة وصغيره في هذه الرياضة، يقول: ''السؤال في مثل هذه الرياضات هو السبيل الوحيد لتطوير الذات· كنت أحاول فهم الحركات الصعبة على الأرض كي أستطيع تطبيقها عند القفز في الهواء، والغريب أنني كنت أجازف دوما حتى في بداية تدريبي بالخروج في الطقس السيئ لممارسة القفز· كنت أحرص طبعاً على سلامتي لكن المجازفة في رياضة القفز تمكن المغامر من اكتساب مهارة التصرف السريع في الهواء''· الرجل الخفاش بدأ النيادي بالتدرب على أقسى مرحلة من القفز وهي مرحلة استعمال بدلة Bird Man أو ما يسمى باللغة العربية بدلة ''الخفاش''، وهي بدلة مصنوعة بطريقة خاصة بحيث تقلل حجم مقاومة الهواء لجسد القافز وبالتالي تطول مدة بقائه في الجو· هذه البدلة تحتاج إلى مهارة خاصة، وتكمن خطورتها في أنها تقيد جسد من يلبسها بالكامل لأنها تربط يديه عن الحركة كجناح الخفاش، أو حسب تعبير النيادي ''كأن شخصاً يربطك·· ويعقَّك بحر''، وعلى الرياضي التخلص من البدلة في الهواء إذا حصل أي أمر طارئ - لا سمح الله - قبل أن يتعامل مع أي شيء آخر· وتحتاج هذه البدلة إلى ''كورس'' تدريبي خاص قبل ارتدائها في أي قفزة، بالإضافة إلى مهارة كبيرة للتعامل معها، لذا يعزف الكثير من المظليين عن التدرب عليها أو استعمالها لما تمثله من خطورة على حياة الإنسان في حالة جهل أو فشل في التعامل معها بالسرعة المطلوبة· ولأن الطموح لا تحده حدود، فكر النيادي بالاستفادة من مهارته العالية في القفز لتنمية هواية قديمة يعشقها هي هواية التصوير، لذا لم يكن من الغريب أن يتوجه للتصوير الجوي، وهو نوع من التصوير الخطير يلتقط المصور خلاله لقطات مختلفة من الهواء قبل وصوله إلى الأرض· يقول: بدأت التصوير الجوي قبل عامين ونصف العام تقريباً، لأن التصوير في الهواء إثبات لمهارة القافز ولإتقانه السباحة الهوائية، ولكم أن تتخيلوا صعوبة التصوير الفني على الأرض حيث يملك المصور وقتا ليضبط ''الزووم'' والعدسة واتجاه اللقطة بينما في الهواء لا يملك المصور أي لحظة لتضيع ولا يستطيع التحكم بسهولة بالكاميرا، هذا ما يجعل من التصوير الجوي بحد ذاته مغامرة خاصة غير مغامرة القفز''· وبالرغم من صعوبة لقطته الأولى آثر النيادي الاستمرار في التصوير، واستطاع التقاط أجمل الصور الجوية لمنتخب الإمارات للقفز الحر ولعدة بطولات عربية وأجنبية بخلاف صور شخصية يلتقطها من الهواء· فرخ الوز! نصر النيادي أب لولدين وفتاة تهوى وأحد أشقائها متابعة الرياضات الجوية بشكل عام وتشغلهما رياضة القفز الحر بشكل خاص· وتود ابنته أن تجرب القفز ذات يوم، ويحلم ابنه بأن يطير مثله وأن يصبح مصوراً أيضاً· ويفخر النيادي برغبة أبنائه السير على خطاه، لكنه يؤكد أن أحلام الأطفال تتغير إذا كبروا وإن كان لا يستبعد أن يتبعه أحد أبنائه في نفس الدرب·· ولم لا ما دام ''فرخ الوز عوام'' كما يقال؟·
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©