الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي الحميري يعيش في صمت ناطق !

علي الحميري يعيش في صمت ناطق !
9 مارس 2008 04:25
بدأت علاقته بعالم التصوير بواسطة الصور الفوتوغرافية التي كان يلتقطها إخوته ويتناقلها أفراد العائلة فيما بينهم، ومن خلال المناقشات والملاحظات التي كان يبديها شقيقه حول ما يتلقطه من صور، أخذت ذائقته الفنية تتشكل، وتتسع معارفه وثقافته حول الصورة الفوتوغرافية وتقنياتها وجمالياتها، وشيئاً فشيئاً وجد نفسه غارقاً في عالم من الصور، وتحولت الهواية إلى احتراف ثم عشق، ثم لم تعد الكاميرا تفارقه، يحملها أينما ذهب، لتعطيه صوراً وإبداعات· هكذا، سارت حكاية علي الحميري مع الصورة، ثم كرّت السبحة: معارض، محاضرات، ورشاً فنية، دورات، وجوائز، ليصل إلى قناعته أو حكمته الثمينة: ''الصورة هي لغتي وإن خلت من الصوت''، وبهذا المعنى يمكن القول إنه يعيش في عالم من ''الصمت الناطق''! يقول: ''بدأت التصوير الفعلي في منتصف التسعينات بعد أن فهمت المبادئ الأساسية لعمل الكاميرا وتقنيات التصوير· لم أدرس التصوير سابقاً لعدم توافر هذا التخصص الذي كنت أطمح إليه، لكنني التحقت بعدة دورات وورش خارجية قصيرة أثناء الإجازات الصيفية· وفي سنة 2004 التحقت بدورة للتصوير الفوتوغرافي في مدينة دبي للإعلام، ثم دورة أخرى في التصوير التلفزيوني، وحققت بعض الأفلام الوثائقية''· ويؤمن علي الحميري بأن نتاجات المصور تجعله سباقاً إلى الجديد، ساعياً وراء صقل موهبته وتطوير إمكاناته، فالصورة هي التي تخبرك من يقف خلف الكاميرا وهي التي تشي بأفكاره وطموحاته· ولتحقيق مثل هذا التطور يعتمد الحميري غالباً خطة أو أجندة سنوية ينفذها، وتتضمن عادة تغطيات أو تقارير أو ورشاً فوتوغرافية· وعن أقرب صوره إلى نفسه يقول الحميري: أسمع صوت نفسي في كل صورة من صوري لحظة التقاطي لها، وأعرف معاناتي فيها وما بذلته من الجهد لتأتي على النحو الذي أحبه، وأخطط لما أريده منها، أي ما يمكن أن تقوله لمتلقيها، كما أن الصور تخبرك بالمصور الأول (الله سبحانه وتعالى) الذي صورها في أحسن صورة· وأذكر أنني كنت في رحلة إلى جزيرة مصيرة العمانية، وبدأت أصور بعض الكائنات البحرية ومنها سرطان البحر، وكم تأثرت وقتها حين رأيت هذه الحيوانات البحرية عن قرب، وبهرت بعظمة الخالق وحسن خلقة للأشياء· فهو الذي أعطى لكل خلقٍ صورةً خاصة وهيئةً منفردة فلن نجد أفضل من صور الخالق، وجميع صوره اليومية منها واللحظية تبهرني''· خلال رحلته، شارك الحميري في دورات فنية وورش عالمية، مما جعله يتأثر - حسب قوله - بأعمال المصورين الأوروبيين خاصة المصور الإيطالي الجوال ميشيل فالزوني Michele Falzone، أما على المستوى العربي فهنالك العديد من الأصدقاء والمصورين الخليجيين الذين تشدني أعمالهم مثل: محمد المؤمن من المملكة العربية السعودية، وعبد العزيز الكبيسي من قطر وغيرهما، أما محلياً فإن الأول هو الفنان القدير جاسم ربيع الذي أعتبره ''أبوالتصوير'' في الإمارات ومرجعي الأول· وهناك مصورون إماراتيون تعجبني أعمالهم مثل: عيسى الطنيجي، وناصر حاجي وأحمد المرزوقي وغيرهم من المصورين الإماراتيين القديرين· وهنالك مصورون إماراتيون لا يتواجدون على الساحة إلا أن أعمالهم عالمية''· وعن ما يعنيه له التصوير يقول: ''التصويرعندي تعبير حقيقي عن المشاعر والأحاسيس، فقد يكون فرحاً، أو حزناً أو معاناة، وقد يكون رسالة أبعثها فتكون أصدق وأبلغ من آلاف الكلمات· وربما أسمع أو اقرأ آية أو بيتاً من الشعر أو خاطرة أو مقالاً وأرسم له صورة مبدئية في مخيلتي ومن ثم أُصوره، فالصورة هي لغتي وإن خلت من الصوت''· ويؤكد الحميري أهمية وجود معاهد لتدريس فن التصوير لأنها تخرج مصورين على أسس أكاديمية وعلمية صحيحة، وتصقل مواهب غير المحترفين· لكنه يشير في الوقت نفسه، إلى الدور المهم الذي تقوم به النوادي والجمعيات الفنية الموجودة على أرض الواقع، مطالباً بتفعيل دورها والاهتمام بها لتصبح في المستقبل القريب معاهد عالمية متخصصة في التصوير الفوتوغرافي''· ويضيف: ''إن عدم وجود معاهد حالياً لا ينم عن تقصير بقدر ما إن التصوير الفوتوغرافي في بداية نشاطه في منطقتنا''· ويتابع في السياق نفسه: ''لا استطيع القول إن التصوير في البداية يحتاج إلى فهم دقيق، إلا أن شأنه شأن باقي الهوايات يحتاج إلى قواعد وأساسيات لا بد من تعلمها، وهي أساسية وضرورية للمصور المبتدئ، ومنها ينطلق إلى الإبداع· والتأسيس منذ البداية هو أقصر طريق للحصول على أفضل النتائج، فمن لم يأخذ كفايته في بدايته سوف تأتي أعماله ضعيفة وقد يشعر بالإحباط ويتخلى عن الهواية ويتركها لأن الهواية وحدها لا تكفي''· ويتبنى الحميري مشروعاً لتدريب الأطفال على التصوير الفوتوغرافي، ويحرص من خلال هذا المشروع الذي لا يزال في بدايته، على إعطائهم ما لم يتوافر له في صغره· يقول: ''بحسب تجربتي أرى أن الطفل أسرع في التعلم وأصدق في التعبير بالصورة، ومن خلال كل 6 أطفال أعلمهم التصوير الفوتوغرافي واحد فقط يترك هذه التجربة أو الهواية· وأنا ماضٍ في مشروعي معهم إلى أن أراهم مصورين عالميين بإذن الله، والحقيقة أن أعمالهم تبهرني، وقد تفوقوا على من هم أكبر منهم سناً وأقدم منهم في هذا المجال، فبقدر ما تعطي الصورة من وقت وإحساس تعطيك هي جودة وجمالاً''· وعن تطلعاته المستقبلية يقول الحميري: ''أتطلع مستقبلاً إلى مجتمع إماراتي تفوح منه رائحة الفنون الحميدة والهادفة التي لا تتعارض مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، كما أتطلع إلى اهتمام إماراتي أكبر بالتصوير الفوتوغرافي ومجالاته، وخلق مجالات جديدة للمصورين الجدد الذين قد يثير فضولهم هذا العالم الفني الكبير'' · وعن الدعم الذي حصده بعد فوزه بجائزة التصوير الفوتوغرافي يقول: ''منذ تسلمي الجائزة وأنا أفكر جدياً في: ما هو مشروعي الفوتوغرافي لسنة 2008؟ وكيف سأقوم بتنفيذه؟ ومتى؟ وكيف؟ وأين؟ فالجائزة حافز لأي مصور على الإبداع والابتكار وبذل أقصى جهد للخروج بصور أخرى أفضل من الأعمال المشاركة مهما كانت قوية ومعبرة''· موقف لا ينسى يقول الحميري عن أطرف موقف تعرض له أثناء قيامه بالتصوير: ''أطرف موقف قابلني وأعجبت به في الوقت نفسه، كان في كأس دبي للخيول ·2007 كنا أكثر من 70 مصوراً من مختلف دول العالم· وبحكم دراستي للغة الفرنسية تعرفت إلى مصور فرنسي في ''مضمار ند الشبا''، وكان يرغب في التقاط صورة قريبة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وسمو الأميرة هيا بنت الحسين لكنه كان متهيباً من الاقتراب من سموه، وكنت أحثه على الاقتراب أكثر للحصول على صورة قريبة وقوية· ولمحت سمو الأميرة هيا ارتباكنا وترددنا في الاقتراب، فما كان منها إلا أن قامت بكرمها ، بأخذ كاميرا المصور الفرنسي وأخذت بنفسها صورة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وليتني كنت صورت تعابير المصور الفرنسي التي لا أستطيع الآن أن أصفها''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©