الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خه سونغ: التعاون الاقتصادي والتجاري بين الإمارات والصين يدخل مرحلة جديدة

خه سونغ: التعاون الاقتصادي والتجاري بين الإمارات والصين يدخل مرحلة جديدة
12 ديسمبر 2015 21:09
أكد خه سونغ المستشار الاقتصادي والتجاري لسفارة الصين في أبوظبي، أن علاقة الإمارات بالصين ذات طبيعة خاصة حيث تستحوذ على 46 % من التبادل التجاري غير النفطي بين بلاده ودول التعاون . وقال خلال حوار مع «الاتحاد»: «تشهد العلاقات الثنائية توسيع الشراكة الاستراتيجية في مجالات الاقتصاد والتجارة »، مشيراً إلى أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والإمارات يدخل في مرحلة جديدة بقيادتي البلدين. ولفت إلى أن التعاون الثنائي الاقتصادي والتجاري شهد نمواً سريعاً، حيث تبتكر أساليب التعاون وتتسع مجالات التعاون باستمرار، مما يرسي أساساً متيناً وقوياً لتعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية في مجالات الاقتصاد والتجارة في المستقبل. ونوه إلى أن زيارة ون جيا باو رئيس الوزراء الصيني إلى الإمارات في العام 2012 وقيام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بزيارة الصين خلال العام نفسه ، دفع نحو إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية والتوصل إلى الإنجازات المهمة في مجالات الطاقة، والمال، والاقتصاد، والتجارة . واستعرض سونغ التبادل التجاري الصيني الإماراتي قائلاً: «بدأ التبادل التجاري الشعبي بين البلدين منذ خمسينيات القرن العشرين . لقشهد التبادل التجاري الثنائي تطوراً ملحوظاً منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في العام 1984». وفي العام 2014، بلغ حجم الصادرات الصينية إلى الإمارات 39 مليار دولار بزيادة 13.4% عن العام السابق، وتتمثل الصادرات الرئيسية في المنتجات الكهروميكانيكية، ومنتجات المنسوجات، والأثاث والإضاءات، والمنتجات الحديدية، والبلاستيك ومنتجاته، والأحذية. وبلغ حجم الواردات الصينية من الإمارات العام الماضي 15.8 مليار دولار بزيادة 23% عن العام 2013، حيث بلغ حجم الواردات غير النفطية 6.7 مليار دولار بزيادة 52%، وتتمثل الواردات الرئيسية غير النفطية في البلاستيك ومنتجاته، المنتجات الكيميائية العضوية، والنحاس ومصنوعاته. وذكر أن النمو الاقتصادي السريع والتحسن في البيئة الاستثمارية المستمر في الإمارات تنمو جاذبيته للشركات الصينية بوتيرة متسارعة. وعلى صعيد هيكل الشركات الاستثمارية، أشار سونغ إلى أن أغلبية الشركات الصينية المتوسطة والصغيرة الحجم كانت تركز أعمالها على التجارة والمطاعم لافتاً إلى أن التعاون الحالي يشمل عمل الشركات الصينية المتخصصة في مجالات النفط والبتروكيماويات، والاتصالات، والمواصلات، والطاقة المتجددة، والتشييد، والمال، والسيارات، والتجارة الإلكترونية، إضافة إلى إنشاء أكبر أربعة بنوك صينية مملوكة للدولة فروعها في الإمارات على التوالي. وأصبحت العلامات التجارية الصينية مثل HUAWEI، LENOVO، CHERY، ZPMC، UNIONPAY مشهورة في الإمارات. وعلى صعيد أساليب الاستثمار، قال سونغ :»مع تعمق التعرف للسوق الإماراتية، تحولت استثمارات الشركات الصينية من مجرد التجارة والمقاولات الهندسية إلى اهتمام أكثر لإقامة علاقات الشراكة الطويلة المدى مع الشركات الإماراتية عبر تأسيس شركات مشتركة». و أضاف، تأسست شركة CNPC وADNOC وشركة التشغيل المشتركة AL YASAT، تشارك شركة SINOPEC في تشغيل مشروع فجيرة لتخزين النفط عبر الشركة المشتركة مع حكومة إمارة الفجيرة والشركة السنغافورية. وتابع سونغ «كما تتخذ أغلبية الشركات الصينية الإمارات كمقرعام لها في المنطقة، ومراكز التسويق أو اللوجستية أو التدريب أو البحث والتطوير» ، منوهاً إلى سعى الشركات الصينية للاستفادة من مكانة الإمارات كمركز المنطقة الاقتصادية، دخلت الشركات الصينية في الإمارات إلى أسواق الشرق الأوسط وآسيا الجنوبية وأفريقيا. وقال سونغ «تعتبر شركة بروج من أفضل مثال للشركات الإماراتية المستثمرة في الصين، فأنشأت المكاتب والمصانع في مدن بكين، شانغهاي وكانتشو والمركز اللوجستية في مدينة تيانجين». وأضاف بفضل استثمارات بروج في الصين، زادت مبيعات منتجات الشركة في السوق الصينية الواسعة. وتابع «حتى الآن، انعقدت 5 اجتماعات للجنة الاقتصادية المشتركة، إذ تعزز بقوة توسيع حجم التبادل الاقتصادي والتجاري وارتفاع جودة التعاون بين البلدين». وأشار سونغ ، إلى أن الدوائر الحكومية والغرف التجارية ووكالات تسهيل التجارة والاستثمار بين البلدين وفرت خلال السنوات الأخيرة فرصاً كثيرة لتعميق التعاون بين الشركات الصينية والإماراتية. وترأست وزارة الاقتصاد الإماراتية وفوداً لحضور معرض كرتون، ومعرض الصين والدول العربية، ومعرض الصين الدولي للاستثمار والتجارة. كما نظمت الحكومة الصينية والوكالات الصينية عمليات لتسهيل التجارة والاستثمار على الشركات الصينية لحضور أنواع من المعارض والاجتماعات في الإمارات، في وقت يختار كثير من الشركات الصينية المعارض في الإمارات لإطلاق التكنولوجيا والمنتجات الجديدة. الإمارات تتقدم عربياً في قائمة الأوائل أبوظبي (الاتحاد) أكد خه سونغ المستشار الاقتصادي والتجاري لسفارة الصين في أبوظبي، أن الإمارات لم تعد معجزة التنمية الاقتصادية ومركز المنطقة الاقتصادي فقط، بل سطرت ودونت اسمها في «المركز الأول» في أول دولة عربية تطرح استراتيجية الابتكار، وأول دولة عربية تفوز بحق استضافة اكسبو، وأول دولة عربية لإطلاق برنامج استكشاف المريخ، وأول دولة عربية لإنشاء وزارة متخصصة في تقديم المساعدات الخارجية. وأضاف: كما تحتل الإمارات المركز الأول من حيث بيئة التجارة ومؤشر السعادة على مستوى الدول العربية ولا تقتصر طموحات الإمارات على العالم العربي، فاستضافة أبوظبي المقر الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وإطلاق خطة دبي لإنشاء «عاصمة الاقتصاد الإسلامي»، وانعقاد«القمة العالمية للصناعة والتصنيع عام 2016» و«مؤتمر الطاقة العالمي عام 2019» جعلها محطة دولية هامة. وقال سونغ «إن توسيع التعاون الإماراتي الصيني يأتي في الوقت الذي دخل فيه الاقتصاد الصيني في مرحلة حاسمة للإصلاح والانفتاح والتعديل الهيكلي، حيث أشار فخامة شي جين بينغ الرئيس الصيني إلى أن الصين ستكثف جهودها خلال 5 السنوات المقبلة في تحقيق النمو عن طريق انتقال نمط التطور الاقتصادي وتعزيز البنية الاقتصادية وتحسين البيئة الايكولوجية وتحسين الجودة والكفاءة، حينها سيتحول النمو فائق السرعة إلى النمو الذي تتراوح سرعته بين المتوسط والسريع، ويمثل معدل 6.5% الحد الأدنى لنمو الاقتصاد الصيني». وأكد ، أن الإمارات تعد شريكاً استراتيجيا للصين وشريكاً مهماً لتعزيز مبادرة «حزام واحد وطريق واحد»، فإن التطابق رفيع المستوى من حيث الاستراتيجية ومجلات التنمية سيوفر فرصة واسعة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين». واستعرض سونغ، أوجه التطابق بين الدولتين حيث يقع التطابق الأول في استراتيجية التنمية فالعام 2015 عام الابتكار للإمارات وكذلك هو عام الابتكار والمبادرة للصين، حيث تطرح الخطة الخمسية الـ 13 للصين 2016-2020، مفاهيم التنمية المتمثلة في الابتكار والتنسيق والبيئة والانفتاح والمشاركة، كما تصر الامارات على استخدام استراتيجية ومفاهيم الابتكار والانفتاح والتنوع والتنمية المستدامة لقيادة التنمية الاقتصادية. وقال« نحن بثقة تامة بأن الأسواق الصينية والإماراتية ستوفر فرص الاستثمار أكثر للشركات الصينية والإماراتية». ويقع التطابق الثاني في مجالات التنمية، حيث أشار فخامة شي جين بينغ الرئيس الصيني في كلمته التي ألقها في الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون العربي الصيني عام 2014، إلى 6 مجالات للتعاون تحت عنوان« حزام واحد وطريق واحد» والتي تحتاج إلى جهود مشتركة من قبل الصين والدول العربية. وتتضمن: الطاقة، بناء البنية التحتية، تسهيل التجارة والاستثمار، الطاقة النووية، الفضاء والأقمار الصناعية، الطاقة الجديدة، وهي تتطابق مع المجالات المهمة لاقتصاد الامارات الابتكاري والمتنوع. وتابع سونغ: «في الوقت نفسه، توجد فرص كثيرة للصين والإمارات، باستغلال مزاياهما، في لعب دور أكبر في مساهمتهما المشتركة في مرحلة التنمية الاقتصادية للدول الأخرى على طول «حزام واحد وطريق واحد». وتوقع سونغ إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الطويلة المدى من حيث الاستثمار والتكنولوجيا وتطوير الأسواق الجديدة، وهي طريق فعال وخيار ضروري لشركات البلدين من أجل تحقيق التنمية المشتركة والاشتراك في الإنجازات في أسواق الصين والإمارات والدول الأخرى، وستخلق آفاقاً أوسع لتعميق وتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. وتبلغ مساحة الصين 9.5 مليون كيلو متر مربع ويقطنها قرابة 1.355 مليار نسمة ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي للصين 17.63 تريليون دولار وتشكل مساهمة الزراعة من الناتج الإجمالي للصين 9.7% والصناعة 43.9% والخدمات 46.4% . وبلغ معدل نمو الناتج المحلي العام الماضي 7.4% وتضم قائمة أهم الشركاء التجاريين أميركا وهونج كونج واليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا واستراليا وتايوان وتبلغ الصادرات الصينية 2.252 تريليون دولار والواردات 1.949 تريليون دولار وسجل معدل التضخم العام 2014 قرابة 2.1%. وتبلغ قيمة الاستثمارات الأجنبية في الصين 1.287 تريليون دولار، فيما تبلغ استثمارات الصين في الخارج 792.6 مليار دولار ويبلغ سعر الصرف الدولار الأمريكي 6.12 يوان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©