الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الاكتتابات الجديدة تسحب 310 مليارات درهم من السيولة

الاكتتابات الجديدة تسحب 310 مليارات درهم من السيولة
16 ديسمبر 2014 22:20
عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي) سحبت الاكتتابات العامة، التي شهدتها الأسواق خلال العام الحالي «6 اكتتابات»، خلال فترة 4 أشهر، سيولة من أسواق الأسهم والبنوك تقدر قيمتها بنحو 310 ملايين درهم، مقارنة مع الحجم المطلوب جمعه والبالغ 10,8 مليار درهم. ولأول مرة في تاريخ الاكتتابات الأولية في الإمارات، تتراجع الأسهم حديثة الإدراج خلال أسابيع من إدراجها دون سعر الاكتتاب وقيمتها الاسمية، وتهبط بنسب قياسية تتراوح بين 30% إلى 50%، حيث أقدم مساهمون في أول يوم من إدراجها على بيعها بأقل من قيمتها الاسمية. وقال محللون ماليون ووسطاء، إن الاكتتابات الجديدة أثرت سلباً على حركة أسواق الأسهم المحلية التي تعاني حالياً هبوطاً قاسياً، حيث كانت هذه الاكتتابات أحد العوامل المؤثرة في تراجع كبير في تداولات الأسهم التي سجلت أدنى مستوياتها خلال العام مع انتهاء آخر اكتتاب شهدته الأسواق لشركة دبي باركس الشهر الماضي. وأضافوا أن الاكتتابات الجديدة جاءت متتابعة ودون جدول زمني يراعي الظروف التي تمر بها أسواق الأسهم التي دخلت في موجة تصحيح محدودة مع أول اكتتاب عام لشركة ماركة في أبريل الماضي، ووصلت ذروتها مع إدراج آخر اكتتاب لشركة دبي باركس الشهر الماضي، وحقق ثاني أكبر حجم من حصيلة الاكتتابات بقيمة 111 مليار درهم. وأجمعوا على أن الإصدارات الجديدة طرحت في توقيتات غير مناسبة لظروف الأسواق وبتقييمات مبالغ فيها، الأمر الذي انعكس على أسعارها السوقية عند إدراجها في الأسواق الثانوية، حيث تتداول جميعها حالياً دون سعر الاكتتاب وبخسائر تصل إلى 30%. وبحسب رصد لـ«الاتحاد»، طرحت في الأسواق 5 اكتتابات جديدة جرى إدراج 4 منها في سوق دبي المالي، وهي حسب ترتيب طرحها شركة ماركة خلال شهر أبريل، ومجموعة إعمار مولز، وحدة التجزئة التابعة لـ«إعمار العقارية» في شهر سبتمبر الماضي، وشركة أمانات في شهر أكتوبر، وشركة دبي باركس في نوفمبر. وشهدت بورصة ناسداك دبي، طرحاً عاماً في أبريل الماضي لشركة «الإمارات ريت»، أول صندوق ائتمان للاستثمار العقاري وفقاً للشريعة الإسلامية، التابعة لبنك دبي الإسلامي، في حين شهد سوق أبوظبي للأوراق المالية اكتتاباً لزيادة رأسمال شركة إشراق العقارية لنحو 600 مليون سهم. وجرت تغطية الاكتتابات جمعيها بنسب قياسية، وحقق اكتتاب مجموعة إعمار مولز أكبر حجم من حصيلة الاكتتابات بقيمة 172 مليار درهم، في حين كان المبلغ المطلوب 5,5 مليار درهم، يليه اكتتاب «دبي باركس» بحصيلة بلغت 111 مليار درهم، والمطلوب جمعه 2,5 مليار درهم، وأمانات 13,6 مليار درهم، والمطلوب 1,37 مليار درهم. وجمع اكتتاب شركة ماركة أول اكتتاب عام تشهده الأسواق خلال العام الحالي، نحو 10 مليارات درهم، في حين كان مطلوباً 275 مليون درهم بتغطية بلغت 36 مرة، واستقطب اكتتاب شركة الإمارات ريت نحو 2,2 مليار درهم، بتغطية ثلاث مرات ونصف مرة، حيث كان مطلوب جمع 643 مليون درهم (175 مليون دولار). وبلغت حصيلة اكتتاب زيادة رأسمال شركة إشراق العقارية بسوق أبوظبي للأوراق المالية نحو 819 مليون درهم، بينما كانت الشركة تطلب 600 مليون درهم. وقال وليد الخطيب مدير شركة ضمان للأوراق المالية، إن الاكتتابات الجديدة أضرت بالسوق الثانوية، ذلك أن غالبيتها طرح بتقييمات مرتفعة، منها شركة إعمار مولز التي طرحت على سعر 2,90 درهم بمكرر ربحية مرتفع للغاية 35 مرة، ومكرر ربحية شركة أمانات 25 مرة، فضلاً عن إدراج شركات لم تحقق نتائج بعد. وأضاف أن الاكتتابات جاءت متتابعة في فترة زمنية قصيرة، في حين كان يتعين طرحها فوق لجدول زمني يراعي ظروف السوق الثانوية، ومدى انعكاسات سحب سيولة لهذه الاكتتابات على سوق الأسهم، وهو ما حدث بالفعل. وأوضح أن الأسواق عانت ضعف التداولات أكثر من 5 أشهر طيلة فترة الاكتتابات الجديدة، وجاءت التراجعات الحالية للأسواق لتعصف بالأسعار السوقية للأسهم الحديثة، التي تراجعت جميعها دون سعر الاكتتاب. من جانبه، قال أسامة العشري، عضو جميعة المحللين الفنيين- بريطانيا، إن الطروحات الجديدة كافة في سوق دبي تعرضت لخسائر فادحة تأثراً بتراجعات السوق، بسبب طرح بعضها للاكتتاب بقيم إصدار مبالغ فيها. وأضاف أن النصيب الأكبر من الخسائر جاء لسهم «إعمار مولز»، الذي استحوذ على 80% من إجمالي خسائر الأسهم المطروحة حديثاً، وتراجع سعره بنسبة 30% من أعلى سعر سجله بعد الإصدار، ويتداول حالياً عند أدنى سعر مما ينذر بموجات جديدة من التراجع، موضحاً أن شركة إعمار مولز طرحت للاكتتاب بمكرر ربحية تجاوز 30 ضعفاً، مما أثر سلباً على السوق وقتها، حيث سحبت الشركة سيولة ضخمة من الأسواق. وأوضح أن سهم شركة ماركة أول الاكتتابات التي طرحت في الأسواق خسر أكثر من 50% عندما تراجع السهم من مستوى الدرهمين إلى مستوى 1,03 درهم، وباتت على بعد فلوس قليلة من قيمته الاسمية، فيما خسر سهم أمانات 20%، وخسر سهم «دبي باركس» 25% من قيمته خلال أسبوع واحد من الإدراج. وأكد العشري أن الطروحات الجديدة كانت من الأسباب الرئيسية التي ساهمت في التراجع الحاد لسوق دبي، مقارنة بنسب تراجع الأسواق الخليجية الأخرى، حيث ساهمت هذه الاكتتابات في شح السيولة، في وقت كان مؤشر السوق في أشد الحاجة للسيولة لتدعمه في تجاوز مستويات مقاومة مصيرية، كانت كفيلة بدعمه في كسر اتجاه هبوطه التاريخي على خريطة اتجاهه للمدى الطويل. وأضاف أن الأسهم حديثة الإدراج كانت الأقرب للتسييل بالنسبة لعملاء الشراء بالهامش، كونها أسهما جديدة معظمها تحت التأسيس، فضلاً عن طرحها بمكررات ربحية مبالغ فيها، فقد كان لها الأولوية عند التسييل مقارنة بالأسهم الأخرى ذات القيمة، والتي انخفضت مكررات ربحيتها بشكل كبير، نتيجة تراجع مؤشر سوق دبي بنحو 40% خلال أسابيع قليلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©