الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السمحة 3» بانوراما تراثية تغرس حب الوطن في نفوس النشء

«السمحة 3» بانوراما تراثية تغرس حب الوطن في نفوس النشء
24 نوفمبر 2012
اليوم يسدل الستار على مهرجان السمحة التراثي الثالث بعد أن قدم وجبة فولكلورية إماراتية أصيلة استقطبت آلاف الزوار من المواطنين والوافدين على مدار ثلاثة أيام، عبر مجموعة فعاليات وأنشطة متنوعة أدهشت الجميع صغاراً وكباراً بما احتوته من تنوع وقدرة على تقديم مفردات التراث الإماراتي في أبهى صورة احتفاء باليوم الوطني الـ41، بحيث تعززها في نفوس الأجيال الصاعدة. مهرجان السمحة التراثي، الذي أقيم في منطقة السمحة الواقعة على بعد 65 كيلومتراً من أبوظبي، في الطريق الرئيس المؤدي إلى دبي، أقيم برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، ضمن برنامج الأنشطة والفعاليات لليوم الوطني 41 الذي يقام تحت شعار “روح الاتحاد”، وينظمه نادي تراث الإمارات عبر فروعه ومراكزه المختلفة في أرجاء العاصمة الإماراتية. السوق الشعبي السوق الشعبي بما يحتويه من منتجات تراثية أصيلة احتل جانباً مهماً بين فعاليات المهرجان، حيث عرض الألوان مختلفة من المشغولات والحرف اليدوية التي نفذتها الوالدات من عضوات النادي، والطالبات اللواتي تدربن على أيدي هؤلاء الأمهات، من بين تلك المنتوجات، الأزياء الشعبية الإماراتية، وكذلك الأعلام وأغطية الرأس التي تحمل شعارات الاحتفال بالاتحاد، كون المهرجان جاء متزامناً مع احتفالات الدولة بالعيد الوطني الحادي والأربعين. وهناك أيضاً ركن الفنون، الذي أتاح للبراعم والزهرات الصغيرات إبراز مواهبهم الفنية في الرسم والتلوين، والتي دارت موضوعاتها جميعاً حول احتفالات اليوم الوطني، ومعاني الولاء والانتماء للأرض التي نشئوا عليها. ومن الفعاليات التي ميزت مهرجان السمحة لهذا العام المسرح المكشوف الذي تم إعداده خصيصا للمناسبة، واعتلى خشبته الكثير من منتسبي ومنتسبات المراكز التابعة لنادي تراث الإمرات، وأخذوا في استعراض مواهبهم في الإلقاء والخطابة والتفوه بالكلمات النابعة من القلب في حب الوطن والقائد، من خلال مجموعة من الأشعار الوطنية والخطب والكلمات الوجدانية والقصائد المؤثرة من بينها قصيدة بعنوان “إماراتي”. وأسهم مركز السمحة النسائي، بوصفه المضيف لهذه الفعالية المبهرة وكعادته في مثل هذه المهرجانات التراثية، بأنشطة عديدة منها بيت الشعر الذي تم تخصيصه لاستضافة النساء وحضور المهرجان، قدمن فيها ألوان الضيافة الإماراتية مثل القهوة العربية والمأكولات الشعبية الإماراتية، وكذلك رسم الحناء على أيادي الأطفال الصغار الذين جاؤوا بصحبة أولياء أمورهم للاستمتاع بأجواء الشتاء الإماراتي الممتع، الذي أقيم فيه مهرجان السمحة التراثي. حول مشاركتها في المهرجان، قالت منى الملا، مدربة الأشغال اليدوية المساعد الإداري بمركز السمحة النسائي، إن مشاركة الوالدات والفتيات من منتسبات النادي في فعاليات المهرجان، يأتي بهدف عرض الفنون والمهارات اليدوية التراثية التي اكتسبوها وتعلموها عبر التحاقهم بالمراكز التابعة لنادي تراث الإمارات، والإسهام في التعريف بتراث الآباء والأجداد، وهذه المشاركة تعتبر من دواعي الفخر لكل من ترك بصمة في إنجاح مهرجان السمحة التراثي عبر دوراته الثلاث المتعاقبة، وانتقاله فيها من نجاح إلى نجاح. مشاركة نسائية أشادت الملا بالمشاركة المجتمعية الواسعة في مهرجان هذا العام والتي تمثلت في الشرطة المجتمعية، وبلدية أبوظبي، وشركة الإمارات للألمونيوم، والمدارس والروضات التي حرصت على تنظيم زيارات لأبنائها لمهرجان السمحة كي يتعرفوا على تراث الأسلاف، ويستلهموا منه العزيمة والإصرار على المضي في طريق التقدم والازدهار الذي تسير فيه دولة الاتحاد منذ ظهورها إلى النور قبل 41 عاماً. ومن المدارس والروضات التي استمتع طلابها وطالباتها بفعاليات السمحة التراثي لهذا العام، روضة ياس، روضة المرجان، روضة الابتهال، بالإضافة لمدرسة الرحبة والمرجان وإبن سينا، والسميح، والعجبان، والباهية وغيرها من مدارس الجهات المحيطة بمنطقة السمحة. ولفتت الملا إلى أن أبرز المشاركات النسائية لمركز السمحة تمثلت في الأشغال اليدوية مثل التلى والسدو والأكلات الشعبية ورسم الحناء، وركن التصوير، حيث يتم فيه تصير الفتيات وهن مرتديات الزي الشعبي وقد أخذ ألوان علم الإمارات، وهناك أيضاً مجموع من الألعاب الشعبية مثل خوصة بوصة والكرّابي، ونط الحبل، وأم العيال. وأكدت الملا نجاح المهرجان في تقديم وجبة تراثية كاملة لجميع أهالي المنطقة وضيوفها خلال فترة إقامة المهرجان، الذي يتميز بسمات عديدة، منها أنه مهرجان ترفيهي، ثقافي، تعليمي، تراثي، ويغرس العديد من قيم ومبادئ حب الوطن والانتماء له في نفوس النشء والأجيال الجديدة. وكان لمركز أبوظبي النسائي حضوره المميز عبر السوق الشعبي، الذي عرض لكثير من المنتجات التراثية الإماراتية. الهوية الإماراتية أكد سعيد المناعي، مدير إدارة الأنشطة والسباقات البحرية بالإنابة في نادي تراث الإمارات، أن مهرجان السمحة هذا العام يتسم بنكهة مميزة كونه جاء في إطار الاحتفالات الكبرى، التي ينظمها نادي تراث الإمارات بمناسبة اليوم الوطني. وأشار إلى أن نجاح المهرجان في تحقيق أهدافه وجذب أعداد كبيرة من الأسر والعائلات وطلاب المدارس للمشاركة في أحداثه وأنشطته، يعبر عن مدى التفاعل بين الجمهور وكافة الفعاليات التراثية التي تعبر عن الهوية الإماراتية وتعزز الانتماء للوطن والقائد. وحرصت إدارة المهرجان هذا العام على تخصيص اليوم الثاني منه للنساء والفتيات، ويتضمن بالإضافة إلى الفعاليات الثابتة، عروضا للألعاب الشعبية تقدمها الطالبات المنتسبات لمركزي السمحة وأبوظبي النسائيين، بالإضافة إلى تنظيم ندوة شعرية مفتوحة للشاعر محمد بن يعروف المنصوري وسالم بن معدن، كذلك تقديم محاضرات توعوية للدفاع المدني، مع تنظيم العديد من المسابقات الثقافية والتراثية. وأوضح المناعي أن مثل هذه المهرجانات الشعبية تعتبر أفضل الوسائل لتحقيق أهداف نادي التراث المتمثلة في التعريف بمفردات ومكونات التراث الإماراتي وتعريف الأجيال الجديدة به، وإظهاره إلى العالم بشكل مميز يبرز الكيفية التي كان يعيش بها الآباء والأجداد، ليقارنوا بين ما كان في الماضي وبين الصورة الرائعة التي تعيشها دولة الإمارات العربية المتحدة حالياً في ظل دولة الاتحاد، ويشاهدوا الإنجازات العظيمة التي تنتشر ملامحها في أرجاء دولة بفعل الاتحاد وما فاء به بالخير على كل من يعيش على أرض الإمارات. ولفت إلى أن مشاركة الأسر وأولياء الأمور ومتابعتهم لفعاليات المهرجان الذي صار حدثا تقليديا سنويا مميزا، كان له دور كبير في إنجاح المهرجان، وهو ما تجلى في اهتمام الناشئة والشباب بتعلم تراث آبائهم وأجدادهم، حيث يقدم لهم المهرجان تنويعات من البرامج والمناشط التنافسية والجرعة الثقافية في إطار معاصر جاذب، وأجواء رائعة تساعد على تحقيق مزيد من النجاح لمهرجان السمحة التراثي وغيره من المهرجانات الشعبية.
المصدر: السمحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©