الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واشنطن وانتهاك موسكو اتفاقيات التسلح

12 ديسمبر 2015 23:29
نظراً لرفض روسيا معالجة قلق الإدارة الأميركية من خرقها اتفاقية مهمة حول الحد من التسلح، قرر «البنتاجون» المضي قدماً في تنفيذ مخططات ترمي إلى تعزيز الدفاعات في أوروبا ضد برامج موسكو العسكرية، ومن ذلك التهديد الذي تطرحه صواريخ «كروز»، هكذا قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأميركية يوم الثلاثاء الماضي. ولكن تطمينات «البنتاجون» لم تُرض المشرّعين «الجمهوريين»، الذين قالوا إن الإدارة لم تحرز أي تقدم بخصوص إقناع الروس بتصحيح الانتهاك. أما موضوع الخلاف، فهو اتفاقية تحظر الصواريخ متوسطة المدى التي تطلق من الأرض، وقعها الرئيس الأميركي رونالد ريجان والرئيس السوفييتي ميخائيل جورباتشوف في 1987، وكان يُنظر إليها لوقت طويل على أنها إحدى الاتفاقيات التي ختمت على نهاية الحرب الباردة. إدارة أوباما اتهمت الروس في يوليو 2014 بانتهاك الاتفاقية من خلال تطوير واختبار صاروخ «كروز» محظور يُطلق من الأرض. وكانت محاولات متكررة لإقناع الكريملن بحل هذا الموضوع قد باءت بالفشل. وفي هذا السياق، قالت «روز جوتمولر»، المسؤولة عن الحد من التسلح في وزارة الخارجية الأميركية، لاجتماع مشترك للجنة القوات المسلحة ولجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إن المسؤولين الروس لم يعترفوا أبداً بتطوير النظام المحظور، وركزوا بدلاً من ذلك على توجيه «اتهامات مضادة»، وصفتها بأنها عارية عن الصحة. وقالت إدارة أوباما إن الصاروخ لم يتم نشره بعد، ولكن «براين ماكيون»، المسؤول عن السياسات في وزارة الدفاع الأميركية الذي ظهر إلى جانب «جوتمولر»، وصف الانتهاك بالجدي وقال: «إننا نتحدث عن نظام حقيقي وليس قدرات ممكنة»، مضيفاً أن تقييماً سرياً من قبل الهيئة المشتركة التابعة للبنتاجون خلص إلى أن نشر هذا النظام من شأنه أن يزيد من الخطر بالنسبة للحلفاء في أوروبا وآسيا وأن «يطرح (أيضاً) تهديداً غير مباشر بالنسبة للولايات المتحدة». وعندما تحدث «ماكيرون» إلى الكونجرس قبل نحو عام، قال إن البنتاجون قام بتطوير سلسلة من الخيارات العسكرية من أجل الضغط على روسيا حتى تقوم بتصحيح انتهاكها. ومن جانبها، قالت «جوتمولر» وقتئذ إن إدارة أوباما تدرس إمكانية اتخاذ «إجراءات اقتصادية» من أجل الضغط على روسيا حتى تعالج الانتهاك، وإن لم تفصح عن تفاصيلها. ولكن «ماكيون» قال يوم الثلاثاء الماضي إن الإدارة الأميركية اتخذت الآن مقاربة مختلفة بعض الشيء تقوم على دمج بعض الخيارات ضمن رد «أكثر «شمولية» على موقف روسيا الأكثر عدائية في أوروبا. وقال: «إن هدفنا الرئيسي لم يتغير، ألا وهو التأكد من عدم حصول روسيا على امتياز عسكري مهم من انتهاكها للاتفاقية»، مضيفا «بالتوازي مع دراستنا للبيئة الاستراتيجية المتغيرة في أوروبا، بدأنا نأخذ ازدياد قدرات روسيا بخصوص صواريخ كروز في الاعتبار أثناء وضع مخططاتنا، ومن ذلك انتهاكها لاتفاقية حظر الصواريخ متوسطة المدى». غير أن الرد العام الذي أشار إليه ماكيون لا يتضمن سوى تفاصيل قليلة، ويشمل على ما يبدو زيادة في الإنفاق كان قد بدأ العمل بها في أوروبا منذ مدة، إضافة إلى برامج يرغب البنتاجون في إدراجها ضمن مقترحات الميزانية مستقبلا. كما أنه ما زال من غير الواضح أي قدرات جديدة يخطط البنتاجون لنشرها وكم من الوقت يستغرق، وأي برامج قد يقوم بإلغائها في حال قرر الروس الالتزام ببنود الاتفاقية في النهاية. ولكن مسؤولًا رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن اسمه، لأنه كان يتحدث عن مداولات الإدارة، قال إن الحجم الكامل للمخطط سيصبح واضحاً عندما تنتهي المناقشات الداخلية حول الميزانية. النائب «الجمهوري» مايك روجرز، رئيس لجنة القوات الاستراتيجية التابعة للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، اشتكى من أن الإدارة لم تعلن عن أي إجراءات محددة رداً على الانتهاك الروسي المفترض. وقال: «إن هذا الانتهاك بدأ منذ وقت طويل وينبغي عدم التطبيع معه». ويبدو الشعور السائد بين المشرعين الأميركيين أشبه بذاك الذي عبّر عنه النائب «الجمهوري» تِد بو، الذي يشعر بالإحباط جراء عدم تحقيق أي تقدم بشأن جر الروس إلى محادثات جادة حول الانتهاك إذ قال: «يبدو هذا مثل وضع تتكرر فيه الأحداث باستمرار!». *مايكل جوردون – واشنطن* *ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©