الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جنوب السودان وتحديات إدارة المرحلة الانتقالية

جنوب السودان وتحديات إدارة المرحلة الانتقالية
31 يناير 2011 21:15
ماجي فيك جوبا ما أن تم الإعلان عن النتائج الرسمية لاستفتاء تقرير المصير بجنوب السودان، مؤكدة انفصال الجنوب عن الشمال من قبل أعضاء مفوضية الاستفتاء حتى انطلقت هتافات الاحتفاء والرقصات العفوية، فقد أعلن القاضي "تشان ريك مادوت"، رئيس مكتب مفوضية الاستفتاء في الجنوب خلال الإفصاح عن النتائج في عاصمة الجنوب المنتج للنفط: "كان التصويت لصالح الانفصال بنسبة 99.57 في المئة"، وذلك بعد استعراضه للنتائج حول الوحدة والانفصال في الولايات العشر المشكلة لجنوب السودان. وفيما كان "مادوت" يعلن عن نتائج التصويت في الجنوب كان محمد إبراهيم خليل، رئيس مفوضية الاستفتاء يعلن نتائج الاستفتاء في شمال السودان وفي البلدان الخارجية الثمانية التي نظم الاستفتاء فوق أراضيها لوجود نسبة مهمة من المغتربين المنحدرين من جنوب السودان. وفي التفاصيل سجلت ست ولايات جنوبية رقماً مرتفعاً في نسبة التصويت لصالح الانفصال وصل إلى 99.9 في المئة فيما انخفضت النسبة إلى 95.5 في المئة في ولاية بحر الغزال الغربية المحاذية لإقليم دارفور، وهي النسبة الأكثر انخفاضاً المسجلة بين ولايات الجنوب. هذا بالإضافة إلى المشاركة الكثيفة في استفتاء تقرير المصير التي وصلت حسب المفوضية العليا للاستفتاء إلى 99 في المئة بالولايات الجنوبية، على رغم أن المنطقة تعد الأفقر والأقل تطوراً في العالم. وفي المقابل لم تتجاوز نسبة المشاركة في التصويت على استفتاء تقرير المصير في الشمال نسبة 60 في المئة حيث صوت لصالح الانفصال 58 في المئة من الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم، هذا في الوقت الذي فضل فيه العديد من الجنوبيين مغادرة الشمال والتوجه إلى موطنهم في الجنوب قبل البدء في التصويت. وتتوقع الأمم المتحدة أن تتزايد الرحلة من الشمال إلى الجنوب ليصل عدد العائدين إلى 100 ألف شخص خلال الشهر المقبل، وليضاف إلى هذا العدد أكثر من 190 ألف شخص تدفقوا على الجنوب منذ شهر أكتوبر الماضي. أما في البلدان الخارجية الثمانية التي نُظم فيها الاستفتاء، بما فيها الولايات المتحدة ومصر، فقد اختار 99 في المئة من الناخبين الانفصال، ففي الولايات المتحدة مثلاً صوت 99 في المئة لصالح انفصال الدولة الجديدة في مراكز الاقتراع التي توزعت على بوسطن وسياتل وواشنطن. وقبل إعلان النتائج في الولايات العشر الجنوبية أكد "مادوت" أن المواطنين في الجنوب "يعتبرون تقرير المصير أهم ما جاء به اتفاق السلام لعام 2005"، وهو الاتفاق الذي أنهى أكثر من عقدين من الحرب بين الشمال والجنوب. وفي مقابل ارتياح رئيس مكتب مفوضية الاستفتاء في الجنوب لم يبدُ نفس الارتياح على نظيره الشمالي، المحامي "محمد إبراهيم خليل"، الذي أعلن نتائج الاستفتاء في ولايات الشمال، مفضلاً التركيز على مستقبل العلاقات بين الشمال والجنوب، قائلا "إن النتائج تؤكد التغيير الحاصل في الوضع والمتمثل في بروز دولتين بدل دولة واحدة" مضيفاً بعدما قاطعه الجنوبيون بالتصفيق "لكن التغيير مرتبط فقط بالجانب القانوني والدستوري بين الجنوب والشمال لأن العلاقة بينهما أعمق ولا يمكن فصلها سواء ديموغرافيّاً أو تاريخيّاً". وفي مؤتمر صحفي عقده محمد إبراهيم خليل في عاصمة الجنوب، جوبا، خلال الاستفتاء قال إنه ليس سعيداً بالانقسام المرجح لبلاده، لكنه عاد في يوم الأحد الماضي ليتبنى نبرة أكثر تفاؤلاً قائلاً "إن النموذج الناجح للاستفتاء يعطينا الأمل في إمكانية حل جميع القضايا العالقة بين الشمال والجنوب قبل فترة الستة أشهر المتبقية لإعلان دولة الجنوب رسميّاً". وقد توجه الزعيم الجنوبي، سيلفاكير، في تصريح له بعد الإعلان عن النتائج بالشكر إلى الرئيس عمر البشير لقيادته ولجعله "السلام ممكناً"، مضيفاً أن حكومة الجنوب ستقف إلى جانب البشير فيما الانفصال يقترب أكثر، مؤكداً في الوقت نفسه أن الجنوب سيعلن الاستقلال في 9 يوليو من العام الجاري وليس قبله، حيث قال "لن نُنزل علم السودان إلا في التاسع من يوليو المقبل". ولم ينسَ سيلفاكير في حديثه إلى الصحفيين الإشارة إلى المسائل الصعبة العالقة بين الطرفين التي تحتاج إلى حل قبل الإعلان عن الدولة الجديدة في الجنوب وعلى رأسها موضوع "أبيي" الشائك. وقبل الإعلان عن نتائج الاستفتاء كان سيلفاكير قد توجه بدعوات إلى مواطني الجنوب لتوخي الحذر أثناء الاحتفال بالنتائج، داعيّاً إلى ضبط النفس وتجنب كل ما قد يفهم باعتباره تصرفاً استفزازيّاً للشمال، والامتناع عن إطلاق النار احتفاء بالانفصال. ولكن مباشرة بعد انتهاء سيلفاكير من خطابه لم يتمالك حشد الجنوبيين الذي تزايد عدده ليصبح عدة آلاف فانطلقت الرقصات الشعبية عندما أدرك الحاضرون أن أصواتهم كانت حاسمة في قيام دولتهم المرتقبة في الجنوب. أما في الخرطوم فقد كان الوضع مختلفاً حيث كانت الشرطة تطارد وتعتقل الطلبة المتظاهرين المطالبين باستقالة الحكومة، ومن غير المعروف ما إذا كانت الصلات التاريخية والديموغرافية التي تحدث عنها محمد إبراهيم خليل ستتم المحافظة عليها فعلاً بين الشمال والجنوب بعد الانفصال وإعلان قيام الدولة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان ساينس مونيتور"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©