إن التطور الواضح والملموس في مجال الاتصال الحكومي، والاهتمام المتزايد به من مؤسسات الدولة المختلفة، يحتم على العاملين في هذا المجال الاهتمام بتنمية معارفهم وقدراتهم ومهاراتهم في هذا المجال، حتى يتمكنوا من اللحاق بهذا التطور الواضح في مجال الوسائل الاتصالية المستخدمة في اتصالات المؤسسات الحكومية، ما يمكن هذه المؤسسات من مواجهة الحجم الكبير من التحديات المعلوماتية والخدمية التي تواجهها، ويمكنها من المنافسة محلياً ودولياً.
فالاتصال الحكومي له أهمية كبيرة في بناء صورة المؤسسة وإبراز دورها في المجتمع المحلي والعالمي، وإيصال رسالتها الخدمية أو التنموية، وذلك لتحقيق تواصل فعّال مع المجتمع بفئاته كافة. فالاتصال الحكومي يسهم في دعم ثقة المجتمع بالمؤسسة، وبيان دورها والخدمات التي تقدمها المجتمع، ومن هنا يجب على العاملين في أقسام الاتصال الحكومي الاهتمام بتطوير مهاراتهم التقنية في التعامل مع وسائل الاتصال الحديثة، وتنمية ثقافتهم الإعلامية، وفهم المصطلحات الحديثة، كما يجب على المؤسسات الحكومية الاهتمام بمجال التدريب والتعليم المستمر.
إن المسؤوليات الملقاة على عاتق موظفي الاتصال الحكومي كبيرة، فهم مسؤولون عن المشاركة في تخطيط البرامج والحملات الاتصالية للمؤسسات الحكومية وفق استراتيجيات سليمة، كما أنهم مسؤولون عن التعامل مع وسائل الإعلام بفئاتها كافة، وإمدادها بالأخبار والمعلومات الخاصة بأنشطة المؤسسة، كما أنهم يتعاملون مع الجمهور في أوقات كثيرة. ومن المسؤوليات الأخرى المكلف بها هؤلاء العاملون، تقييم فاعلية الاتصال الحكومي للمؤسسات التي يعملون بها ورصد آراء واتجاهات الجمهور نحوها. وهو ما يتطلب ضرورة التدريب على عمليات التخطيط والمتابعة والتقييم للأنشطة الاتصالية، فضلاً عن تأهيلهم تقنياً ومعرفياً بأساليب وقواعد التعامل مع وسائل الاتصال الحديثة.
إن تجاهل أي مؤسسة حكومية لطبيعة تأهيل وتدريب مواردها البشرية العاملة في مجال الاتصال الحكومي، يضعف من قدراتها الاتصالية، ويحدث فجوة بين استراتيجيات الدولة في هذا المجال وآمالها، وبين الأداء الاتصالي للمؤسسة، وهو ما يؤكد ضرورة ما أدعو إليه من الاهتمام بهذا النوع من التأهيل والتطوير.
فاطمة سليمان الظهوري
كلية الاتصال - جامعة الشارقة
عدد اليوم
