ماهو تعريف كرة القدم في أي دولة ؟ هل هي المنتخبات فقط، أم أنها المنتخبات والأندية والمسابقات المحلية والحكام والتدريب والملاعب والجماهير وتسويق هذا كله مادياً مع ضمان الترويح والمتعة؟.
رأيي أن الكرة في أي دولة هي هذا كله وليس بعضه، وكنا نقول قديماً: «دوري قوي يفرز منتخباً قوياً»، إلا أن إنجلترا أثبتت بمرور السنين أن المعادلة ناقصة، فالدوري القوي الذي يفرز منتخباً قوياً يكون عماده اللاعب المحلي، وحيرني الإنجليز، فهم يملكون أقوى وأغنى دوري في العالم، ولكن منتخبهم ضعيف وفقير، لم يحقق سوى بطولة واحدة وهي لقب كأس العالم عام 1966، وحين استعانوا بالأجانب، وفتحوا الباب أمام ثقافات فنية مختلفة، وصلت إلى استيراد لاعبين من مائة دولة، حين فعلوا ذلك من أجل رفع مستوى الدوري المحلي هبط مستوى المنتخب.
في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم شارك 21 لاعباً إنجليزياً مع أنديتهم مقابل 26 لاعباً في عام 2011، بينما سيطر اللاعبون الإسبان «75 لاعباً» والبرازيليون «68» والألمان «51»، وتأهلت أربعة أندية ألمانية للدور الحاسم مقابل ثلاثة إنجليزية، وأجرى اتحاد كرة القدم في إنجلترا دراسات تحليلية على هذه الأرقام التي تعكس التأثير السلبي على مستوى اللاعبين الإنجليز من جراء زيادة عدد الأجانب.
لذلك يخطط الاتحاد الإنجليزي لتخفيض عدد اللاعبين الأجانب بنسبة 30 % بحلول عام 2020، بعدما وصلت نسبة الأجانب في الدوري إلى 67 %، ويخطط الاتحاد الإنجليزي للفوز بكأس العالم عام 2022، هذا ما أعلنه، إلا أن الصراع سوف يستمر بين الأندية وبين المنتخب، وهو صراع قديم في الدول التي طبقت الاحتراف، ويحكمها المال الذي يحكم الصناعة.
لم تعد كرة القدم كصناعة أسيرة حدود الدول، وإنما أصبحت الأهداف الآن إقليمية، وعالمية، ولعل تجربة بايرن ميونيخ أكبر دليل على رغبة الألمان في منافسة الإنجليز، لكنهم تأخروا 10 سنوات على الأقل، ولأندية البريميرليج أنصار في ريو دي جانيرو، وفي بكين وبومباي، وزيمبابوي، إلا أن الاقتراح الذي طرح عام 2008 بإقامة 39 مباراة كل موسم خارج إنجلترا عاد ليطل من جديد، وهو ما يلقى التأييد من مالكي الأندية، باعتبار أن ذلك يسهم بمزيد من الانتشار، ومزيد من العائد، يضاف إلى ذلك قرار جرئ للغاية بإقامة مباريات ليلة الجمعة؟.
عدد اليوم
