بروكسل (وكالات) - تضاءلت الآمال أمس في بروكسل حيال قدرة قادة الاتحاد الأوروبي على التوصل لاتفاق سريع بشأن إنفاق الاتحاد للفترة من 2014 إلى 2020 بعدما ظل ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني، يشكل العقبة الأكبر بدعوته لإجراء المزيد من الخفض.
وفي حين شككت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل في التوصل إلى اتفاق، قال كاميرون لدى وصوله بروكسل امس “لا أعتقد أن هناك تقدما كافيا حتى الآن، وهناك فعلاً مشكلة، فليس هناك تقدم في تقليص مقترحات تدعو إلى إنفاق إضافي”.
وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، إن بلاده تعمل على التوفير، ويجب أيضا أن توضح أوروبا أنها على استعداد لـ”شد الحزام”. وعبر المستشار النمساوي فيرنر فايمان أيضاً عن شكوكه من أن تتجسد خطة إنفاق على أرض الواقع، قائلاً “في أزمة اقتصادية سيكون ذلك بالطبع الهدف الأساسي عندما يستمر الناس في الحديث عن النمو كل يوم، وحينئذ سينجزون أيضاً موازنة لمدة سبع سنوات”.
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الفنلندي جيركي كاتينين إنه من الصعب القول إلى أي مدى يمكن أن نستطيع المضي اليوم، مشيراً إلى أن الاقتراح الجديد الذي أعده هيرمان فان رومبوي رئيس الاتحاد الأوروبي لم يذهب بعيدا عن خفض 80 مليار يورو، كان اقترحها في البداية من اقتراح المفوضية البالغ قيمته 1,09 تريليون يورو.
وانتقد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند اقتراح فان رومبوي مشدداً على أنه يجب توفير المزيد من التمويل لمجال الزراعة.
وأثار العديد من قادة الاتحاد الأوروبي، إمكانية عقد قمة أخرى في يناير أو فبراير المقبلين لإزالة خلافاتهم، في وقت واصل رئيس الاتحاد فان رومبوي أمس مساعيه للتوصل إلى اتفاق حول موازنة الاتحاد، وقال إن هناك حاجة إلى قرارات مؤلمة بشأن الموازنة للسنوات السبع المقبلة.
وقال لزعماء الاتحاد الأوروبي إن عمل الكثير في ضوء أموال أقل ينطوي على خيارات سياسية، وهذا أمر مؤلم حتى وإن كانت التخفيضات معممة بالتساوي، لذلك يجب أن نكون واقعيين، وألا ننسى أن هذه الموازنة هي موازنة لبقية العقد الحالي” مضيفاً “يجب علينا أن نعمل والمصلحة الأوروبية في الاعتبار جنبا إلى جنب مع المصلحة الوطنية، وأن الاتفاق ضروري وفي متناول أيدينا.
وتقدم رومبوي بمقترح جديد للميزانية الأوروبية أبقى فيه على اقتراحه السابق لتخصيص ميزانية قدرها 973 مليار يورو على الفترة بين 2014 و2020 أي ما يوازي 1,01% من إجمالي الناتج المحلي الأوروبي، الا انه يخصص 8 مليارات يورو إضافية للسياسة الزراعية المشتركة في الاتحاد و10,6 مليار يورو لسياسة الاندماج بالنسبة للبلدان الأكثر فقرا.
ورغم أن الأموال ستبدأ في التدفق عام 2014 يجب التوصل لاتفاق في القريب العاجل، بحيث تستطيع الجهات الرقابية بلورة خطط كيفية توزيع الأموال في وقت مناسب، وإذا ما انتهت المهلة الزمنية، سيتم تجديد موازنة الاتحاد الأوروبي لعام 2013 بشكل سنوي مع تعديلها وفقا للتضخم.
وكان رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي قد علقوا الخميس الماضي أعمال قمتهم حول الميزانية حتى ظهر أمس بهدف دراسة مقترح جديد للتسوية، ويبدي العديد من القادة الأوروبيين رغبتهم في الدفاع عن مصالحهم الوطنية.
عدد اليوم
