الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفغانستان... ومابعد فوز أوباما

24 نوفمبر 2012
لعبت الحرب في أفغانستان دوراً محدوداً جداً في حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي انتهت يوم 6 نوفمبر الجاري بفوز الموشح «الديمقراطي» بولاية رئاسية جديدة. ولذلك، فليس من المفاجئ ربما أن إعادة انتخاب الرئيس أوباما لم تثر اهتماماً كبيراً في أفغانستان. وإذا كان من المرتقب أن تبقى القوات المحاربة في أفغانستان حتى نهاية 2014، فإنه يبدو بالنسبة للكثيرين هنا أن الولايات المتحدة وشركاءها في التحالف قد وضعت قدماً خارج أفغانستان منذ الآن، وذلك على افتراض أن النهج الذي اتبعته إدارة أوباما سيتواصل خلال السنوات الأربع المقبلة، ما يعني أن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان أمر لا مناص من تنفيذه. وفي هذا الإطار، تحدثت فتانا جيلاني، مديرة جمعية النساء الأفغانيات، عن الإحباط العام الذي يشعر به كثير من الأفغان. وحسب “جيلاني”، “تحدث أوباما عن تغيرات إيجابية كبيرة في أفغانستان خلال السنوات الأربع الماضية، والحال أنه ليس ثمة أي تغير ملموس بالنسبة للشعب الأفغاني”، مضيفة “فالحرب مستمرة، وإنتاج المخدرات ارتفع، وأكثر من مليون أفغاني أصبحوا مدمنين. وعلاوة على ذلك، فإنه لم يتم إيلاء أي اهتمام إلى إعادة الإعمار أو إلى الاقتصاد الأفغاني. كما أن وضع النساء أضحى أسوأ حالاً اليوم، مما كان عليه قبل أربع سنوات. وبالتالي، فإنني أعتقد أن سياسات أوباما فشلت في أفغانستان”. ومن جانبه، وجه “موان مارستيال”، وهو نائب رئيس “حزب الحق والعدالة” المعارض، انتقاداً للولايات المتحدة، بسبب تفاوضها مع “طالبان” وفشلها في تدريب القوات المسلحة الأفغانية وتجهيزها بشكل كاف. وفي هذا السياق، قال «مارستيال»: “إن سياسات الديمقراطيين كانت بشكل عام أفضل من تلك التي اتبعها الجمهوريون في المنطقة – ولكن ليس في ما يتعلق بأفغانستان”، مضيفاً “لقد دفعت الولايات المتحدة مبالغ كبيرة للحكومة الأفغانية من أجل التفاوض مع “طالبان” عن طريق “المجلس الأعلى للسلام”... غير أنهم «المتمردون» لن يرغبوا في السلام أبداً. وكان يجدر بأوباما أن ينتبه إلى هذا الأمر”. أما ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حركة “طالبان”، فقال إنه يتعين على الرئيس الأميركي أن يقوم بسحب جنوده من أفغانستان، ويركز بدلاً من ذلك على المشاكل الداخلية لبلاده. هذا في حين اعتبر آخرون أن إدارة أوباما أعيقت بسبب دعمها المستمر للرئيس حامد كرزاي. وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي أحمد سيد: “إن سياسيات أوباما في أفغاسنتان لم تنفذ بشكل ناجح لأن رؤيته تختلف عن رؤية كرزاي”، مضيفاً “ونتيجة لذلك، تطورت علاقة صعبة بين الطرفين”. وأضاف “سيد” إنه من المهم أن تقوم إدارة أوباما خلال ولايتها الثانية بمنع كرزاي وأنصاره من الهيمنة على الانتخابات الرئاسية، المرتقبة في 2014. المتحدث باسم كرزاي سياماك حيراوي، اعترف بأن العلاقات الأميركية الأفغانية عرفت بعض الاضطراب خلال ولاية أوباما الأولى؛ غير أنه شدد على أن أياً من تلك المشاكل ليست خطيرة وأن العديد منها قد تم حله. وفي هذا الإطار، لفت “حيراوي” إلى أن البلدين وقعا اتفاقية استراتيجية، وأن القوات الدولية شرعت في انسحابها التدريجي، وأن مؤتمرات المانحين الدوليين أفضت إلى تعهدات جديدة بمساعدة أفغانستان. غير أن رمضان بشار دوست، العضو في البرلمان، عبر عن مرارة واستياء مما اعتبره استغلالاً من قبل نخبة صغيرة للمساعدات الدولية المقدمة لأفغانستان. وفي هذا الإطار، قال “بشار دوست” إن قلة قليلة أضحوا من “أصحاب الملايين بفضل الضرائب التي يدفعها الأميركيون المساكين. إنهم يملكون قصوراً فخمة، وأبناؤهم يقودون سيارات يبلغ سعر الواحدة منها 100 ألف دولار، هذا في وقت بلغ فيه عدد العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة 15 مليون شخص، ويفتقر 50 مليون آخرين إلى الطعام”، مضيفاً “أما بالنسبة لأفغانستان الأخرى، التي يبلغ عدد سكانها 26 مليون نسمة، فلم يقدم لها أوباما أي شيء خلال السنوات الأربع الماضية غير الفقر، والحرب، ووفيات المدنيين، والبطالة، وانعدام الأمن، والكوارث، وبالتالي، فإنه فشل هناك”. أما فضل الله جلال، الأستاذ المحاضر في القانون بجامعة كابول، فقد قدم تقييماً متفاوتاً بشأن تعاطي أوباما مع أفغانستان إذ قال: “لقد اتبع الرئيس الأميركي سياسات ليبرالية؛ وتعامل بصبر مع المواقف الصعبة أحياناً التي اتخذها الرئيس الأفغاني، حيث تغاضى في صمت عن الوعود المنكوثة «من قبل كرزاي» بكبح الفساد والقضاء على زراعة الخشخاش وإنهاء تجارة المخدرات – وكل ذلك حتى يتجنب التسبب في توتر على مستوى القيادة”. مينا حبيب كابل ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©