السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العراق وخطر الإعدام الانتقامي

3 ديسمبر 2013 23:52
سمير يعقوب بغداد تشير بيانات للأمم المتحدة نشرتها يوم الأحد الماضي إلى أن حصيلة القتلى في العراق انخفضت بنحو الثلث تقريباً لتصل إلى 659 قتيلاً الشهر الماضي، أي في نوفمبر - عن الشهر السابق عليه، لكن الزيادة في الآونة الأخيرة في عدد الجثث التي يتم العثور عليها في الشوارع والرصاص يملأها يثير المخاوف من أن البلاد قد تكون مقدمة على حرب شاملة بين السُنة والشيعة. فيوم الأحد الماضي فحسب، ضربت ثلاثة تفجيرات موكباً لتشييع جثمان ابن لأحد زعماء القبائل السُنية المناهضة لـ”القاعدة” في شمال شرق بغداد، وأشار مسؤولون إلى أن الهجوم ليس إلا واحداً بين هجمات عدة في البلاد، قُتل فيها 17 شخصاً في اليوم نفسه. وكانت البلاد على شفا أن تتمزق إرباً بعد الفوضى التي عمتها في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، الذي أطاح بحكومة صدام حسين التي هيمن عليها السُنة. لكن العنف انحسر عام 2008، بعد عمليات عسكرية أميركية عراقية مشتركة، وبفضل وقف إطلاق نار أعلنته جماعة مسلحة شيعية، وحملة سُنية ضد تنظيم القاعدة في العراق. ورغم الهدوء النسبي، استمرت الهجمات بشكل شبه يومي، وظلت التوترات السياسية مرتفعة بين السنة والشيعة التي عززت نفوذها بعد الانسحاب الأميركي في ديسمبر عام 2011. وأشارت بيانات للأمم المتحدة أن أكثر من ثمانية آلاف عراقي قتلوا خلال العام الجاري، وتزايد نزيف الدماء بشدة بعد الحملة الأمنية الدموية في 23 أبريل لقوات الأمن على مخيم احتجاج سُني، وهو ما أدى إلى هجمات شبه يومية ينفذها على الأغلب متطرفون سُنة ومسلحون من القاعدة عازمون على تقويض حكومة البلاد التي يقودها الشيعة. وذكرت بعثة الأمم المتحدة في العراق أن ما لا يقل عن 565 مدنياً و94 من أفراد الأمن قتلوا في نوفمبر الماضي مقارنة بمقتل 979 في أكتوبر، وأكد تقرير بعثة المنظمة الدولية أن الأعداد تمثل الحد الأدنى، وقد تزيد عن ذلك. وتشير المنظمة الدولية أيضاً إلى أن 1373 عراقياً أُصيبوا بجروح في هجمات على امتداد البلاد الشهر الماضي بانخفاض أكثر من 500 جريح عن أكتوبر الذي أُصيب فيه 1902 عراقي بجروح. ومنيت بغداد والمناطق القريبة منها بأعلى عدد من الضحايا في نوفمبر، حيث قتل 224 شخصاً وأُصيب 399 شخصاً بجروح في العاصمة، تليها محافظة نينوى الواقعة في الشمال والهشة أمنياً التي قتل فيها 107 أشخاص وأصيب فيها 224 بجروح. وهذا ثاني شهر على التوالي تنخفض فيه حصيلة القتلى الإجمالية، لكن مبعوث الأمم المتحدة للعراق نيكولاي ملادينوف قال إنه “قلق للغاية” من الارتفاع في عمليات القتل “بطريقة الإعدام” في الآونة الأخيرة. فقد عثرت الشرطة العراقية الأسبوع الماضي على 31 جثة لرجال ونساء وأطفال قتلوا بإطلاق الرصاص على رؤوسهم في ثلاثة أماكن مختلفة في أنحاء بغداد ما يعيد إلى الأذهان ذروة العنف الطائفي بين عامي 2006 و2007 عندما كان المتطرفون يخطفون أفراداً من الجماعات الدينية الأخرى ويقتلونهم. وحث “ميلادينوف” الحكومة العراقية على أن تتخذ إجراءات على الفور للعثور على المهاجمين ومحاكمتهم عن عمليات الإعدام التي تتم بـ”طريقة بشعة ومروعة”. ولم يتضح بعد المسؤول عن جمع الضحايا وقتلهم في الأسابيع القليلة الماضية، فقد يكون الجناة من جماعات شيعية مسلحة تسعى للانتقام من هجمات السنة المستمرة. ومسلحو الفرع المحلي للقاعدة يشنون هجمات ضد السنة والشيعة على السواء. وقد يكون القتل ليس إلا ثأراً شخصياً. وينبه حامد المطلق، وهو عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، إلى أن عمليات القتل في الآونة الأخيرة تبين عدم قدرة قوات الحكومة على توفير الأمن الكافي أو مواجهة الجماعات المسلحة. ومضى المطلق يقول إنه يتعين التحسب لمزيد من عمليات القتل والثأر في المستقبل القريب؛ لأن هناك بعض الجماعات والسياسيين يريدون إيقاظ الفتنة. أما مازن صبيح، وهو موظف سني في الحكومة من شمال بغداد، فقال إنه يتجنب زيارة الأحياء الشيعية خشية أن يعتقله رجال الميليشيات ويقتلونه. وأضاف أن هناك فيما يبدو بعض الناس من الشيعة مازالوا مصرين على الانتقام من السنة، ونسوا ما حدث بين عامي 2006 و2007، ويعتقدون أن الفراغ والتدهور الأمني الحالي هما الوقت المثالي لتصفية الحسابات القديمة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©