رثاء الذات لا يساعد على تجاوز العقبات

تشير المؤلفة ''فيرا بيفر'' في كتابها ''المزيد من التفكير الإيجابي'' إلى أنه أمام كل عقبة في الحياة توجد حلول عدة، وإذا كنا غير سعداء بظروفنا فلنا مطلق الحرية للسعي وراء إيجاد ظروف أفضل وأجمل، فدائما ما يكون أمامنا خيار آخر على الأقل غير الرثاء للذات· ويساعد الكتاب على إزالة العقبات التي تقف في طريق عمل التغييرات الإيجابية في حياة الأفراد والتي تعمل لأن يصبحوا أكثر نجاحاً في تحقيق الأهداف وتحقيق السعادة التي يستحقونها· وتذكر المؤلفة في أحد فصول الكتاب الخرافة التي تقول: إنه إذا وصل المرء إلى قمة السعادة فعليه أن يتوقع كارثة، وهذه مشكلة التفكير السلبي، حيث يدفع الفرد للشعور بالتوتر والقلق وتقلب المزاج، فإذا طرأ موقف صعب فيقل احتمال تعامله معه بطريقة سليمة بالمقارنة بمن يفكر بإيجابية· وهذا التعامل السلبي مع المواقف يؤكد الهواجس بوقوع كارثة فيتعزز التفكير السلبي في ذهن الفرد، ويظل هكذا يدور في حلقة مفرغة· وهذا يدفع للحديث عن التفاؤل، وهو الإيمان بأن الأمر يستحق بذل الجهد، والتفاؤل هو الأمل بإمكانية تحقيق نتائج إيجابية بالرغم من أي عقبات قد تعترض طريقنا، وكل ما يتطلبه التفاؤل هو الشجاعة في مواجهة الحياة، ويعتبر التفاؤل أحد الأسلحة المهمة إذا أردنا النجاح وتجنب الطرق المسدودة بالاستسلام والسلبية· والتفاؤل لا يعني عدم الواقعية، ولا يعني إنكار وجود عوائق، ولكنه يعني توقع التغلب على العوائق، فالإنسان المتشائم لن يحاول تجربة أي شيء جديد، كما يعوق تقدمه بعقبات يصورها له خياله حتى لا يستطيع رؤية هدفه أبداً، والتشاؤم يخلق روح الانهزامية ويتحقق إذا آمنا به، كما أن التفاؤل يخلق الحماس ويتحقق أيضا إذا آمنا به·