الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المرأة نصف المجتمع.. والتكنولوجيا أيضاً

المرأة نصف المجتمع.. والتكنولوجيا أيضاً
10 مايو 2007 01:40
تحقيق ـ نورة الظاهري: المرأة نصف المجتمع، وقد عبر عن هذه الحقيقة د· فاروق الباز مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن الأميركية، بقوله: أثبتت المرأة قدراتها، وهي في مصر على سبيل المثال، تعمل إلى جانب الرجل في المختبر والمصنع والجامعة، وفي شتى المرافق الأخرى، وليس هناك سبب لأن تكون أقل إنتاجية من مثيلاتها في الدول الأخرى· النهضة، كما يقول الباز، في العالم العربي تعتمد على المرأة والرجل، وطالما أن هناك 50 بالمائة نساءً و50 بالمائة رجالاً، فلا بد من استخدام هذه الطاقة البشرية في العمل والإنتاج· جدير بالذكر أن الباز كان وراء إنشاء الشبكة العربية للمرأة في العلوم والتكنولوجيا التي أنشئت قبل قرابة عامين، ولدى سؤالنا عما تحقق حتى الآن، قال: لم يتحقق الكثير، لكن هذه الشبكة استطاعت تكوين مجلس إدارة وممثلين من كل دولة عربية، كما بدأت الحملات الإعلانية لهذا الغرض، وسيكون هناك اجتماع موسع يعقد في مكتبة الإسكندرية خلال أكتوبر المقبل· في زمن قياسي، استطاعت المرأة العربية بشكل عام أن تحقق قفزة نوعية، كما تقول معالي الوزيرة الشيخة لبنى القاسمي: هناك تباين بين دورها وحضورها الاجتماعي من دولة إلى أخرى· واعتقد أن السنوات الأخيرة وفى ضوء الثورة المعلوماتية الكبيرة والتكنولوجيا الحديثة والمؤسسات الداعية لحقوق المرأة، قد اثرت كلها ايجابياً على دور المرأة في المساهمة في تنمية المجتمع والاستفادة من قدراتها كعنصر متعلم مثقف له كيانه وقادر على ممارسة التحدي والتصدي للعلم الحديث وتقنيات العصر المختلفة · وتؤكد أن المرأة دخلت في شتى ميادين العمل والإنتاج،، كذلك فإن الجانب الاقتصادي وممارسة الأنشطة الاقتصادية المختلفة لم يعد حكراً على الرجال بل أصبحت حقولاً جديدة للمرأة وأصبح لها وجود وحضور مهم في السوق الاقتصادية ونجد اليوم مجلس لسيدات الأعمال العرب واتحاد المستثمرات العرب يضمان العديد من السيدات اللائي ساهمن في نمو وتطور الحركة الاقتصادية في العالم العربي· التخصصات التقنية أكبر دليل المهندسة الإلكترونية رحاب لوتاه، ومديرة قسم تطوير الأعمال في حكومة دبي الإلكترونية ترى أن مجال تكنولوجيا المعلومات بلغ أوج ازدهاره مع ظهور الشبكة العنكبوتية في بداية الثمانينات مما كان لها اكبر الأثر في جذب أعداد كبيره من الدراسين والمتخصصين في هذا المجال ومن بينهم المرأة العربية التي تميزت دائما بطموحها ورغبتها في تعلم الجديد وبدأت مثلها مثل الرجل البحث والتدريب والاستفادة من تكنولوجيا المعلومات سواء بالدراسة التخصصية أو الاستخدام الأمثل لها، وتقول: برزت الكثير من النساء في هذا المجال واثبتت جدارتها· وأن إقبال المرأة على الدراسة التخصصية في هذه المجالات التقنية كان ملازماً لسرعة تبني هذه الاختصاصات من قبل جامعاتنا في الوطن العربي ومما يدل على ذكائها ورغبتها في تطوير الذات وتعلم الجديد · المرأة هي القيد الأول وترى د· بهجت اليوسف، مدير مشارك في كلية دبي للطالبات (كليات التقنية العليا) وعميد قسم التكنولوجيا والعلوم،عن رأيها قائلة: هناك نظرة أن المرأة لم تنطلق في مجال العلوم والتكنولوجيا بالدرجة المطلوبة منها ومقارنتها بالمجالات الأخرى· أعتقد أن المرأة هي نفسها القيد الأول في انطلاقها في هذا المجال· فهي التي تحدد رغباتها وتقدمها وتكافح للوصول· كانت هناك قيود في (كيفية) مجال عمل المرأة وبالذات في عالم يسوده الرجل ولكن النظرة تغيرت لتصل المرأة نفسها التي أثبتت وجودها وقدرتها على الأداء مثلها مثل الرجل· المرأة في العصر الحديث برزت في مجال العلوم والتكنولوجيا وهناك حاجة للمزيد من النساء والحاجة الأكبر استمراريتها فيه وامتيازها في هذا المجال· إن تقدم المرأة العربية في مجال تكنولوجيا المعلومات ملحوظ بخطوات ثابتة لكن هناك تردداً أو تقلصاً في إقبال المرأة والبنت العربية في هذا المجال والسبب يرجع لسوق العمل وفرص النمو الموجودة· إن مجال التكنولوجيا يحتاج إلى الاستمرار في المتابعة وهذه التطورات واكتساب المهارات اللازمة كما يحتاج إلى المثابرة والعمل الحافز والمكافآت تكون بأساليب عديدة، ويمكن للمرأة أن تتقدم في هذا المجال، ذلك يرجع للدراسة والحوافز الموجودة· توفير الجو العلمي ولا تختلف عواطف الهرمودي، مدير مركز العمليات المصرفية في مجموعة بنك الإمارات، عن اللواتي حاورنهن، في أن المرأة اقتحمت وظائف غير تقليدية تعكس واقع المرأة الإماراتية الناجحة لاسيما في المجال التكنولوجي من خلال مشاركتها في المؤتمرات الدولية والندوات العالمية، وتقول: المرأة بشكل عام أثبت كفاءتها في هذا المجال وهذا من خلال زيادة نسبة دخولهن في مجال التكنولوجيا والمعلومات وأتمنى من المؤسسات المعنية بشؤون المرأة في المجال التكنولوجي أن تعمل جاهدة على توفير جو عملي مهيأ على أن تبدع بكل طاقاتها والاهتمام في تبني الابتكارات المبدعة حتى تكون مثل نظيراتها مع باقي الدول المتقدمة في هذا المجال،لأنه للأسف لم نصل إلى القمة على الرغم من وجود كفاءات· إقبالهن على التكنولوجيا أكثر من الطلاب دليل آخر على تفوق الطالبات في مجال العلوم والتكنولوجيا أوردته الدكتورة إيمان محمد الغزو،جامعة الإمارات، كلية التربية(تكنولوجيا التعليم): كليات العلوم والهندسة والطب مفتوحة للجميع من الجنسين· ونجد أن الطالبات يقبلن بشكل كبير على هذه الكليات· وإذا أخذنا المرأة الإماراتية على سبيل المثال، نجدها خطت خطوات واسعة في تخطي حواجز الماضي وأصبحت تمارس كافة المهن التي تتطلب معرفة علمية وتكنولوجية عميقة· ومن الجدير بالذكر- والحديث ما زال عن المرأة الإماراتية- أن إقبال الطالبات على كليات العلوم والتخصصات المرتبطة بالتكنولوجيا أكبر من إقبال الذكور· وهذه علامة مضيئة في مسيرة المرأة الإماراتية·ومع هذا كله، إلا أن المرأة تبقى بحاجة إلى الدعم المجتمعي لتحقيق المزيد من التقدم والانجازات· ويكون ذلك بتهيئة الفرص للمرأة لتبوء المواقع الوظيفية ذات الطبيعة العلمية والتكنولوجية· قدرة المرأة بيولوجيا ومن جانب فقد عبر أ· د· رامي الدياسطي رئيس قسم الهندسة المعمارية -جامعة الإمارات العربية المتحدة: وبلا شك أثبتت المرأة العربية نفسها في مجالات علمية عدة، منها مجال تكنولوجيا المعلومات، خاصة في السنوات الأخيرة، وسنرى مزيداً من الإقبال من المرأة العربية على هذا المجال، وأشير هنا إلى قدرة بيولوجية تتميز بها المرأة عن الرجل إذا ما استغلت استغلالاً جيداً، وهي قدرة المرأة على أداء عدة مهمات في وقت واحد· فنظراً لدور المرأة كأم ترعى أبناءها وتقوم بعديد من المهام الأخرى في نفس الوقت، فهي تحظى بهذه القدرة التي تعتبر ميزة عند التعامل في مجال تكنولوجيا المعلومات، إذ تتطلب المهنة التعامل مع أكثر من أداة في وقت واحد؛ فأنت ترى المرأة في البيت ترسل رسالة الكترونية من الكمبيوتر، وهي تتكلم بالهاتف، وتتابع حلقة تلفزيونية، وتراقب أطفالها، وتتابع وجبة يتم طبخها في وقت واحد، ولا نخفي تعجبنا كرجال من هذا الأمر، ودوماً نتساءل: كيف لا نستطيع عمل نفس الشيء؟! ويضيف: يمكن تشجيع المرأة على الالتحاق بالجامعات والكليات التقنية لدراسة تخصص تكنولوجيا المعلومات فالجامعات أو كليات التقنية شيء أساسي للمرأة والرجل، على حد سواء، ولجميع المجتمعات، حتى ينهض ويتماشى مع متطلبات العصر الحديث، وتحقيق ما نصبو إليه من تقدم وازدهار· ولكن، على المجتمعات النامية، تشجيع المرأة على الدراسة في المجالات غير التقليدية التي كانت تنخرط فيها من قبل، ومن هذه المجالات تكنولوجيا المعلومات· تفاؤل تدعمه الأرقام لبنى القاسمي: إني متفائلة جدا بمواكبة المرأة العربية بشكل عام والمرأة الإماراتية بشكل خاص للتكنولوجيا الحديثة واستخداماتها المتعددة خاصة المعلوماتية منها· أما بالنسبة لموقع دولة الإمارات العربية المتحدة على الخريطة الالكترونية فأقول بإيجاز إن الإحصاءات تشير إلى إن حجم الإنفاق على خدمات تقنية المعلومات في الدولة بلغ أكثر من ملياري دولار تمثل ما نسبته 34 % من اجمالى إنفاق دول مجلس التعاون الخليجي على تقنية المعلومات ، كذلك فإن سوق خدمات تقنية المعلومات الاماراتى ينمو بنسبة 10 % وهو معدل عالٍ يدل على دخول تقنية المعلومات في شتى ميادين الحياة في الإمارات ، كما تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر الأولى عربيا والمرتبة 21 عالميا في مجال الحكومة الالكترونية وان أكثر من 45 % من سكان الإمارات يستخدمون الانترنيت إضافة إلى تصدرها قائمة المتعاملين بالتجارة الالكترونية · استثمار في التكنولوجيا رحاب لوتاه: لا بد للمرأة أن تكون على اطلاع بما يقوم به أطفالها على شبكة الإنترنت مثلاً، ولعلي أذكر هنا ما يقوله الخبراء من أن الفجوة المعرفية بين الأطفال وذويهم تتحمل السبب الرئيس في المشكلات التي يتورط بها الأطفال في عالم الإنترنت· وفي مجال تشجيع المرأة على التخصص في تقنيات المعلومات فإن المتخصصين في هذا المجال لديهم فرص استثمار هذا التخصص في مجالات العمل المختلفة وليس بالضرورة على متخصصي مجال تقنية المعلومات أن يمارسوا أعمالهم في مقر المؤسسة، حيث يتناسب هذا التخصص مع كافة ظروف المرأة كزوجة او أم من ناحية وينمي ذكاءها ويشبع رغبة الاطلاع والمعرفة لديها من ناحية أخرى· المطلوب·· حوافز د·بهجت اليوسف: دراسة التكنولوجيا تحتاج إلى تغيير في طريقة التفكير الانتقادي ومثابرة ودقة· المرأة التي لها الإدارة تستطيع فعل ذلك نظاميا واسلوبياً وإنها بطبيعتها قادرة على الأداء المتميز في هذا المجال يجب إيجاد الحوافز في مجال الدراسة وسوق العمل لزيادة نسبة المرأة في المجال كذلك تغيير في أسلوب التدريس في التعليم الأساسي واستخدام التكنولوجيا كوسيلة· شرف لي د· رامي الدياسطي: أتشرف بأنني أعمل في قسم علمي به زميلة إماراتية، هي أول إماراتية حصلت على درجة الدكتوراة في مجال الهندسة المعمارية د· سميرة الزرعوني، وزميلة أخرى، أصبحت هذا العام عضوة منتخبة في المجلس الوطني الاتحادي د·أمل القبيسي، والوحيدة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك أتشرف بأن منصب أمين عام جامعة الإمارات أعطي لأول مرة هذا العام لزميلة أخرى هي د·فاطمة الشامسي، أما قطاع شؤون البحث العلمي بالجامعة، فهو يشهد نمواً متسارعاً ومدروساً تحت قيادة زميلة قديرة د· ميثاء الشامسي، وقد وصلت المرأة في دولة الإمارات إلى منصب وزير، وإلى مناصب قيادية عليا أخرى في شتى قطاعات الدولة الحكومية والخاصة، بل وحتى الصناعية، والمعلوماتية منها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©