الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خطأ الكبار وصواب الصغار

17 ديسمبر 2014 00:04
كنت ذاهبة في رحلة تسوق إلى أحد المراكز التجارية، وبينما كنت في المحل أدفع ثمن بضاعتي، لمحت رجلاً مكفهر الوجه غاضباً يعنف المحاسب وثائراً ومستعداً للملاكمة والشجار، وانطلقت منه بعض الألفاظ البذيئة، التي يخجل قلمي من سردها، وبينما كان يتحدث ببذاءة، جاءه ابنه الصغير مسرعاً؛ ليقول له بكل عفوية: «عيب بابا.. عيب أن تنطق بمثل هذه الكلمات، استعذ بالله، وسيختفي غضبك فوراً»، استحى الرجل من تصرفه المهين، وانسحب فوراً خجلاً من تصرفه الذي صححه لها ابنه الصغير. ليس من العيب أن يتعلم الكبير من الصغير، فنحن نعيش في مجتمع متكامل، الكبير والصغير يكملان بعضهما، ولكن من العيب أن يصحح الصغار أخطاء الكبار فيم يجب أن يكون الكبار قدوة لمن هم أصغر منهم. مشكلتنا في بعض الأحيان أننا نستهين بتصرفاتنا وبسلوكياتنا، ونضرب بأدبنا أمام أطفالنا والناس عرض الحائط، فنطلق العنان لتصرفات غير مهذبة قد يكتسبها الطفل الذي يشهدها ويتصرف بها في المراحل القادمة من عمره، إذاً التساؤل المهم في السياق هو: لم نضع أنفسنا في هذا الوضع المحرج؟ ولم ينبغي علينا من الأساس التصرف بكل سوء وقبح مع الآخرين وأمام أبنائنا ونحن على علم بأن أبناءنا يقلدوننا في حلنا وترحالنا وفي جميع ما تنطق به ألسنتنا وكل تصرفاتنا؟ همسة أخيرة: إلى كل أب وأم وإلى كل من يهتم برقي المجتمع وصلاحه، حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وتجنبوا الإساءة إلى الآخرين وحاولوا السيطرة على أنفسكم وعلى غضبكم، فأنتم قدوة لأبنائكم ومنكم يكتسبون السلوكيات الطيبة أو السيئة، فهذبوا ألفاظكم، واستعيذوا بالله من الوقوع في مواقف تحرجكم أمام أبنائكم، وحاولوا بقدر الإمكان التحكم في تصرفاتكم، تجنوا الثمار اليانعة في الذرية الصالحة. ريا المحمودي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©