الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أسعار الفنادق الباهظة تقوض النمو السياحي في كوبا

أسعار الفنادق الباهظة تقوض النمو السياحي في كوبا
22 فبراير 2017 22:43
هافانا (أ ف ب) يتوافد كثيرون إلى العاصمة الكوبية هافانا للتمتع بمزاياها السياحية، لكنهم يصابون بخيبة أمل لدى نزولهم في فنادقها التي يدفعون أثماناً باهظة لها في مقابل خدمات دون المستوى المطلوب وفق المعايير الدولية. ففي صبيحة اليوم الأول من الإقامة في العاصمة الكوبية، استحم جان أورسيني في مغطس صدئ وكاد صبره ينفد في انتظار العشاء. ويقول هذا المقاول الفرنسي المتقاعد البالغ 82 عاماً: «في وكالة السفر في مرسيليا، قالوا لنا إنهم سيرسلوننا إلى الفندق الأفضل. لكن عندما يدفع المرء 175 يورو لليلة الواحدة، يتبين أن هذا السعر مبالغ فيه». وتبدي الإسبانية بيلار استيراس استياءها إزاء لامبالاة بعض الندل، فيما تشكو الكولومبية ماريا تيريزا غوتيريس من مشكلات المياه والنظافة في الفندق، حيث يبلغ بدل إيجار الغرفة 253 دولاراً لليلة الواحدة. ومع ذلك، حرص هؤلاء السياح الثلاثة على حجز فنادق بتصنيف أربع نجوم أو خمس تدير الكثير منها في العاصمة الكوبية مجموعات أجنبية بينها «أكور» الفرنسية و«ميليا» و«ايبيروستار» الإسبانيتان و«بلو دايمند» الكندية. وتدير 17 سلسلة عالمية ثلثي فنادق كوبا، لكنها لا تشرف على صيانة البنى التحتية، كما أن طواقمها تفتقر للتدريب وتتقاضى رواتب زهيدة في بلد لا يتخطى متوسط الدخل الفردي فيه ثلاثين دولاراً في الشهر. ويشير أورسيني إلى أن زيارته لكوبا خلفت لديه «الانطباع عينه» الذي بقي لديه إثر رحلة إلى الاتحاد السوفياتي في الستينيات. ويقول: «كنا نمضي ثلاث ساعات في الأكل، إذ كانت مطاعم حكومية ولا شيء لديهم ليفعلوه». ولم تستضف كوبا في تاريخها هذا العدد من السياح. فأثر التحسن في العلاقات الكوبية-الأميركية، تخطى عدد الزوار الأجانب في عام 2016 عتبة أربعة ملايين، ما أدى إلى تضخم مفاجئ في الفنادق والمطاعم الحكومية. وفي فندق شهير ذي تصنيف أربع نجوم في المدينة القديمة، ارتفع سعر الغرفة الفردية من 110 دولارات إلى 285 في خلال أقل من عامين بفعل نسبة إشغال قياسية تلقي بثقلها على طاقم العمل والمنشآت في آن معاً. ويقر مدير أوروبي لأحد الفنادق في هافانا، طالباً عدم كشف اسمه، بأن «التوازن بين النوعية والسعر» في كوبا يولد «شكاوى كثيرة»، إذ تكفي بضع نقرات عبر الإنترنت لملاحظة سيل الاعتراضات من المسافرين عبر مواقع الاستشارات والآراء السياحية. ويقول ستيفان فيرو، وهو وكيل سفريات فرنسي مقيم في كوبا: «الغرف في فندق أربع نجوم في هافانا توازي تلك الموجودة في فندق ثلاث نجوم في باريس، وهي أغلى من الغرف في باريس»، مبدياً أسفه لوجود «مضاربة مفرطة من السلطات». وتعي وزارة السياحة الكوبية والجيش، وهما الجهتان الوحيدتان المالكتان للفنادق، مكامن الخلل هذه التي قد تضر بمصدر الدخل الأول في البلاد (2.8 مليار دولار في 2015). فالكثير من الوجهات السياحية في منطقة الكاريبي (المكسيك وجمهورية الدومينيكان) تقدم خدمات تنسجم أكثر بكثير مع متطلبات الزبائن الغربيين. وفي مطلع العام، وعدت نائبة وزير السياحة مايرا الفاريس بـ «العمل على تحسين البنية التحتية الفندقية ورفع معايير المنشآت وتقديم كل الضمانات واليد العاملة اللازمة والمدربة» من دون التطرق إلى تدابير ملموسة. وتقدم الفنادق في المناطق الساحلية أسعاراً أكثر تنافسية في ظل إعفائها من هذه الطفرة في التعرفات. وبالتالي يكلف الأسبوع على جزيرة كايو كوكو المعروفة بشواطئها الساحرة أقل من ألف دولار، بما يشمل تذكرة السفر بالنسبة للزبائن الكنديين الذين يتوافدون بالأعداد الأكبر بين جميع الجنسيات إلى الجزيرة. وبالنسبة للأقل ثراء، يبقى خيار «كاسا بارتيكولاريس»، أي النزول في مساكن سكان محليين، في مقابل أسعار أدنى بكثير من تعرفات الفنادق، أي بمعدل ثلاثين دولاراً لليلة الواحدة. وهذه المنشآت المسموح بها منذ عام 1997 باتت تضم 16 ألف غرفة من أصل 70 ألفاً في البلاد. وبات ماسيمو كاروبو، وهو إيطالي في السابعة والخمسين من الرواد الدائمين لجزيرة كوبا، من أشد المتحمسين للإقامات في مساكن الأفراد، إذ تجذبه أسعارها المتهاودة والنظافة والخدمة والدفء في العلاقات الإنسانية. ويقول لوكالة فرانس برس: «هنا كل شيء يرضيني». وقد تركت مضيفته ماريسيلا دومينغيز عملها كمدرسة للتفرغ لهذا النشاط وهو من الأكثر ازدهاراً في الجزيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©