الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«ذاكرة وطن» يرسم ملامح التاريخ الإماراتي في عيون الزوار

«ذاكرة وطن» يرسم ملامح التاريخ الإماراتي في عيون الزوار
4 ديسمبر 2013 01:18
أحمد السعداوي (أبوظبي) - تفقد معالي الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس اتحاد سباقات الهجن رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، معرض “ذاكرة وطن” الذي نظمه المركز الوطني للوثائق والبحوث. وأبدى معاليه إعجابه بما احتواه من وثائق وصور نادرة تعرض لأول مرة، وتلقي الضوء على مراحل مهمة في تاريخ الدولة، وشاهد منصة العرض، التي حفلت بفعاليات متنوعة، منها: عروض الخيل والهجن وغيرهما من المناشط المتنوعة التي زينت المهرجان يوم أمس. وتواصلت الفعاليات الجماهيرية والمبادرات التوعوية الهادفة إلى توصيل معاني التراث الإماراتي لزائري المهرجان القادمين إليه من كل حدب وصوب سواء من داخل أو خارج الدولة، الحريصين على مطالعة هذا الإرث الحضاري والثقافي الكبير للشعب الإماراتي الذي يعكسه كل ركن في منطقة الحدث. ومن أبرز الفعاليات، معرض ذاكرة وطن، الذي أضاء الركن الأيمن من ساحة المهرجان بلآلئ المخطوطات والوثائق والصور التي تعرض للمرة الأولى على الجمهور وتحكي قصة مراحل مهمة في التاريخ الإماراتي عبر آلاف السنين. ويبلغ عدد هذه الصور والوثائق نحو ألفين، منها ألف صورة نادرة تعرض للمرة الأولى، تتناول الوطن ومؤسسه، طيب الله ثراه، إلى جانب عدد من الشاشات الكبرى التي تبثّ أفلاماً وثائقية من تاريخ الإمارات وتراثها. وتجولت “الاتحاد” بين أرجاء المعرض، واستطلعت ما تكشفه هذه الكنوز التاريخية من عالم ربما لا يعرف عنه الكثيرون بالقدر الكافي، حيث أصبح مهرجان زايد التراثي منصة مناسبة للتعرف على هذا التاريخ الضارب في القدم. أهمية تاريخية قال المواطن عمر محمد الكعبي، الموظف بالمركز وأحد المشرفين بالمعرض: إن المعرض يحظى بأهمية تاريخية كبيرة، كونه يتحدث عن حقب متنوعة في تاريخ الإمارات، يعود بعضها إلى آلاف السنين، والبعض الآخر إلى القرن الخامس عشر، حين جاء البرتغاليون إلى المنطقة عام 1944. وأضاف: ومن بين تلك المخطوطات المعروضة، رسم لقلعة بمنطقة دبا الحصن التي استولى عليها البرتغاليون وأعادوا بناءها سنة 1624، إضافة إلى رسم آخر لقلعة برتغالية في خورفكان شيدت عام 1620، ومقطع من وثيقة برتغالية تعود إلى القرن السابع عشر، فيها وصف لمضيق هرمز. وتابع الكعبي: كما يرى الزائر مخطوطات ووثائق من الحقبة الهولندية، التي أعقبت رحيل البرتغاليين، بفعل تحالف القواسم مع اليعاربة، حيث نشاهد تأسيس شركة الهند الشرقية الهولندية لتجارة اللؤلؤ في جلفار (رأس الخيمة) عام 1654، وواحدة من أقدم الخرائط التي رسمت في هذا الوقت تظهر موقع جزر الخليج العربي، ومنها طنب الكبرى وأبوموسى، وذلك في عام 1645. وأفاد الكعبي: ومن القرون الوسطى ينتقل بنا الحال، إلى القرن التاسع عشر، حيث نجد رسالة من الشيخ شخبوط بن زياد الفلاحي، حاكم أبوظبي، إلى الوكيل السياسي البريطاني في قشم، عن علاقته مع الشيخ سلطان بن صقر، حاكم الشارقة، 1821. وقال: إضافة إلى مخطوطة أخرى، تعتبر أول ما كتب في وصف أبوظبي، كتبها الرائد كولبروك ضابط الإمداد والتموين في الجيش البريطاني في رأس الخيمة 1820. وأوضح الكعبي، أن اللؤلؤ وعالمه الجميل، كان له نصيبه المميز بين مقتنيات المعرض، حيث يطالع الجمهور، وثيقة لجدول يبين عدد السفن العاملة في صيد اللؤلؤ بين عامي (1840 و1908). ومن المجسمات التاريخية التي شهدت إقبالاً كبيراً بين زوار المعرض، نماذج من أشهر قلاع الإمارات ومنها قلعة الجاهلي، قصر الحصن، قلعة المويجعي، حصن المقطع، بحسب الكعبي. قلاع وحصون تحدث الكعبي عن القلاع والحصون التي يوليها المركز الوطني للوثائق والبحوث اهتمامه، لما لها من منزلة في صنع تاريخ الإمارات الذي دارت أحداثه في رحابها. وتابع: وحتى يتكامل اهتمام المركز بهذه القلاع، بالمجسم والصوت والصورة، فقد قام بتوزيع شاشات العرض الكبيرة بجوارها والتي تبثّ أفلاماً وثائقية تاريخية نادرة ذات علاقة بهذه الأماكن التاريخية، مثل الفيلم الوثائقي المهم: رحلة على دروب الذاكرة والإمارات، الماضي والحاضر والمستقبل. وقال: كما أن هناك قسما خاصا، بصور الوالد المعلم المؤسس الشيخ زايد “طيب الله ثراه” يحوي صوراً نادرة يراها الجمهور لأول مرة، تضمه وأولاده الشيوخ الكرام في أعمارهم المبكرة، كما يحوي جوانب مهمة من علاقته بهم وحرصه على غرس أفضل القيم وأعلاها، وهو ما يلحظه الجميع عبر إدارتهم الحكيمة لأمور الدولة وسيرهم على درب النجاح الذي رسمه للإماراتيين، منذ انطلاق الاتحاد قبل 42 عاماً. وأضاف: هناك أجنحة أخرى تعرض لصور المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد في مختلف مجالات الحياة في الدولة ودوره الرئيس والقوي في وضع لبنات التطور والنهضة التي تعيشها الإمارات، فنرى قسماً يحمل اسم “زايد والتعليم” يسرد قصة تطور التعليم في الإمارات، و”زايد والمرأة”، يبين مدى اهتمامه بالمرأة والتأكيد على دورها في مسيرة العمران التي تسير فيها الإمارات منذ ميلاد الاتحاد وحتى الآن. رسائل تثقيفية احتلت الزراعة أهمية خاصة في فكر الوالد الراحل، حيث عزم “طيب الله ثراه” على تحويل هذه الصحراء شديدة الحرارة، إلى واحة غناء بفعل انتشار المساحات الخضراء في كل مكان بأنحاء الدولة، بحيث أصبحت المساحات الخضراء معلماً رئيساً من معالم الإمارات، لا تفوته عين الزائر أو المقيم على أرضها. وفي هذا الصدد، أوضح عمر محمد الكعبي أحد المشرفين بالمعرض أن قسم الصور يضم توثيقا فوتوغرافيا لاجتماع المجلس الأعلى للاتحاد السباعي في بداية السبعينات، وصورة لأول تشكيل وزاري في دولة الاتحاد سنة 1971. وأشار إلى أن أهم الفعاليات التي يضمها المعرض، تحمل رسائل تثقيفية للجمهور بتاريخ الإمارات الطويل من خلال أسلوب بسيط وجذاب، شاشة العرض الكبيرة التي يبلغ طولها نحو 10 أمتار بارتفاع 3 أمتار ويعرض فيلما تسجيلياً بتقنية الثري دي، ويتحدث عن تاريخ الإمارات منذ ما قبل الميلاد وحتى يومنا هذا. وتابع: كما أن هناك ركنا خاصا بالتاريخ الشفهي، عبر قاعة مخصصة لذلك ومكتبة تضم جميع الإصدارات المتخصصة في تاريخ الإمارات. كانت مشاهد التاريخ الإماراتي القديم والحديث والمعاصر، مسك الختام في الجولة، مع الجناح المتميز الذي أخذ عنوان “خير خلف لخير سلف”، والذي يعرض صوراً لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، مع الحكام وكبار زائري الدولة والقادة من أنحاء العالم، وأنشطته العديدة لخدمة وطنه على الصعيدين المحلي والعالمي. مشروع التاريخ الشفهي ويحتل مشروع التاريخ الشفهي جانباً مهما في المعرض، ويسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، منها: توثيق الذاكرة الشفهية بأصوات المعمرين الذين تعد ذاكرتهم مرجعا تاريخيا، وتدوين وتسجيل تسلسل الأحداث التاريخية، وإثراء الأرشيف الوطني وتكوين قاعدة معلومات وحفظ مخزون مقابلات التاريخ الشفهي من نتاج الباحثين وطلاب العلم. ومن الأهداف، إطلاع النشء على الأحداث التاريخية وأساليب الحياة لكل منطقة من مناطق الدولة قبل قيام الاتحاد وبعده، العمل للمشاركة بما يليق بدولة الامارات العربية من مؤتمرات تقام حول التاريخ الشفاهي. ويعتبر ركن وثائق الاتحاد ذا قيمة تاريخية كبيرة، بما يعيده إلى الذاكرة من أيام خالدة في تاريخ الدولة سطرت بزوغ نجمها عاليا بين الأمم على يد الآباء المؤسسين لدولة الاتحاد، فنجد وثيقة إقرار العلم الإماراتي في الثالث عشر من ديسمبر 1971، ولحظة انضمام الامارات الى الأمم المتحدة في التاسع من ديسمبر من نفس العام، والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع إخوانه لحظة رفع علم الاتحاد لأول مرة في ديسمبر. كما نجد أحمد خليفة السويدي، يتلو بيان قيام اتحاد دولة الامارات عام 1971، ومقطعاً من الدستور المؤقت بتوقيع حكام الإمارات بتاريخ 18 يوليو 1971. عبدالله الريس: حضارة الإمارات ليست وليدة النفط قال الدكتور عبد الله الريس مدير عام المركز الوطني للوثائق والبحوث: إن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، غرس فينا حب التراث، حيث اتخذنا من كلمته “من ليس له ماض لا حاضر له ولا مستقبل” شعاراً، فكان اهتمام المركز بتاريخ الإمارات وتراثها من أولوياتنا. وأكد الريس أن المركز يثري مشاركته اليوم بمهرجان الشيخ زايد التراثي بمجسمات لأهم القلاع والحصون والأبراج التي وثق تاريخها في إصداراته، ليؤكد أن حضارة الإمارات ليست وليدة النفط، ولكنها حضارة أصيلة لها جذورها العريقة التي تمتد آلاف السنين؛ فتؤكد هذه الأوابد التاريخية أن أجدادنا عمروا هذه الأرض الطيبة بإرادتهم الصلبة وعزيمتهم التي لا تلين. وأضاف مدير عام المركز: أن كثيراً من هذه القلاع والحصون يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر، وتعدّ الوثائق والرسوم التخطيطية التاريخية التي تعود إلى مطلع القرن السادس عشر، امتداداً لها في أعماق الماضي لذا حرص المركز على عرضها في جناحه. وأشار الريس إلى حرص المركز على أن تكون مقتنيات جناحه متكاملة، فإلى جانب الحصون والأبراج والقلاع، وضع مقتنيات تراثية كالأسلحة القديمة وغيرها. ويعرض المركز في جناحه عدداً كبيراً من إصداراته الحديثة، في مقدمتها كتاب (زايد رجل بنى أمة)، إلى جانب ثمانية عشر مجلداً هي مجموعة (يوميات الشيوخ).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©